نجم غامض يدعى M82 X-2 يكسر قواعد الفيزياء الفلكية!

تحوّلت الأبصار نحو مصدر الأشعّة السينية فائقة اللمعان (ULX) المدعوّ M82 X-2، والذي يتواجد في مجرة ميسييه 82، وهو يتوهج بقوّة تفوق بعشرة ملايين مرّة من الشمس.الكائن الفلكي الغامض هذا يتحدّى حد إدينجتون، القاعدة الأساسية في الفيزياء الفلكية، ما يدفع العلماء إلى التساؤل عن طبيعته.

على الرّغم من أنّ العلماء يعتقدون أنّ وجود مصادر الأشعّة السّينية فائقة اللمعان مثل M82 X-2 يعدّ مستحيلاً وفقاً لحد إدينجتون، الذي يحدد مدى اللمعان الذي يمكن للكائن أن يصل إليه قبل أن ينكسر تحت ضغط الإشعاع، إلّا أنّ دراسة حديثة أظهرت أنّ هذا الكائن الفلكي يعدّ استثناءً لهذه القاعدة.

الدّراسة التي نشرت في المجلة الفلكية الفيزيائية، نفت النظرية التي تفترض أن المادة المكثفة تسبّب اللّمعان الهائل لهذا الكائن.

وكشفت الدّراسة أن M82 X-2 يستهلك كمية هائلة من المادة تقدر بحوالي 9 بلايين تريليون طن سنوياً من نجم مجاور، ما يعادل حوالي 1.5 من كتلة الأرض. وهذا يعني أنّ اللّمعان الخرافي لهذا الكائن ناتج عن تساقط كميات هائلة من المادة في داخله.

وقد تقترح إحدى النظريات أنّ المجالات المغناطيسية القوية التي تنبعث من النجم النيوترني الذي يقع في قلب M82 X-2 قد تكون قوية لدرجة أنها تضغط الذرات في المادة التي تسقط عليه، وتغير من شكلها، مما يجعلها أكثر مقاومة للإشعاع الذي يحاول دفعها بعيداً.

مع أنّ هذه النّظرية قد تقدم تفسيراً محتملاً للظاهرة الغريبة المرصودة في M82 X-2، إلّا أنه يظل من الصعب التأكد من صحتها هنا على الأرض بسبب القوة الهائلة للمجالات المغناطيسية التي تتطلبها النظرية. وكما أعرب ماتيو باتشيتي، العالم في المعهد الوطني الإيطالي لعلم الفلك بمرصد كالياري والمشارك في الدراسة، "علينا أن ننتظر أن تكشف لنا الكون أسرارها".