هل تريد البدء بمشروع في التسويق؟ إليك ثلاث أفكار تفتح أمامك الفرص!

تُعتبر الغالبية العظمى من الشركات الفاعلة في مجال التسويق شركات تقدم خدمات، مما يجعل من النادر أن يخطر ببالنا الربط بين صناعة التسويق والشركات الناشئة في ميدان التكنولوجيا. كما يبرز عملاقان في عالم التكنولوجيا، وهما "ميتا" و"جوجل"، إذ إنهما يحققان جلّ إيراداتهما من الإعلانات، مما يدل على أن التكنولوجيا قد غيّرت ملامح التسويق جذريًا، وهو أمر يزداد وضوحًا اليوم أكثر من أي وقت مضى بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع في العالم الرقمي خلال السنوات الأخيرة.

لنتأمل معًا ثلاث فرص مبشرة توفرها الشركات الناشئة في مجال التسويق، والتي تمتلك الإمكانية لتحويل الممارسات التقليدية رأسًا على عقب ودفع عجلة الابتكار في هذه الصناعة.

لقد أثبت التسويق بالتأثير قدرته كأداة فعّالة للعلامات التجارية في الوصول إلى جماهيرها المستهدفة، وتعزيز الوعي بالعلامة، وزيادة المشاركة. تقدم منصات التسويق عبر المؤثرين تسهيلات للتعاون بين العلامات التجارية والمؤثرين، مما يتيح للعلامات التجارية تحديد المؤثرين المناسبين والتواصل معهم وإدارة هذه الشراكات بكفاءة. توفر هذه المنصات مركزًا يمكن من خلاله للعلامات التجارية اكتشاف المؤثرين المناسبين، تحليل جمهورهم، متابعة أداء الحملات الإعلانية، وقياس العائد على الاستثمار بدقة.

وتُعد التنوع الواسع في قطاع التسويق بالتأثير من أبرز التحديات والفرص، إذ يتميز كل مؤثر بخصوصيته، مما يفتح المجال للشركات الناشئة لتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات قطاعات السوق المتنوعة، استنادًا إلى عوامل مثل الموقع، اللغة، تفضيلات الجمهور، وخصائص الصناعة المختلفة.

تُسهم إعلانات الواقع المعزز في دمج المحتوى الرقمي ضمن الواقع المادي، ما يوفر للمستخدمين تجارب تفاعلية غامرة. تستخدم هذه التقنية في تراكب العناصر الافتراضية، كالنماذج ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة والمعلومات، على البيئة الواقعية التي يشاهدها المستخدمون من خلال كاميرات الهواتف الذكية أو نظارات الواقع المعزز. يمنح هذا النهج المبتكر في الإعلان الفرصة للعلامات التجارية للتفاعل مع المستهلكين بأساليب مبتكرة ومؤثرة، معززًا الوعي بالعلامة التجارية ومشاركة العملاء.

يُعد التعاون بين "إيكيا" (IKEA) و"سناب شات" (Snapchat) مثالًا بارزًا على نجاح إعلانات الواقع المعزز، حيث يتيح للمستخدمين تجربة وضع أثاث وإكسسوارات إيكيا افتراضيًا في منازلهم من خلال تطبيق سناب شات. لا تقتصر هذه المبادرة على توفير تجربة تسوق تفاعلية وممتعة للمستخدمين فحسب، بل تُمكّن إيكيا أيضًا من عرض منتجاتها بشكل مُبتكر وجذاب.

تتمثل الفرصة المتاحة للشركات الناشئة في تطوير تقنيات ومنصات إعلانية تعتمد على الواقع المعزز، والتي تُمكّن العلامات التجارية من خلق تجارب واقع معزز مُصممة خصيصًا لجذب انتباه جمهورها المستهدف. ومع تزايد إقبال المستهلكين على المحتوى الغامر والتفاعلي، ينمو الطلب على حلول الإعلان بالواقع المعزز التي تُمكّن العلامات التجارية من التميز في سوق تنافسي والتواصل مع المستهلكين بشكل أكثر فعالية وعمقًا.

تُعد حلول أتمتة التسويق المدعومة بالذكاء الاصطناعي ثورة في مجال التسويق، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي لأتمتة المهام التسويقية وتعزيز أداء الحملات. تُمكن هذه الحلول الشركات من تبسيط إجراءاتها التسويقية، تعزيز الكفاءة، وتحقيق نتائج متميزة عبر قنوات متعددة، مثل التسويق عبر البريد الإلكتروني، الإعلانات على منصات التواصل الاجتماعي، وتخصيص المحتوى.

"هبسبوت" (HubSpot) مثال بارز على منصات أتمتة التسويق الناجحة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، والتي تقدم مجموعة واسعة من الأدوات والمزايا لمساعدة الشركات في أتمتة العمليات التسويقية، رعاية العملاء المحتملين، وتحليل أداء الحملات. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، تُمكّن هبسبوت الشركات من تقديم تجارب مُخصصة على نطاق واسع وإقامة تفاعلات ذات مغزى مع جماهيرها المستهدفة.

لكن الثورة الأكبر في هذا المجال تتمثل في الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يُستخدم بالفعل في إنشاء صور ذكاء اصطناعية تُستخدم على نطاق واسع في التسويق، خاصةً لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي. وبتحسّن تقنيات فيديو الذكاء الاصطناعي، تبرز القدرة على إنتاج محتوى تسويقي مُخصص بتكلفة منخفضة وبكفاءة عالية، ما يُحدث تحولًا جذريًا في الصناعة.