تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الذكاء الاصطناعي يهدد بزيادة البطالة والتفاوت الهائل للدخل.. خبراء يوضحون.

دعاء رمزي
دعاء رمزي

3 د

أعرب مجموعة من الاقتصاديين والخبراء الأمريكيين عن قلقهم من أن تُنهي التقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيرها وظائف ملايين الموظفين من الطبقة المتوسطة أو أصحاب اللياقات البيضاء كما يُشار إليهم، فمن مؤلفي الإعلانات إلى مندوبي المبيعات وتجار وول ستريت وحتى كُتّاب الأكواد الرئيسية للكمبيوتر، فكل هؤلاء وأكثر منهم مهددون بفقدان وظائفهم خلال سنوات قليلة.

توقعات قوية بزيادة التفاوت في توزيع الثروة لصالح عدد قليل من بارونات التكنولوجيا.

الاتحادات العمالية القوية تلعب دورًا في توزيع عادل لأرباح الإنتاج الذي يرتفع مع التقنيات الجديدة.

يمكن للذكاء الاصطناعي توفير الكثير من وقت ومجهود العمال واستغلاله في مجالات إبداعية أكثر.


وفي حين أن هذه المخاوف تنتشر بالفعل على نطاق واسع إلا أن نتيجتها المباشرة من تفاوت كبير في توزيع الثروة لصالح عدد قليل من بارونات التكنولوجيا هو ما يؤدي إلى حالة حقيقية من القلق في الكثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، فبينما تتضخم الثروة المهولة لعدد قليل للغاية من الأشخاص فإن ملايين غيرهم يفقدون وظائفهم تمامًا أو يتراجع دخلهم بشدة.

ويقول الخبير الاقتصادي لورانس كاتز من جامعة هارفارد أنه على يقين من أن الذكاء الاصطناعي سوف يقضي بالفعل على عدد كبير من الوظائف كما حدث من قبل بظهور الكثير من التقنيات السابقة، ولكن السؤال الحقيقي هو هل سيؤدي هذا بالفعل إلى تعزيز عدم المساواة القائمة حاليًا أم سوف يؤدي إلى خلق وظائف جديدة تُساهم في رفع مستوى المعيشة؟


الذكاء الاصطناعي, AI, ChatGPT

ويُضيف أنو ماغافكار المسؤول عن أبحاث سوق العمل في معهد ماكينزي أن 50-60% من الشركات تتباع عن قرب كل تطور في مجال الذكاء الاصطناعي وأن على الناس تعلم التعامل معه بشكل أو بآخر سواء بالتدرب عليه لرفع الكفاءة في مهتنتهم أو بتطوير مهارات مختلفة.

وينفي ويليام سبريغز أستاذ الاقتصاد في جامعة هوارد أن تؤدي تقنية الذكاء الاصطناعي لاتساع الفجوة وإساءة توزيع الثروات، فمن المفترض أن تؤدي إلى زيادة إنتاجية العمال وبالتالي ارتفاع مستوى الربحية، ولكن بعض الشركات تُفضِّل إثارة مخاوف العمال من استبدالهم حتى يبقوا ممتنين للأبد بالاحتفاظ بوظيفتهم حتى مع أقل القليل.

ويضيف سبريغز أنه عند موجة أتمتة السيارات في الخمسينات، أعلن اتحاد عمال السيارات لشركتي فورد وجينيرال موتورز أن هذه الأتمتة أدت إلى زيادة الإنتاج للعمال بوضوح وبالتالي ارتفاع مستوى أرباح الشركتين، فما كان من هذا الإعلان إلا أن أدى لزيادة أرباح العمال أيضًا.

لذا المشكلة ليست في حد ذاتها في الذكاء الاصطناعي أو استخدامه في وظائف معينة أو حتى إلغاء بعضها، ولكن المشكلة الأكبر في استغلال أصحاب العمل لهذه المخاوف من التقنيات الحديثة.

فمثلًا في مجال مثل المحاماة يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير الكثير من وقت إعداد مسودات العقود وبالتالي إعداد المزيد منها ومنح رواتب أعلى للمساعدين، وكذلك في مجال قراءة الأشعة قد تمنح هذه التقنية الفرصة للأطباء للتركيز على جوانب أكثر أهمية في رعاية المرضى.

وحتى في القصص الصحافية والإعلانات وكتابة الأكواد الرئيسية وهي التي تتعرّض إلى تهديد مباشر الآن فيمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي أن تقوم بالمهمات التقليدية من متابعة البورصة وكتابة تقارير المباريات الرياضية في حين يتفرغ العامل البشري لمهام أكثر إبداعية وأكثر ربحية في الوقت ذاته.

وتقول جولييت شور الخبيرة الاقتصادية في كلية بوسطن أنه سوف يكون من الأفضل بكثير أن يقوم أصحاب العمل بتقليص أوقات الموظفين بدلًا من تسريحهم فيكفي أن يكون العمل لمدة 3 أو 4 أيام في الأسبوع مما يمنح الموظف فرصة للاستمتاع بحياته الاجتماعية وعدم إفناء وقته كله في العمل، فهذا هو ما ينبغي أن يكون المردود من التكنولوجيا.

ذو صلة

وتتفق معها جولي شاه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالقول إنها تحث أصحاب العمل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات العاملين وتوفير وقتهم ومجهودهم لأشياء أكثر أهمية وإبداعية للمستقبل ورفع مستوى الكفاءة عمومًا وليس التسريح التام من العمل.

ويُعلن كاتز من جامعة هارفارد بوضوح أن الذكاء الاصطناعي بالتأكيد سوف يزيد من أرباح الشركات ويرفع معدلات الإنتاجية، ولكن طريقة تقسيم هذه الأرباح بالعدل لن يتم إلا مع اتحادات عمالية قوية ومؤثرة بحيث تزيد حصص العمال أيضًا من الربح وهو أمر تفتقر له الكثير من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة