برنامج Adobe VoCo نقلة نوعية في عالم الصوتيات، أم كارثة أمنية؟
4 د
في خبرٍ بقدر ما هو جيد بل ومُذهل من الناحية التقنية فهو كارثة من الناحية الأمنية والإنسانية، تظهر فيه واحدة من أخطر البرمجيات التي رأيتها على الإطلاق، لا نتحدث هنا عن مُنافس جديد لفيروس WannaCry، ولكن نتحدث عن برنامج VoCo الجديد.
شاركني الأسطر التالية لنتعرف على ماهية هذا البرنامج وسبب كونه خطر أمني في رأيي الشخصي.
برنامج VoCo
قام مجموعة من مُهندسي جامعة Princeton بتطوير برنامج تابع لشركة Adobe أُطلِق عليه لقب Photoshop الصوتيات، إلّا أنّه يفوقه من حيث سهولة الاستخدام، والتي ستُشاهدونها بأنفسكم في المقطع المُصور لكيفية استخدام البرنامج، والذي يعرض مُميزاته ومدى سهولة التعامل معه.
يقوم البرنامج بدور مُعدل أو مُحرر على الصوتيات، ولكنه يأخذنا إلى مُستوى أبعد من حيث قُدرته على تحويل ما تكتب إلى صوت يُطابق صوت الشخص المُتكلم في التسجيل الذي تُدخله إليه، ويكون مُتناسقًا مع الجملة بشكل لا يُمكن اكتشافه تقريبًا.
كان ذلك من خلال تمكُّن المُهندسين من إزالة ما يُعرف ب Sound Bites من خلال تحرير المقاطع ونسخها لعِدة سنوات، أمّا هذا البرنامج – VoCo – فهو يقوم وببساطة بتوليف ما تكتب مع الصوت المُسجل بسهولة، حتى وإن لم يقل المُتكلم تلك الكلمة في أي لحظة خلال المقطع، أي أنّه – وببساطة – يجعله يقول ما لا يقول.
كان الأمر في البداية مُجرد شائعات، إلّا أنّ أحد مُمثلي الشركة قد أكد وجود المشروع بالفعل، بالإضافة إلى أنّ Zeyu Jin المُطور بشركة Adobe والذي تحدث خلال مُؤتمر Adobe Max في سان دييجو بشهر نوفمبر من العام الماضي قائلًا: “إنّ المشروع يحمل اسم Project VoCo وكلمة VoCo تتكون من شطرين هما Voice Conversation، وأوضح أنّه ليس في الحسابات حتى هذه اللحظة متى ستبدأ الشركة في تحويل البرنامج إلى برنامج تُجاري”.
لمزيد من التوضيح للبرنامج، تستطيع مُشاهدة هذا المقطع الخاص به.
قال Adam Finkelstein الأستاذ لعلوم الحاسب ب Princeton:
“يقوم VoCo بجعل عملية البحث والدرز أوتوماتيكية، ويُنتج نتائج تبدو حتى أفضل من تلك التي تم إنشائها يدويًا بواسطة خبراء الصوت”.
وقد تواصل عددٌ من الأشخاص مع المُهندسين ليُساعدوهم في الحصول على أصواتهم، وسيُقدم Jin بحثًا يخص هذا الأمر في يوليو المُقبِل، حيث أنّه لاحظ أنّ بإمكان البرنامج إعطاء صوت لمن لا يستطيعون التحدث بسبب مشاكل طبية.
وقد قال Jin بخصوص هذا الأمر:
“لقد اقتربنا من رجل يُعاني من أحد الأمراض العصبية، ويستطيع فقط التحدث من خلال الكتابة على نظام مُعين يتم التحكم فيه بواسطته، إلّا أنّ الصوت يبدو آليًا، مثل ما يُستخدم بواسطة Steven Hawking، ولكنه يُريد أن تسمع ابنته الصغيرة صوته الحقيقي. يُمكن أن يحدث هذا من خلال تحليل تسجيلاته القديمة وصنع جهاز مُساعد يستطيع من خلاله التحدث بصوته الحقيقي”.
آلية عمل البرنامج
تعتمد آلية عمل البرنامج على التعلم الذاتي من خلال إدخال مقطع بطول 20 دقيقة تقريبًا ليتعلم البرنامج الكيفية التي يتحدث بها الشخص ويتعرف على طبقة صوته، حيث يقوم بتحليل المقطع وتقسيمه إلى ما يُعرف ب Phonemes، وبعد ذلك يقوم بنسخه ويقوم بتطوير النموذج الصوتي الخاص به، وبمجرد الانتهاء من هذه العملية والتي يفهم خلالها البرنامج الصوت، تستطيع كتابة ما تُريد من كلمات لتُقرأ بذات الصوت في الموقع الذي تُريد من المُحادثة.
مخاطر البرنامج
كما ذكرت في المقدمة فإنّ البرنامج نقلة نوعية في عالم التقنية، إلّا أنّه في حال تم استخدامه في أغراض غير أخلاقية، فإنّه قد يُؤدي إلى دخول السجن أو حتى الإعدام نظرًا لإمكانية تلفيق الاعترافات الصوتية والمُحادثات الهاتفية من خلاله، بل إنّ ما قد عُرِض خلال Adobe Max كان تغييرًا في جملة تقول:
“And ur i kissed my dog and my wife”
وتم التعديل عليها لتُصبِح:
“And ur I kissed jordan three times”
إذًا، فهذا أكبر مِثال لإمكانية حدوث مشاكل بسبب الاستخدام غير الأخلاقي لهذا البرنامج، إلّا أنّ الأمر بالتأكيد لن يكون بذلك القدر من السهولة نظرًا لآلية عمله التي تحتاج إلى تسجيل لمدة 20 دقيقة كما ذكرنا سلفًا، ولكن من يدري فمن يُخطط لشيء كهذا قد يُحاول بشتى الطرق الحصول على مثل هذا التسجيل ولو بطرقٍ غير شرعية.
شاركونا آرائكم في الإنجاز التقني الذي قارب على الوصول، والذي تم الإعلان عنه في مُؤتمر Adobe Max في نوفمبر من عام 2016، أي أنّنا كما اعتدنا علينا انتظار عام أو عام ونصف تقريبًا قبل صدوره بشكل رسمي أو حتى نسخة تجريبية.
جديرٌ بالذكر أنّه يُمكنكم الاشتراك لتكونوا أول من يقومون بتجربة البرنامج من خلال موقعه من هنا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.