بعد مرور 15 عامًا على رحيله .. تدشين موقع إلكتروني باسم أحمد زكي

في خطوة جديدة عن المشهد الفني العربي، دشنت الصحفية المصرية هانم الشربيني، بالتعاون مع  المستشار القانوني بلال عبد الغني، محامي رامي عز الدين الأخ غير الشقيق لهيثم أحمد زكي والوريث الشرعي له، موقعًا إلكترونيًا رسميًا باسم النجم أحمد زكي، على أن تقوم الأولى برئاسة تحريره فيما يتولى الثاني مسؤولية رئاسة مجلس الإدارة.

– يمكنك زيارة الموقع الرسمي من (هنا).

تعد هذه التجربة نموذجًا فريدًا للاحتفاظ بصور ووثائق نادرة أصلية لفنان عربي، أثرى السينما والدراما العربية بالعديد من الأعمال المتميزة التي لاقت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا، تشمل رسائل بخط يد المصري الراحل أحمد زكي، سواء للمقربين منه من الأهل أو الأصدقاء أو خطابات المحبة التي كانت تأتي له من جمهوره؛ والتي حصلت عليها “الشربيني” من داخل منزله.

حرص صناعه أن يظل هذا الأرشيف متاحًا أونلاين، لضمان وصوله لكافة محبيه؛ سواء الجمهور العاشق لأعماله الفنية، أو الصحفيين والنقاد والباحثين عن بيانات وحقائق دقيقة عن أبرز محطات حياته.

وعن سبب إنشائه بعد مرور 15 عامًا من وفاة أحمد زكي، بحسب ما ذُكر في البيان المنشور على الموقع، واصفًا “الشربيني” وقت اتخاذ هذا القرار قبل الذهاب لشقة أحمد زكي في المهندسين: “لم تتمالك نفسها عقب وفاة هيثم أحمد زكي لا سيَّما أنه مات وحيدًا، اعتبرته شقيقها أو فردًا من أفراد عائلتها، خصوصًا أنها طالما كتبت عن والده في مجلة الإذاعة والتليفزيون حيث تعمل، أو في برامج شاركت في إعدادها مع أستاذها مفيد فوزي كمفاتيح وحديث المدينة، ومما زاد الوجع في قلبها وسارع باتخاذها لقرار المساعدة في حماية تراث أحمد زكي وابنه، ما أُثير بعد وفاة هيثم من تفريط في التراث المادي للنمر الأسود”.

تحمل الصور النادرة والخطابات لوجو اسم الموقع مطبوعًا عليها؛ حفاظًا على حقوق الملكية ورحلة البحث الخاصة بمؤسسيه، ومن المفترض أن يتم تحديث المنصة أسبوعيًا بصور ووثائق ومستندات نادرة خاصة بـ أحمد زكي عبد الرحمن بدوي، وهو ما يعد بمثابة وجبة فنية دسمة شيقة ينتظرها محبو الفن السابع بصفة دورية متلاحقة.

الموقع يحتوي على عدة أقسام؛ أولهم سيرة ذاتية وهي التي تشمل الحديث عن تاريخ أحمد زكي الشخصي ومحطاته المهنية وإنجازاته موثقة بتواريخ حقيقية، إلى جانب أحاديث صحفية نادرة له مجمعة من أرشيفه الصحفي عَبر السنوات الماضية ويشمل شهادات النقاد والصحفيين في أفلامه أيضًا، فضلًا عن وثائق وصور نادرة مع زوجته الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فؤاد وخطابات موجهة له من جمهوره العربي والمصري وأخرى بخط يد ابنه الفنان الراحل هيثم أحمد زكي.

مسلسل الإمبراطور.. ٥ أسباب تجعل تجسيد محمد رمضان لأحمد زكي مخاطرة وفرصة تاريخية

كما يضم تعليقات الفنانين على فنه وأدائه وأعماله، والتي حملت سطورها حميمبة شديدة بينه وبين أصدقائه الممثلين؛ والتي تأتي منها كلمات الفنان يوسف فوزي له، الذي شاركه في تقديم أفلام “النمر الأسود”، و”أيام السادات”، و”حليم “، ووصفه بـ “أحمد زكي فنان 24 ساعة”، بالإضافة إلى شهادة الفنان هادي الجيار.

البعض يكشف عن حكايات خاصة بإبن محافظة الشرقية في مصر، لحظات مهمة خلف كواليس صناعة أفلامه، تُروى لأول مرة أمام جمهوره، واَخرون يفصحون عن غرائب وطرائف ونتائج مواقف حقيقية جمعت بينهم وبينه؛ من بينهم كلمات الناقد المصري طارق الشناوي؛ حيث وصف الفرق بين أحمد زكي الفنان والإنسان، قائلاً: “أحمد زكى الإنسان كان تقريبًا عكس الفنان، كان الفنان مغامرجدًا وجريء، والإنسان حساس وخائف جدًا من الوحدة والموت”.

هناك وثائق نادرة أخرى تكشف عن أفكار ومبادئ أحمد زكي ومواقفه تجاه عدة قرارات منها انتخابات نقابة المهن التمثيلية، فضلًا عن خطاب آخر بخط يد أحمد زكي، معنون بـ “لست أجيد شيئًا في حياتي سوى الوقوف أمام الكاميرا” والذي أكد فيه على حبه وشغفه للفن، كاتبًا: “لا أرغب في شيء في الوجود إلا العمل من أجل تقديم فن جيد، ولست أطلب شيئًا من جميع البشر سوى معاملتي بإنصاف وإتاحة الفرصة لي لكي أعمل، فقط لكي أعمل”، ردًا على دعوته فى مركز زايد للتنسيق والمتابعة للحديث عن تجربته السينمائية.

اللافت أن هذا الموقع يؤرخ فترة زمنية ما إلى جانب الحديث عن ذكريات ومواقف ومحطات أحمد زكي؛ هذا يأتي مثلًا أثناء مصادفتك لإحدى الوثائق الفنية النادرة “وثيقة فيلم البريء”، والتي كُتبت في عصر يغيب عنه التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، وما كانت تنصه عليه بنود التعاقدات وطلبات مواقع التصوير في هذه الفترة من التاريخ الفني العربي، فضلًا عن “رسم اشتراك شركة أفلام أحمد زكي”؛ والتي شهدت على دخوله صناعة السينما من أوسع أبوابها.

كما يوجد نص رسالة رجل الأعمال نجيب ساويرس؛ خطاب وجهه للفنان أحمد زكي؛ للمشاركة معه في إنشاء شركة نهضة مصر للسينما، بصفته رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة أثناء فترة تأسيسها، وتحتوي الوثيقة على مصادر التمويل وحجم الميزانية المقدرة، والاستراتيجية المتبعة لدعم الصناعة وقتذاك.

هذا بجانب توثيق مواقف وآراء الكثير من رموز ونجوم المجتمع السياسي؛ منهم خطاب من جيهان السادات إلى شركة أفلام أحمد زكي، والذي ينص على موافقتها بتنفيذ فيلم عن الرئيس المصري الراحل خلال العقد الأخير من القرن العشرين، فضلًا عن رسالة شكر من الملك عبد الله الثاني للفنان أحمد زكي لإهدائه نسخة من فيلمه “أيام السادات”.

وعلى صعيد آخر، صدفة قدرية جمعت بين خبر تدشين الموقع الرسمي الذي يحمل اسم نجم الشاشة العربية أحمد زكي، وآخر عن البدء في العمل على تنفيذ مسلسل عربي يتناول السيرة الذاتية وأبرز محطات أحمد زكي الشخصية والمهنية ويحمل اسم “الإمبراطور أحمد زكي”.

دراما اجتماعية مصرية يكتبها السيناريست بشير الديك، الذي تعاون مع “زكي” في عدة أفلام ناجحة سابقة منها “موعد على العشاء” و”ضد الحكومة”، ويجسد شخصيته الفنان محمد رمضان، وتنتجه شركة “سينرجي” المملوكة للمنتج تامر مرسي، ومن المقرر الإعلان عن بقية الممثلين المشاركين خلال الأيام المقبلة، على أن يُعرض ضمن ماراثون دراما رمضان 2021.

ومن وقتنا هذا وحتى نلتقى بـ أحمد زكي عَبر الشاشة الفضية من جديد، دعنا نقول أن 2020 لم تتركنا إلا وهي تجزم أن سيرة أحمد زكي لن تمت، ويظل إرثه الفني متعايشًا ومنتشرًا رغم اختلاف الظروف والعصور والأجيال.