تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بعد مشاهدة سبعة مواسم من مسلسل Friends .. لماذا لن أكمله؟

الأصدقاء مسلسل friends
محمد إبراهيم جاد الله
محمد إبراهيم جاد الله

8 د

في عام 1994 بدأت شبكة إن بي سي ببث الموسم الأول من مسلسل Friends واستمر بث المسلسل عشرة سنوات قدم فيها عشرة مواسم، وقد نجح صناع المسلسل ديفيد كارين ومارتا كوفمان في كتابة واحد من أنجح المسلسلات التلفزيونية وأكثرها شعبية.

حصد مسلسل Friends العديد من الجوائز، ووصل لعدد من المشاهدات لم يصل إليها إلا بضعة أعمال تلفزيونية، وعلى الرغم من كل هذا النجاح وجدت عددًا كبيرًا من الناس لا يحبون المسلسل بل سيكون من المنصف لو قلت يبغضون المسلسل، لذلك قررت مشاهدته أخيرًا لتكوين وجهة نظر تجاه العمل، بناءً على مشاهدتي ورؤيتي.


تمهيد

أبطال مسلسل Friends

بداية لن أخدع نفسي وأقول إنني لم استمتع بالعمل في مشاهد وحلقات كثيرة، بل يمكنني القول إن هناك أجزاء كبيرة في المسلسل تعتبر تجربة جيدة للغاية، لكن هذا الاستمتاع لم يمنعني من إيجاد بعض المشاكل عند محاولة التحليل الجاد لعناصر العمل، ورؤية المشاكل التي توجد خلف الضحك، والتي يمكن أن تؤثر بنا، ونجد نفسنا نشبه الأبطال وأفعالهم السيئة فقط لأننا ضحكنا عليها.

لذلك سأعرض هنا أكثر النقاط التي آراها سلبية في المسلسل، وبالرغم من وجود مشاكل وتفاصيل كثيرة، تستحق تخصيص مقالات أخرى، إلا أنني هنا أحاول إدراج مشاكل لم أستطع التغاضي عنها، لدرجة أنني توقفت بعد الموسم السابع ولم أستطع إكمال العمل بسببها.


المؤثرات الصوتية.. صوت الضحك


الستة اصدقاء مسلسل Friends

في الموسم الأول كانت المؤثرات الصوتية التي تحدث تفاعلًا مع الأحداث تزعجني كثيرًا لكني اعتدت عليها مع الوقت، وأصبحت أتتبع الأحداث محاولًا تناسي الضحكات، إلا أني مع استمرار المشاهدة وصولًا للموسم الخامس بدأت أشعر أن تفاعلي مع المسلسل يتم بشكل لا واعي، وكان يسهل علي التأكد من هذه النقطة بإعادة المشهد الذي أضحكني لكن بدون ضحك، وبالفعل كنت أجد أن المشهد أصبح أقل طرافة بل قد يصل إلى حالة من السخف.

يمكن تبرير فكرة المؤثرات الصوتية التي تجعل المشاهد يتفاعل بشكل جبري مع المسلسل، لكن الذي لا يمكن تبريره هو أن المسلسل يعتمد بشكل أساسي على خدمة مؤثرات الضحك، ولسبب لا أعلمه يصر صناع العمل وضع هذا الصوت مرتين أو ثلاثة كل دقيقة تقريبًا، وبسبب رغبتهم في خلق مواقف طريفة بسرعة وبكثافة عالية، تحول العمل من عمل كوميدي جيد إلى عمل سطحي ضحل.

بعد المواسم الثلاثة الأولى بدأت ألاحظ هذه المشكلة وهي خلق مواقف كوميدية كثيرة وسريعة لدرجة تفسد المسلسل نفسه، الفكرة أن المسلسل كان يخلق الكوميديا من المواقف البسيطة التي تحدث بين الأصدقاء وكان هذا الأمر مقبول، لكن محاولة خلق الكوميديا الكثيرة أثرت على الجانب الدرامي بين المشاهد وأبطال العمل، على سبيل المثال روس هو العالم والدكتور والناضج يتم بناء هذه الفكرة وإثرائها خلال المواسم الأولى المسلسل، وفجأةً يتم إظهار روس كشاب صغير طائش، أو يتم إظهاره بشكل غير الذي تم التمهيد له على مدار مواسم.

المشكلة هنا أن صناع العمل استمروا في تكرر هذا الأمر أكثر من مرة، وهو تدمير البناء الدرامي والإنساني للشخصية وذلك لأن هناك موقف طريف قفز إلى رأس صانع العمل، وصانع العمل يقرر وضع هذا الموقف حتى لو قلل هذا رصيد الممثل عند المشاهد وجعل المشاهد فجأة يشعر أنه يشاهد شخصًا غريبًا لم يقضِ معه عشرات الساعات.

أقرأ أيضًا: سمٌ بلا عسل: هل يستلزم الحب أن نتقبَّل أذى الآخر؟


السخرية من روس والعلم


روس مسلسل Friends

بالحديث عن روس يجب هنا الحديث عن موقف من أكثر المواقف التي كانت تغضبني في العمل، وهذا الموقف هو أي محاولة يتحدث فيها روس عن العلم، وهنا نجد أن باقي أصدقائه يسخرون منه ويضعون أصابعهم في آذانهم، ويغمضون عيونهم، أو يتركوه بأي حجة للهروب منه، لم يحدث هذا الأمر مرة أو اثنتين على مدار المسلسل بل تم تكراره بشكل جعل الأمر مبتذلًا ويصعب تقبله، وأتذكر أنه حتى في أبسط المواقف لم يتمكن روس من قول كلمة علمية واحدة، ففي الحلقة التي اصطحب فيها أصدقاءه لرؤية أحد المذنبات في السماء، كان يسخر منه الأصدقاء كلما تحدث، بل لم يسمحوا له بذكر اسم المذنب.

لم يشفع صناعة علاقة رومانسية قوية بين روس ورايتشل من السخرية من روس بسبب حديثه عن العلم، وقد ظهر هذا الأمر بشكل فج وغير متوقع، عندما تشاجر روس مع رايتشل وقالت له إنه عندما يتحدث عن الديناصورات والحفريات فإن كل ما تسمعه هي هو “بلا بلا بلا بلا…”، والمشكلة هنا ستنقلنا إلى أكثر من مشكلة أخرى ولكني أفضل مناقشة هذه المشاكل في الفكرة القادمة في المقال، وهي العلاقات والتي أعتبرها مشكلة المسلسل الرئيسية.

لكن بالعودة إلى مشكلة سخرية الأصدقاء من روس، نجد هنا مفارقات غريبة للغاية، فنفس هؤلاء الأصدقاء نجدهم في مشاهد أخرى يحبون القراءة والاطلاع، بل ونجد جوي في حلقة كاملة يشعر أنه أقل من أصدقائه وذلك لأنهم يتحدثون في الكثير من الأمور ويمتلكون الكثير من المعلومات أما هو فلا يعرف شيء في الحياة غير مقاسات وأنواع البيتزا، نجد جوي يسعى في هذه الحلقة إلى تكوين ثقافة ومعرفة ومعلومات، وبعد عدة حلقات نجد جميع الأصدقاء يسخرون من روس وكأنهم أشخاص آخرون.

أقرأ أيضًا: محبو كريستوفر نولان يسافرون بين المدن حتى يستطيعوا مشاهدة فيلمه الجديد Tenet


العلاقات.. ضحالة أكثر مما ينبغي


روس ورايتشل مسلسل friends

يمكنني تبرير وتخطي كل مشاكل المسلسل إلا مشكلة واحدة وهذه المشكلة هي العلاقات؛ خلال السنوات الأخيرة شاهدت الكثير من الأفلام والكثير من المسلسلات، لكني لم أشاهد أبدًا علاقات عاطفية بهذه الضحالة وأحيانًا كثيرة بهذا الابتذال، في الموسم الأول سنعرف أن جوي يخرج مع “أطنان من الفتيات” لكن بعد مرور عدة حلقات سنعرف أن أبطال المسلسل بأكمله يخرجون مع “أطنان من الأحبة”.

لا تكمن مشكلتي هنا في عدد العلاقات بل في فكرة العلاقات عند الأصدقاء، فبالرغم من كل هذه العلاقات إلا أننا لن نسمع حوارًا واحدًا عميقًا وكثيفًا، لن نجد الحب بمعناه المألوف، فالعلاقات والحب في هذا المسلسل معناهما الجنس، وأطول مدة ممكنة في السرير فقط، وهنا أقصد هذا المسلسل بعينه، وأُفرق بينه وبين الثقافة الأمريكية، والحرية الجنسية بشكل عام فليست هذه مشكلتي، وعلى سبيل المثال يمكننا رؤية العلاقة بين بام بيسلي وجيم هالبرت في مسلسل ذا أوفيس، بل ويمكننا رؤية العلاقات الجنسية أو الحب الأفلاطوني في جميع الأعمال الغربية أو حتى على أرض الواقع وسنجد أن هذا المسلسل قدم رؤية متطرفة وطفولية عن العلاقات.

العمل الوحيد الذي شاهدته يقدم علاقات كثيرة هو Nymphomaniac لكن العلاقات هنا كان لها فلسفة خاصة وأبعاد معقدة للغاية؛ المشكلة في مسلسل فريندز أنه مع تعدد العلاقات تكثر أسباب الانفصال وفي هذا الجزء نسمع عجب العجاب، وبعيدًا عن عدد العلاقات والانفصال نأتي هنا لبداية العلاقة، والمشكلة أننا خلال المسلسل بأكمله لا نجد مبررًا للحب إلا تعبيرات عن الجسد فقط أو تعبيرات بسيطة للغاية مثل: إنها/إنه جميلة/ جميل، إنها/إنه لطيفة/لطيف، والعلاقة الوحيدة التي كانت بين روس وعالمة أفسدوها بسرعة.

وكثرة العلاقات وسطحيتها تعيدنا للمشكلة الأولى وهي الترابط العاطفي بين المشاهد وبين أبطال العمل، لم يستثمر المسلسل جهدًا إلا في بناء علاقتين، العلاقة الأولى والمهمة هنا كانت بين روس ورايتشل وهنا نذكر حديثنا السابق عنهم، وسخرية رايتشل من علمه وعمله، كان من الممكن أن أتخطى هذا الأمر لكن المشكلة أن روس يظهر شغفًا وحبًا كبيرًا جدًا لعمله وتفاصيله، والحقيقة لا أعرف كيف تستقيم علاقة بين طرفين واحد منهم يسخر من الشغف الوحيد الذي يمتلكه الطرف الآخر.

أقرأ أيضًا: BTS أول فرقة موسيقية تحقق 100 مليون مشاهدة يوتيوب خلال يوم واحد فقط


مونيكا وصديقاتها.. هوس الزواج


مونيكا

الحياة الضحلة للفتيات تجعل تفكيرهم قاصرًا على أمور معينة خاصة الزواج، وهنا أتحدث عن تحول الرغبة الطبيعية والمشروعة في الزواج إلى هوس، مجموعة من الصديقات كل ما يهمهم هو العمل لكن بهدف المال فقط، وكل رغبتهم في الحياة هي الزواج، والحقيقة هذا مفهوم لأنهم لا يخرجون من منهاتن ولا يقررون تجربة أي شيء جديد، والشيء الوحيد الذي يريدونه والذي يمكنني تفهمه وتقبله، تم التعبير عنه بشكل سلبي بشكل جعل تقبله صعبًا.

إذا كنت تظن أنني أتحامل على العمل، إذًا دعنا للحظات نتخيل أن هذه الأحدث تحدث في عمل مصري أو عربي، كل حديث الفتيات عن الزواج، ومحاولة الوصول لرجل، وبعد الوصول والخطبة، تستمر بالصراخ وإخبار الناس، بل وتصرخ في الشرفة، وأمام الناس في الشوارع “أنا مخطوبة”، محاولة تنزيل مشاهد المسلسل إلى أرض الواقع أو حتى تشبيهها بعمل عربي قريب منا ستظهر الكثير من العيوب.


تبرير كل ما سبق


جوي تريبياني

ذو صلة

يمكن وجود تبرير بسيط لكل المشاكل التي ذكرتها خلال المقال، وهذا التبرير هو أن العمل مصنوع بهدف الضحك فقط، وهذا تبرير منطقي ومقبول، إذًا لو أردت مشاهدة العمل فيجب أن تعرف أن كل الهدف منه هو الضحك، عليك أن تنسى الكثير من الأشياء الواقعية والحقيقية، تسلم بأمور العالم الجديد، وإذا سلمت بكل هذا يتبقى عليك تحديد أمر آخر، وهو هل النكات والمواقف الطريفة قوية لدرجة تجعلنا نتنازل عن باقي العناصر الفنية، وتأثرنا وتفاعلنا مع الأبطال؟ لأن الطرفة وحدها تكفي؟

وهكذا أكون قد انتهيت من توضيح بعض مشاكلي الرئيسية مع المسلسل والمشاكل التي تمنعني من أن أكمله، وختامًا أود توضيح أنني أميل للأعمال الواقعية، والحوارات العميقة والدافئة بين أبطال المسلسلات والأفلام، وفي حالة قررت مشاهدة عمل بسيط يمكنني مثلا مشاهدة عمل مثل ريك ومورتي لأنه متوازن في عناصر كثيرة للغاية، وهكذا ذا أوفيس وغيرهم، أما فريندز فهو على استعداد لإفساد أي شيء مقابل الضحك، وهو لا يعرف أنه هكذا يفسد الضحك نفسه في الأساس، أرغب مرة أخرى في التأكيد أن هدفي في المقال هو ذكر مشاكل وعيوب معينة؛ بالتأكيد توجد إيجابيات ونقاط كثيرة للمدح، لكن المقال لا يتسع للإلمام الكامل والشامل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

إدخال الواقعية في أي مراجعة تهبط من قيمة أي عمل لأنها مرتبطة بمقاييس عالم العمل أغلب المراجعين لا يأخذ الواقعية على منحى عالي الأهمية على عكسك ,لكن أهم شي ربطها بواقع العمل وليس واقعنا كأفلام الفضاء مثلا لا يمكن ربطها بواقعن

ذو صلة