حقق مسلسل مدرسة الروابي نجاحاً كبيراً وقت عرضه على منصة نتفليكس، لكنه حقق أيضاً كثيراً من الجدل وقوبل بهجوم من فئات محافظة، اعتبرت أحداثه ليست واقعية واتهمت صناعه بتشويه سمعة الأردن والإساءة إلى البنات الأردنيات، تلك الجملة المطاطية التي أصبحت تُلقى جزافاً على كل من يحاول الخروج من الإطار المُعد مسبقاً من قبل المجتمع.
تراكمات سنين
أعربت تيما الشوملي عن سعادتها بتواجدها في مصر من خلال مهرجان القاهرة السينمائي، كما عبّرت عن امتنانها عن إدارة المخرجة هالة خليل للجلسة، وأنها من طلبت من إدارة المهرجان أن تدير الجلسة تقديراً واعتزازاً لها، وعن مسلسل مدرسة الروابي أجابت أن فكرة المسلسل لم تتواجد في لحظة إنما هي تراكمات لسنين طويلة، فكل عمل قدمته من قبل أصقل من شخصيتها لتتمكن من تقديم هذا العمل "كنت ألبس أكثر من طاقية وأقوم بأكتر من مهمة في كل مشروع قمت به، وكل مشاريعي السابقة كانت تحضير لي لمشروعي في مسلسل مدرسة الروابي".
أضافت الشوملي أن فكرة مسلسل مدرسة الروابي بدأت بالتعاون بينها وبين شيرين كامل وإسلام الشوملي وشيرين كامل ثم قاموا بعرضها على منصة نيتفليكس، التي سبق وتعاونت معها تيما من قبل وتحمس الجميع لتقديم العمل، وأردفت أن حماسها للفكرة جاء من رغبتها للتعبير عن هذا الجيل، وهذه الفترة العمرية تحديداً التي نادراً ما يتحدث عنها أحد قائلة: "وأنا في مثل عمرهن كنت عندما أشاهد التلفيزيون لا أجد ما يتحدث عني أو يخاطبني وأردت أن أقدم لهذه الفئة العمرية ما يعبر عنهم".
التعاون مع نتفليكس
أعربت تيما عن سعادتها بتقديم العمل من خلال منصة نتفليكس، فقد أتاحت لها المنصة فرصة العرض عالمياً من خلال جمهور أوسع من مختلف بلاد العالم وأصبح للعمل جمهوراً كبيراً من مختلف البلاد، وزاد من عدد متابعين البطلات جمهور من جنسيات مختلفة رغم اختلاف اللغة، كما وفرت لها الوقت الكافي للتحضير والبروفات مضيفة: "منصة نتفليكس تعلّمنا كيف نصنع عمل بمعايير عالمية".
وأضافت أن إتاحة الوقت الكافي لتحضير المسلسل الذي وفرته لها المنصة كان عاملاً مهما زاد من مساحة الإبداع الفني في العمل، فالمنصة وفرت لها وقتاً كافياً لاختيار طاقم العمل، وهو ما نتج عنه نجاحاً كبيراً فقد استغرق تحضير العمل ما يقرب من عامين.
ونوهت أن الإنتاج بمعايير عالمية يتطلب معدات متطورة وهو ما وفرته لهم المنصة مؤكدة أن: "زمن التصوير يؤثر على جودة العمل، فزمن تصوير الحلقة كان بمثابة تصوير فيلم"، وأردفت أن سعادتها للعمل مع منصة نيتفليكس زادت بسبب دعم المنصة لصوت المرأة.
مطالبات إيقاف العرض
وعلقت الشوملي على النقد الذي وُجّه إلى المسلسل من قبَل بعض الأصوات الأردنية والعربية، ومنها طلب من نائب برلماني أردني لوقف عرض المسلسل قائلة: "منصة نتفليكس منصة عالمية غير تابعة لأي بلد ولا تستطيع أي بلد وقف عرض عمل فني يقدم من خلالها"، وأضافت أن الذائقة الفنية للأفراد مختلفة ولا يوجد عمل فني يتفق عليه الجميع، مؤكدة أن المسلسل طرح قضايا لم تُطرح بنفس الطريقة من قبل وهو ما جعل بعض الأردنيين يرفض هذا النمط من البنات وهذه الأزمات.
أكدت تيما أنها تفخر بالعمل رغم وجود هذه الانتقادات التي وصلت إلى حد الاتهام بالإساءة لسمعة البنات بالأردن، فقد احتفى الكثيرون بالمسلسل قائلةً: "الكثير من الفتيات تحدثن عبر شبكة الإنترنت لتحكي كل منهن قصتها ليثبتن أننا لسنا بعيدين عن المجتمع، ووصلتني رسائل من أمهات كثر أن العمل أعطاهن وعي لأزمات بناتهن "فأم مريم هي التي كسرتها لعدم تصديقها وليس أذى المتنمرين"، الأمر الذي جعل إحدى الأمهات تعتذر لابنتها وأقامت جسرا من الحوار معها بعد مشاهدة العمل"، مضيفة أن القصص التي وردت بالعمل هي حكايات قريبة من الواقع مأخوذة من قصص بنات حدثت بالفعل.
شخصيات العمل ونهايته الصادمة
تحدثت تيما عن شخصيات الفتيات بالعمل وأنها تعمدت أن تقدم الشخصيات ثلاثية الأبعاد قائلة: "جميعنا أخيار وأشرار، فلا أحد منا خير بالمطلق ولا شرير بالمطلق" كما أكدت على أن التعاطف مع شخصية ليان التي قدمتها نور طاهر كان مقصودا للتأكيد على فكرة أن جميعهن ضحايا لأمور مختلفة مع تقديم بعض عناصر الترفيه والتشويق والمناظر الجميلة والملابس الجذابة للمحاولة للوصول لهذا الجيل والتعبير عنه، وأضافت أنها تتمنى تقديم عمل عن الأولاد مثل بنات مدرسة الروابي للتعبير عن واقعهم وأزماتهم.
وأجابت الشوملي عن صدمة الجمهور من نهاية المسلسل أن النهاية صادمة لتسليط الضوء على جرائم العنف الأسري والعنف ضد المرأة وجرائم الشرف التي تكثر في مجتمعاتنا العربية، وأعربت مجددا عن سعادتها بردود الأفعال على المسلسل الذي كلل شهورا طويلة من الخوف والقلق جعلها تقدم أحسن ما لديها.
وردت تيما ضاحكة عن وجود جزء ثان من العمل أنه لم يكن مقررا له جزءا أخر لكنها تتمنى تقديم تكملة للعمل بعد هذا النجاح، وأنهت حديثها بتقديم تحية إلى إسلام الشوملي التي كانت حاضرة وسط الجمهور وأضافت أنها سعيدة بتواجدها مع بطلات العمل ركين سعد وجوانا عريضة وباقي طاقم العمل مشيرة إلى أن المسلسل هو أولى التجارب التمثيلية لجميع الفتيات ما عدا ركين سعد التي تقدمت في البداية لتأدية دور مريم، كما تقدمت جوانا لتأدية شخصية نوف وكذلك أندريا كان مقررا لها تقديم شخصية دينا وبعد إجراء مقابلة شخصية مع كل منهن تم إسناد الأدوار التي قدمتها كل منهن.
كيف ظهرت ركين سعد بسن الـ16؟
وخلال الندوة، وجهت ركين سعد تحية للجمهور في بداية حديثها قائلة: "أنا خلاص بقيت اعتبر نفسي مش غريبة عن الجمهور المصري وسعيدة بتواجدي في هذا الحدث في القاهرة"، وعن شخصية نوف بالمسلسل تلك الفتاة غريبة الأطوار في الملبس والمكياج أجابت ركين أنها تبلغ من العمر 32 عاما وشخصية نوف عمرها 16 عاما وهو ما جعلها قلقت كثيرا من الشخصية خوفا من عدم تصديق الجمهور لها، إلا أنها قررت خوض التحدي، وأضافت أن تيما طلبت منها في أول جلسة عمل ألا يعرفها الجمهور عندما يشاهدها: "تحمست في البداية ثم تخوفت وأحسست أن هذه الفتاة ليست أنا وعندما قصصت شعري وقمنا بتغيير شكلي وملابسي ونظرت لنفسي شعرت أنني نوف".
تحدثت ركين عن صعوبة شخصية نوف الداخلية فالتحدي الأكبر لها كان تنحي خبرتها العمرية لفتاة في الثانية والثلاثين من عمرها لتصبح فتاة عمرها ستة عشر عاما بلا خبرة ولا تجارب حياتية، وجودي مع البنات جعلني فتاة في مثل أعمارهن أشعر بمشاعر المراهقين مثلهن"، وأضافت أنها لا يعنيها حجم الدور في العمل فهي تحب التمثيل وسواء كان الدور بطولة أو دور ثان لا تهتم فهي تعيش التجربة وتستكشف عالم جديد مميز وتخوض تجربة مختلفة وهو المعيار الوحيد في اختيار أدوارها واستمرارها في المهنة.
علقت سعد على الانتقادات التي وجهت للمسلسل من بعض الجمهور الأردني مؤكدة أن العمل دراما خيالية ذات ظلا على أرض الواقع، وأنه رغم الجدل الدائر عن كون العمل يمثل الشعب الأردني أم لا فهى ترى أن المسلسل بنكهة أردنية لكنه يعبر عن كل مكان، مشيرة أن أسرتها أحبت العمل ولم ترى به ما يسئ للشعب الأردني، مؤكدة أن المدارس في كل بقاع الأرض يحدث بها أزمات والأهالي منفصلة تماما عن عوالم أبنائهم، مضيفة أنه لا يوجد عمل فني مقصورا على فئة ومكان واحد فقط فالفن يقدم للإنسانية جمعاء، وأردفت أنه رغم الجدل فقد فتح العمل حوارا بين الأهالي والأبناء وداخل جميع أطراف المجتمع وجعلهم ينتبهون إلى هذا الجيل وأزماته.
وعقبت ركين عن التعاون مع منصة نيتفليكس أنها مع التطور الذي يحدث في العالم "كل تطور يحدث في العالم يسير بنا نحو الإيجابية"، مضيفة أن المنصات تتقدم كثيرا في الأعمال المعروضة من حيث الإمكانيات ونطاق العرض وهي لا تهتم بالوسيلة المعروض بها العمل ما يهمها هو أن يراه الجمهور بأي وسيلة.