تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مسلسل Berlin.. هل افتقد بيدرو ألونسو سحر La casa de papel؟

berlin vs la casa de papel arageek art أراجيك فن 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

14 د

عام 2017 اجتاح مسلسل إسباني منسي العالم بأسره وتحول من عمل مهمل إلى ظاهرة تلفزيونية أسطورية لم يسبق لها مثيل إنه منزل الورق la Casa De Papel أو Money Heist كما عرف على نطاق عالمي.

كان النجاح الذي حققه la Casa De Papel مذهلاً بحق، مشاهدات تفوق أشد تقديراتك جموحاً شعبية تجاوزت أوروبا إلى كافة أرجاء الأرض شهرة أسطورية لم يكن مسلسل "بيت الورق" مجرد عمل تلفزيوني عادي، بل تحول إلى ظاهرة مذهلة اكتسحت العالم وتحول دالي الفنان السريالي غريب الأطوار وتلك البدلات الحمراء إلى رمز للعدالة والمساواة في وجه الظلم وسطوة الأغنياء.

رغم كم الانتقادات والتسفيه التي توالت على العمل، إلا أن بيت الورق بقي صامداً قوياً وتحول ممثلوه إلى نجوم ساطعة في إسبانيا وخارجها، وأصبحت ألقاب مثل "البروفيسور" و"طوكيو" و"دنفر" دارجة على كل لسان، حتى لو لم تكن تحب La Casa لن تستطيع إطلاقاً إنكار شعبيته المرعبة وتلك التسلية الرائعة التي يمكنه تقديمها لك.

لقد كان نجاح المسلسل فاتحة خير على المنصة التي عرضته منصة نتفليكس العملاق الإنتاجي، والتي وجدت في هذا المسلسل منجمًا ذهبيًا ينبغي وبالقطع استثماره إلى أقصى حد خاصة شخصية برلين، التي نالت أكبر قدر من الشعبية والحب فتوالت مواسم المسلسل موسماً تلو موسم.

رغم وجود انتقادات كثيرة بإفساد روح العمل الحقيقية، إلا أن نتفليكس وصناع العمل رفضوا الاستسلام قبل طرح خمس مواسم كاملة تختتم العمل محاولين قدر المستطاع الحفاظ على شعبية اللصوص ذوي البذلات الحمراء وأقنعة دالي. 

طرح الموسم الأخير عام 2021 واضعاً خاتمة مقبولة لحكاية رائعة شغلت العالم أعواماً، لكن لو ظننت أن الأمر انتهى فأنت لا تعرف نتفليكس كما نعرفها نحن؛ فنتفليكس عملاق الإنتاج والتوزيع لا تتوانى إطلاقاً عن محاولة استغلال النجاح لأقصى حد خاصة بعد موسم ممتاز عام 2023 بأعمال رائعة مثل One piece النسخة الواقعية و The Crown بموسمه الأخير وغيرهما الكثير.

لكن يبدو أن ختام ذلك العام الأسطوري لم يكن مسكاً بالضبط ففي أواخره قدمت نتفليكس مسلسل Berlin المشتق عن La Casa De Papel والذي يركز على الشخصية الأكثر شعبية في المسلسل الأصلي، لقد امتلك مسلسل برلين نفس الإمكانيات التي امتلكها بيت الورق لكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح نفسه، بل أن العكس هو ما حدث ولم ينجح برلين إلا في نيل انتقادات واسعة النطاق، فما سبب عدم نجاح هذا العمل المشتق؟

سنجيب على هذا السؤال اليوم في "أراجيك فن"، مستعرضين القواسم المشتركة بين مسلسل "برلين" وأصله، فلا بد وأنه خطر على بالك عزيزي القارئ بعدما شاهدت الحلقات الثمانية التي اختتمت بها نتفليكس العام، لكن وقبل أن نبدأ وكعادتنا إليك تفاصيل العمل!

7/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Berlin

عدد الحلقات: 8

ما الأهم في الحياة؟ الحبّ أم المال؟ كان هذا هو السؤال الذي ظلّ يؤرق برلين طُوال الثماني حلقات في هذا المسلسل الذي يحملُ لنا مغامرةً جديدة. تقرر عصابة مكونة من 6 أفراد سرقة دار مزادات شهيرة في باريس، وفردٌ واحد من الستة لدينا معرفة سابقة به. يأتي هذا المسلسل ليسلّط الضوء على أوجِ برلين، نراه وهو يُفرط في الحبّ حتى تناسى خطة السرقة برُمتها. توجد خطة مُحكمة أخرى للسرقة، يجتمع الدهاء مع الحماس مع الغرور داخلها، ولكن هل كان بناء المسلسل بنفسِ إحكام خطة العصابة؟

كانت التوقعات لهذا المسلسل بعد خمسِ مواسمٍ ملحمية من مسلسل La casa de papel مرتفعة للغاية. ظنًا أن برلين قد عاد ليستعيد رونقه من خلال هذا المسلسل بعدما ودعنّاه في المواسم الأولى من مسلسل La casa de papel. ولكن في الواقع، كان الأفضل بقاء ذكرى برلين كما كانت، الشخصية التي تكره أن تحبها وتحب أن تكرهها، ولكنك توقن أنك لن تنساها. 

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    ألبرت بينتو

بطولة

بيدرو ألونسو،
تريستان أولوا،
ميشيل جينر

النوع

أكشن،

متاح على

netflix_url

 أليكس بينا كاتب بارع لكن ليس كل مرة! 

كان La Casa De Papel عملاً مكتوباً بإتقان بكل تأكيد فكتابته القوية كانت من أهم وأبرز أسباب شعبيته ونجاحه، ولا عجب فهو من ابتكار الإسباني البارع أليكس بينا الذي كتب وأخرج عدداً من الأعمال التلفزيونية التي حققت نجاحات قوية كـVis a Vis وغيره عندما كتب بينا بيت الورق.

لم يكن هناك أية توقعات مسبقة كان مشروعاً ناشئاً من الصفر، لم ير أحد مثيلاً له من قبل لذا فقد جاء كصدمة محببة لعشاق الإثارة والتشويق والجريمة بكتابة بارعة دمجت الدراما بالتشويق القوي مع بعض الكوميديا، لكن مع النجاح تأتي المسؤولية الكبيرة وهو ما لم يحسب له بينا حساباً عندما كتب مسلسل "برلين" فالجمهور الذي أغرم ببيت الورق لن يقبل بعمل أقل منه أو حتى يوازيه إنهم يتوقعون عملاً فذاً قوياً صاخباً لا نسخة غريبة خرقاء من عملهم المفضل!

كأصله ينتمي برلين إلى فئة أعمال دراما التشويق والجريمة كان العمل منتظراً وبشدة والتساؤلات تدور حول كيفية تقديم القصة؛ هل سيغطي المسلسل الفترة الزمنية التي سبقت انضمام برلين لعصابة البروفسور قبل أن يتحول إلى مختل شرير مريض لا رجاء من شفائه؟ أم أن هناك سرقة عبقرية أخرى تنتظرنا سرقة تحمل أجواء بيت الورق الفريدة؟ لكن للأسف خابت كل تلك الآمال؛ فقصة مسلسل برلين لم تكن بتلك الروعة المنتظرة من كاتب بحجم أليكس بينا أمتعنا بشدة بعمل استثنائي كـ La Casa De Papel. 

تدور أحداث المسلسل قبل أعوام من خطة البروفيسور العبقرية، وقبل أن يعرف برلين بمرضه المميت هذه المرة دارت الأحداث في باريس مدينة الحب والجمال حيث يطمح برلين للاستيلاء على مجموعة مجوهرات ثمينة تقدر قيمتها بأكثر من 40 مليون يورو على أن يسرقها في ليلة واحدة مصيرية.

ولتحقيق الهدف يقوم برلين بتجميع عصابة شبيهة جداً بعصابة أخيه الخجول ويدربهم بطريقة مشابهة لما رأينا في المسلسل الأصلي، لكن بطريقة خالية من أي عمق حقيقي شهدناه مع عصابة البروفيسور الذي كان أكثر ذكاءً ومسؤولية كزعيم عصابة من أخيه بكل تأكيد. 

 رغم أن بدايات العمل كانت مبشرة بخطة عبقرية جامحة وأحداث مشوقة تخطف الأنفاس، إلا أن العكس كان ما حصل فقد تحول العمل من مسلسل جريمة وإثارة إلى نسخة غريبة من أفلام الخمسينات الرومانسية.

فقد صب جل تركيزه على العلاقات العاطفية المتشعبة بين أفراد العصابة من جهة وبين برلين الذي فقد عقله بعدما التقى بكاميل المكسيكية وزوجة ضحيته، والتي أغرم بها منذ أول لحظة بطريقة ذكرتنا بافتتان البروفسور براكيل بعدما أبهرته بذكائها وقدرتها على التفاوض.

لكن وبينما بقي البروفسور مخلصاً لخطته ورفاقه، تحول برلين الذي رأيناه حاداً صارماً أنانياً إلى مراهق أحمق يجري خلف امرأة جميلة؛ رامياً كل شيء خلف ظهره الرومانسية لطيفة بالطبع لكن عندما يتم توظيفها بالشكل الصحيح فرومانسية برلين المفاجئة جعلته بعيداً عن عصابته منعزلاً عنهم حتى أنه أحياناً بدا غير المكترث لخطته العبقرية.

وأصبح همه الأكبر سرقة كاميل من زوجها مبرهناً أنه معتل اجتماعي من الطراز الرفيع على عكس أخيه الذي صب كل اهتماماته على النجاة بكل أفراد عصابته والتفاعل المستمر معهم حتى يشعرك أنه كان أباً لهم، لم يكن برلين يستحق لقب قائد أصلاً فدوره القيادي اقتصر على تقديم مطالبات غير المعقولة وتخريب الخطة مرة بعد مرة لأن كاميل أشد أهمية من الخطة والابتسام بثقة شريرة للكاميرا حتى أنك تتعجب، هل هذا هو "برلين" الذي أغرمنا به بقوة في بيت الورق؟ 

والآن لو كنت لاحظت أننا لم نتكلم عن السرقة بعد فهذا ليس إهمالاً منا؛ فالمسلسل أحياناً كان ينسى أنه مسلسل عن السرقة وتعامل مع قصة السرقة التي انتهت بعد بضعة حلقات فقط كخلفية تؤسس لرومانسية "برلين" المستجدة مع زوجة غريمه ومشاعر بقية أفراد العصابة وتعاملهم مع دراما حياتهم العاطفية وماضيهم المحطم على عكس بيت الورق الذي جعل من خلفيات الشخصيات وماضيها عاملاً درامياً يمتزج مع أحداث السرقة دون أن يطغى عليها.

إن السرقة هي سحر مسلسل La Casa De Papel الأقوى سحر افتقده برلين بشكل محبط بالقطع، فالسرقة كانت خالية من أي تشويق متوقع حتى في اللحظات التي كان بالإمكان أن تكشف السرقة لم نشعر بأي توتر، أمًا تلك الخطة العظيمة المتقنة فجاءت مملة غارقة في الخيال الرخيص خالية من الإثارة المتوقعة من خطة عبقرية كانت أساساً  لخطة البروفسور بعد أعوام.

ففي المجمل تركزت على مجموعة لا منطقية من الصدف المتتالية التي يصعب حقاً تقبل تكرارها مرة تلو أخرى كأنما هذه السرقة تمت على أساس الحظ لا التخطيط الأمر الذي جعلها محبطة خالية من الإثارة والعمق المرغوب فيه في عمل كهذا فلو أننا ألقينا نظرة أوسع على عالم بيت الورق لوجدنا أننا تقبلنا لحقيقة أن أبطال العمل مجموعة من اللصوص كان العمق الفلسفي للسرقة.

ذلك العمق الذي جعل البذلات الحمراء وأقنعة دالي علامة تجارية موثقة، يرتديها الناس في الاحتجاجات حول العالم في عالم الواقع، إن تحول زي مخصص لإخفاء المذنب من البريء أمر عسير على الفهم، لو لم تكن شاهدت العمل إذ كان هناك بعد سياسي بارع خلف السرقة الأصلية فالبروفسور أوضح ومنذ البداية أنه يرى دار صك العملة مؤسسة تخدم الأغنياء فيما يغرق البسطاء في الديون.

لذا بدا البروفسور وعصابته نسخة إسبانية معاصرة من روبن هود وأرسين لوبين وقد ساعدت هذه المناورة الذكية في كسب تعاطف الشعب، فأصبح اللصوص رمزاً للحرية وتحدي الرأسمالية فيما أصبح رجال الشرطة هم الأشرار الكريهين الذين يريدون حماية الأغنياء على حساب بقية البشرية.

حبكة ذكية بارعة بلا شك وأرضية أخلاقية عالية فشل برلين تماماً في امتلاكها فسرقته، كانت سرقة لأجل السرقة كما أن المسلسل حرمه من سحره القديم كأخ طيب ورجل ضحى بنفسه لأجل فريقه وأخيه، ورغم أن آخر حلقتين حاولتا إنقاذ العمل بإضافة بعض التشويق حول محاولة الإمساك بالعصابة إلا أن النتيجة النهائية لم تكن مرضية على الإطلاق. 

لقد حاول أليكس بينا إعادة تجربة La Casa De Papel الناجحة وتقديم عمل شبيه به عَبر استغلال نجاح شخصية برلين لكن القصة كانت مهلهلة منسوخة في بعض الأحيان من العمل الأصلي بشكل أسوأ، كما أنها كانت مليئة بكثير من الحبكات الفرعية الفوضوية الفارغة إضافة إلى أن كثيراً من الانعطافات المثيرة تم اهمالها تماماً.

واستبدلت بنهايات ساذجة لا مبرر منطقي لها حتى تلك المبالغات الدرامية وتلك المصادفات التي لا تصدق والتي عشقناها في بيت الورق بدت في برلين سخيفة للغاية مكررة أحياناً أخرى فلو كان اللصوص محظوظين لهذه الدرجة فنحن في مشكلة حقيقية.

لقد أراد بينا أن يجعل برلين نسخة من بيت الورق بقصته وانعطافاته والعلاقات الرومانسية فيه مستغلاً الحنين داخل كل من أحب بيت الورق لكنه لم يستطع خلق سحر أصله الخلاب الذي جعله يوماً من الأيام المسلسل الأكثر مشاهدة في العالم كله ومن الصواب القول إن برلين نجح في سرقة شيء واحد فقط هو وقتنا لا أكثر. 


شخصيات سطحية مبهمة 

إن أهم ما ينبغي توفره في أعمال البطولة الجماعية التناغم والإنسجام بين أفراد طاقم العمل كي يشعر المشاهد بالتآلف مع القصة المطروحة وهو شيء آخر افتقده المسلسل، رغم كون بطل العمل هو الشخصية الأكثر روعة في عصابة البروفسور، إنه برلين السارق الأسطوري الذي يعاني من مرض مميت ويظهر طوال أحداث بيت الورق كمختل عقلي نرجسي أناني معاد للمرأة.

إلا أنه كان جذاباً بشكل لا يصدق وصديقاً وفياً ضحى بنفسه لأجل رفاقه كذلك وهو ما جعله بحق شخصية محبوبة بشدة أنستنا أخطاءه السابقة؛ إن شخصية برلين عميقة بحق بخلفية درامية مميزة يمكن استثمارها بكل تأكيد خاصة أنه شديد الاختلاف عن أخيه الأكثر ذكاءً والأقل سحراً البروفسور.

في الموسم الثالث من بيت الورق شاهدنا بضع لمحات من ماضي برلين كرجل سيفعل أي شيء لأجل الحب وهو ما جعله أليكس بينا محوراً للعمل بأكمله فبرلين لأجل الحب سيضحي بخطة معقدة وملايين اليوروهات وعصابته أيضاً وهو ما تحول إلى نقطة ضعف كبيرة في تاريخ الشخصية.

لا يوجد أي شك في حقيقة أن بيدرو ألونسو ممثلاً ساحرًا، وأنه أضاف الكثير من الكاريزما لشخصية برلين وبفضله تحول برلين من لص مخبول إلى بطل شعبي لكنه وقع في الفخ المعتاد الذي يقع فيه كل ممثل اشتهر بشخصية محبوبة لقد علق فيها وأصبح عاجزاً عن التخلي عنها فمنذ نهاية La Casa De Papel لم يقدم ألونسو أي عمل سوى فيلم واحد حمل اسم Awareness 2023 والذي حقق نجاحاً جيداً.

لكنه وبالقطع لا يقارن مع La Casa رغم أن بيدرو عاد لتجسيد شخصيته المفضلة إلا أنه بدا تائهاً بشكل غريب فهو أحياناً نسخة من البروفسور بخططه العبقرية وأحياناً هو برلين الشرس الذي سيحطم أي أحد يقف في وجه خطته، وأغلب الأحيان هو العاشق المتهور الذي سيحرق العالم كي يظفر بمحبوبته وهو ما يتناقض تماماً مع ما رأيناه في بيت الورق، أمًا كقائد عصابة فقد كان أسوأ قائدًا يمكن تخيله غائبًا مهملاً.

وفي أغلب الأحيان بدا غير المكترث تماماً بالسرقة تاركاً أفراد العصابة المبتدئين يتولون إنقاذ أنفسهم بأنفسهم نائياً بنفسه عنهم بل حتى أنه كان يحتقرهم ويراهم مجرد أدوات تساعده لأخذ ما يرغب فيه في تناقض صارخ مع أخيه الذي فعل المستحيل لينقذ رفاقه ويوصلهم إلى بر الأمان.

لقد بدا "برلين" في مسلسله الخاص نسخة مشوهة من نفسه فقد كنا نتوقع شخصاً أكثر اتزاناً وعقلانية شخصاً لم يحطمه المرض بعد لكن ما رأيناه كان مهيناً لشخصية رائعة عميقة تحولت إلى مراهق أناني سخيف لا هم له سوى الفوز بامرأة سحرته.

أمًا أفراد العصابة فحدث ولا حرج لو عدنا بالذاكرة لوجدنا أن أكثر ما أعجبنا في بيت الورق هو تلك العلاقة القوية بين أفراد عصابة البروفسور المتعاضدين الجاهزين للتضحية بحياتهم لأجل بعضهم البعض حتى تشعر أنهم تحولوا إلى عائلة حقيقة بعدما أصر البروفسور على توثيق العلاقات.

فيما بينهم قبل السرقة لضمان عدم تخليهم عن بعضهم البعض، حتى العلاقات الرومانسية بينهم كانت محببة ومهمة لتسلسل الأحداث كعلاقة مونيكا ودنفر التي كانت مهمة لتنفيذ خطة الهروب لاحقاً وبالطبع علاقة البروفسور وراكيل التي شكلت محور الأحداث.

وعقدة درامية مميزة أضافت مزيداً من الإثارة لعملية السرقة المثيرة أصلاً، أمًا عصابة برلين فكانوا منفصلين متباعدين لدرجة يصعب تصديق أنهم أصلاً عصابة، يبدو أن برلين اتجه إلى الشارع وانتقى لصوصاً عاد بهم إلى باريس ليسرق معهم دار مزادات فرنسية دون أن يعلم عنهم سوى ما نعلمه.

نحن المشاهدون كما أن هناك تشابهاً مريباً مع عصابة البروفسور تشابه يصعب تجاهله هناك عبقري مكبوت خجول يرتدي نظارات هو داميان الذي يذكرك فوراً بالبروفسور، إنه العقل المدبر الذي يغضبه إهمال برلين للسرقة وجريه خلف امرأة متزوجة خاصة أن زوجته هو تخلت عنه لأجل رجل آخر.

أمًا بروس فيبدو نسخة أكثر قذارة وإزعاجاً من دنفر مجرد لص جذاب لا أكثر وانتهى العمل دون أن نعرف فائدته أصلاً، لا يبدو أن المسلسل يريد إخفاء هذه التشابهات بل يصر على إظهارها بشكل مستمر فشخصية كاميرون تبدو نسخة أطول شعراً وأقل جاذبية من طوكيو التي كانت أساس العمل وراويته والتي ترتبط بعلاقة غريبة مع روي السارق المغفل الذي يلقبه برلين بالكلب المخلص والذي يبدو نسخة مشوهة من ريو أصغر أفراد عصابة البروفيسور.

لكنه أشد غباءً بما لا يقاس، كما كان هناك بعض الشخصيات الجديدة ككيلا الخرقاء لكن البارعة في التكنولوجيا والتي يبدو أنها لا تعلم بالضبط لماذا انضمت لبرلين في الأساس، أمًا كاميل فوجدت فقط لإلهاء برلين عن السرقة ولو غابت عن الأحداث لما صنعت أي فارق فوجودها وعدمه واحد على عكس راكيل التي كانت محور الأحداث ومحركها المثير الأبرز.

على الرغم من الاقتباس الواضح من شخصيات العمل الأساسي، إلا أن المسلسل الجديد يسيء تماماً فهم سبب شعبية هذه الشخصيات ونجاحها؛ فقدم شخصيات متباعدة خالية من أي نوع من التفاعل أو الإنسجام، ولم نشعر بروح الجماعة على الإطلاق.

فأفراد العصابة بالكاد قضوا أي وقت مع بعضهم، كما أن العلاقات الرومانسية بدت أشبه بالدومينو رجل وسيم قذر اللسان وامرأة خرقاء غريبة الأطوار رائع فلنصنع منهما ثنائياً رومانسياً لكنها كانت رومانسية مصطنعة جليدية أضرت بالمسلسل بشدة بدلاً من منحه دفئاً درامياً وخلفية إنسانية.

فتركيز العمل المطلق على العاطفة وقصص الحب جعل الشخصيات بعيدة عن المشاهد ولم تمنح الوقت الكافي والتركيز الصحيح لجعلنا متناغمين معها بل حتى لذكرها، لقد كان بإمكان بينا صنع شخصيات عظيمة تربط الماضي بالحاضر، لكنه بدلاً من ذلك قدم شخصيات تائهة غريبة منسوخة عن شخصيات المسلسل الأصلي.

رغم أن الممثلين كانوا جيدين وحاولوا تقديم أدوارهم بقوة وصدق، إلا أن الكتابة لم تخدمهم على الإطلاق وأشك أنهم فهموا شخصياتهم كما يجب بالأصل، أمًا في آخر حلقتين فقد شهدنا عودة شخصيتين محبوبتين من المسلسل الأصلي المحققتان البارعتان راكيل وأليثيا اللتان شهدنا عداء رهيباً بينهما.

ويبدو أنه وفي زمن سرقة برلين كانت علاقتهما طيبة، لكن ظهورهما كان عادياً جداً ولم تمنح أي منهما مساحة مناسبة للتألق وإضافة أي شيء للعمل، كأنما وجدتا لتذكرانا أن "برلين" مشتقًا من بيت الورق لا أكثر، لقد كان برلين فرصة ضائعة مهدرة كان بالإمكان استثمارها بشكل أفضل وتقديم شخصيات أقوى يمكن لها منافسة شخصيات La Casa De Papel دون أن تكون نسخة أقل جودة منها. 


هل أخطأت نتفليكس في توقيت عرض المسلسل؟ 

إن نتفليكس وبدون أي شك عملاق إنتاجي يصعب منافسته ومن المعروف أن قدرة نتفليكس الإنتاجية الباذخة تشكل صداعاً دومًا لمنافسيها.

وفي هذا العام اكتسحت نتفليكس موسم الجوائز بقوة بعدد ترشيحات كبير حتى في الأوسكار، لقد كان هذا العام استثنائياً بحق فقد قدمت فيه نتفليكس نخبة من أفضل المسلسلات والأفلام التي حققت نسب مشاهدات مذهلة وإشادات نقدية غير المسبوقة.

لكن لكل جواد كبوة ويبدو أن برلين كان كبوة نتفليكس القاسية، لقد طرحت المنصة العمل الإسباني المشتق من أشهر أعمالها في الأيام الأخيرة من العام السابق وهو توقيت غريب في الواقع، فمنذا الذي سيرغب في رؤية عملية سرقة في أيام العام الأخيرة.

كما أن برلين جاء بعد نهاية La Casa De Papel بعامين كاملين فلو أن إطلاقه كان في ذروة شهرة المسلسل لكان قد حقق نجاحاً خيالياً ذلك أن العالم بأسره كان مغرمًا ببيت الورق متلهفاً لأي شيء من عالمه، كما أن الفلاش باك الخاص بشخصية برلين ضمن المسلسل الأصلي كان محبوباً وكان بالإمكان استغلاله بأكثر من وسيلة.

لا ندري حقاً ما الذي كان يدور في ذهن نتفليكس وصناع العمل عندما أطلقوا المسلسل المشتق في هذا التوقيت الغريب، بعد فترة طويلة من نهاية المسلسل الأصلي، فأول شروط نجاح أي مسلسل مشتق هو محاولة اقتباس شهرة ونجاح أصله قبل الانطلاق في طريقه الخاص.

ومن النهاية المفتوحة التي شهدها المسلسل يبدو أن هناك خطة معينة للاستمرار في العمل حتى نصل إلى فترة سرقة البروفيسور لكن؛ هل ستكمل نتفليكس هذه المقامرة بإصدار موسم ثان من العمل بعد كم الانتقادات والإحباط الجماهيري؟

لا نعلم حقاً لكن لو حصل هذا فلنأمل أن يتمكن العمل من استغلال الإمكانيات المماثلة التي سمحت لأصله في التحول إلى أسطورة عالمية غير المسبوقة والابتعاد عن فكرة تحويل السلسلة إلى عمل رومانسي فج يليق بالمراهقين لا بعالم شديد الإثارة والتشويق.

لقد امتلك "برلين" كل ما ينبغي لمسلسل ناجح أن يمتلكه؛ كاتب بارع، طاقم تمثيل جيد، منصة إنتاج ضخمة، لكن صناعه أساؤوا تقدير محبة الجمهور للعمل الأصلي وظنوا أن تقديم أي شيء من ذلك العالم سيكون كافياً.

ذو صلة

لكنهم أخطأوا للغاية في ظنهم وخيبوا أمل كثير من المشاهدين المتحمسين للعودة مجدداً إلى عالم بيت الورق فلنأمل أن نرى مواسم أفضل وأقوى من "برلين"؛ مواسم تعيد الروح الحقيقية لعالم مذهل نجح في السيطرة على المشاهدات العالمية لأعوام طويلة!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة