أفضل الممثلين في 2019 .. عام العظماء السبعة

شهد عام 2019 العديد من الأحداث الفنية المختلفة التي قدمت للسينما والتلفزيون إضافة كبيرة، وبكل المقاييس لا يمكن اعتباره عامًا تقليديًا من حيث الإبداع الفني، بل على العكس تمامًا ففي نهاية هذا العام يمكننا ملاحظة العديد من العلامات الفارقة فيه على الصعيد الفني.

وهناك العديد من العناصر التي ساهمت في تألق هذا العام، وعلى رأسها بالتأكيد النجوم الذين قدموا لنا أدوارًا مختلفة وبعضها لا يُنسى، فقد تخطى بعض النجوم هذا العام كل التوقعات واجتازوا بإبداعهم كل الحواجز للدرجة التي تجعل مقارنتنا بينهم من حيث الأداء التمثيلي أمرًا شديد الصعوبة.

ونقدم لكم أعزائي القراء في هذا المقال محاولة لعرض أفضل 7 ممثلين أبدعوا في هذا العام من وجهة نظرنا المتواضعة والتي قد يختلف معها البعض أو يتفق، ولكننا لا نقوم بترتيب هؤلاء النجوم من حيث القيمة، بل فقط نلقي الضوء على من تألقوا في رأي الجمهور والنقاد على حد سواء، ونبدأ الآن معًا العد العكسي.

أقرا أيضًا: سألنا قراء أراجيك عن أفضل أفلام 2019 .. وهذه كانت إجاباتهم!

يتربع النجم الإيطالي العالمي «آل باتشينو» على قمة هرم الانفعالات السينمائية منذ سنوات، ويعتبره النقاد واحدًا من أعظم الممثلين أصحاب الأداء الفردي أمام الكاميرا، وأيضًا من أبرز الممثلين في تقديم الانفعالات بصورة تنقل المشاعر الحقيقية للشخصية بعيدًا عن المبالغة والتكلف.

وقد قدم لنا هذا العام واحدًا من أجمل أدواره طوال مسيرته الفنية، فقد أبدع بكل ما تحمله الكلمة من معنى في تجسيد الشخصية العامة «جيمي هوفا» ولم يخشَ أبدًا قيام ممثل عظيم من قبله بتأدية نفس الدور -وهو العبقري «جاك نيكلسون»- وقدمها «آل باتشينو» بصورة مختلفة ومبدعة جعلت النقاد يضعونه على رأس قائمة المرشحين للجوائز العالمية كأحسن ممثل في دور ثانوي سواء في الأوسكار أو الجولدن جلوب.

لم يحظ براد بت منذ فترة طويلة بالاهتمام الذي حظي به من الجمهور والنقاد بسبب دوره في الفيلم العالمي «Once Upon a Time… in Hollywood» للمخرج العظيم «كوينتن تارانتينو»، فبعد أداء براد بت المبدع في فيلم «Fight Club» عام 1999، حاول كثيرًا أن يقدم عملًا بنفس الجودة لكنه دائمًا ما أراد المحافظة على النجاح التجاري بجانب النجاح الفني.

وهو ما جعله يلتجئ دائمًا إلى نوعية أفلام لا تقدم موهبته بالصورة الكاملة التي يستحقها، وعلى الرغم من أدائه الجيد في فيلم «Troy» عام 2004، ودوره في فيلم السيرة الذاتية «Moneyball» الذي ترشح عنه لجائزة أوسكار أحسن ممثل، إلا أنه تاه لسنوات في الأفلام التجارية.

ونجح هذا العام من خلال دوره المختلف في الفيلم الساخر «Once Upon a Time … in Hollywood» بسبب ثقة المخرج فيه وفي إمكانياته التمثيلية التي اختبرها سابقا في الفيلم المبهر «Inglourious Basterds» عام 2009.

وقدم لنا أيضًا هذا العام فيلم الخيال العلمي «Ad Astra» المختلف تمامًا في محتواه وقصته عما اعتاد عليه النجم الكبير، ونتيجة لهذا التنوع المتميز في الأداء والتبديل بين الشخصيات فقد اختارته صحيفة «The New York Times» ضمن أبرز 10 نجوم على الساحة الفنية في هذا العام

أقرأ أيضًا: الأفلام المصرية التي حققت أعلى الإيرادات في 2019

لا يعتبر من أكثر الممثلين شهرةً أو وسامة، ولكن أداءه التمثيلي في حالة تصاعد مستمرة، وهو ما جعله يلمع بشدة هذا العام من خلال دوره في فيلم الدراما الرومانسي «Marriage Story» الذي جمعه بالنجمة الشهيرة «سكارليت جوهانسون»، وقد أثنى النقاد على أداه وتقمصه دور الزوج الخائن والأناني بامتياز.

وقد نجح هذا العام في جذب أنظار لجنة تحكيم جائزة الجولدن جلوب لأدائه وقاموا بترشيحه لجائزة أحسن ممثل في دور رئيسي عن فيلم درامي، وهي الجائزة التي لم يترشح لها نجوم عظام مثل «روبرت دي نيرو» و«مات ديمون» رغم أدائهم المتميز في أفلامهم وهو ما يوحي بأهمية دور «آدم درايفر» من ناحية الإبداع في التقمص.

ربما لا يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، أو أعمال سابقة ترسخ أقدامه عند الجمهور، لكنه قدم واحدًا من المسلسلات القصيرة الأروع على الشاشة وهو مسلسل «تشيرنوبل» الذي كان حديث الجمهور والنقاد على حد سواء.

يبلغ النجم 58 عامًا وربما قد فاته قطار النجومية منذ أمد بعيد، لكنه بأدائه المتميز على الشاشة الصغيرة يعيد إلى أذهاننا أداء المبدع العبقري «براين كرانستون» الذي لم يكن قد حصد ولا جائزة كبرى في مسيرته حتى مسلسل «Breaking Bad»، والذي استطاع إظهار كافة مواهبة التمثيلية فيه، وهو نفس الأمر لنجمنا الحالي.

فخلال مسيرة «جاريد هاريس» الطويلة لم يجد الأدوار الملائمة له، لكنه في العامين السابقين قد بدأ يتلمس الطريق نحو إظهار براعته التمثيلية، بداية من دوره في مسلسل «The Terror» وبعدها هذا العام عن طريق مسلسل «تشيرنوبل» ولهذا لا يمكن إغفاله في قائمتنا لهذا العام.

ربما لا يعتبر هذا العام هو المرشح الأبرز لنيل جائزة أفضل ممثل المقدمة من الأوسكار، لكن هذا لا يرجع لضعف الأداء الذي قدمه في فيلم «Once Upon a Time… in Hollywood» ولكن لأسباب أخرى منها أن الفيلم لم يرتقي لمستوى التوقعات وأيضًا لقوة المتنافسين هذا العام من أفلام أخرى عبقرية مثل «Joker» و «The Irishman».

فقد قدم «دي كابريو» واحدًا من أجمل الأدوار التي جسدها على شاشة السينما، ويعد هو المرشح الأبرز لنيل جائزة جولدن جلوب لهذا العام كأفضل ممثل عن فيلم كوميدي أو موسيقي، ويعد دوره من أصعب الأدوار فهو يقدم دور ممثل يحاول تقديم أفضل ما عنده لينال تقدير الجمهور.

ويحافظ النجم صاحب الأصول الإيطالية دائمًا على اختياراته الفنية في مستوى معين لا يجب أن يقل عنه، ويعتبر هو الممثل الأكثر ثباتًا في النجاح خلال السنوات العشر الأخيرة ولهذا تعتبره الصحف العالمية الفنان الأبرز لهذا العقد «10 سنوات»، واستمر في الحفاظ على أدائه الفردي المرتفع هذا العام أيضًا ولم يخيب أمل جمهوره.

يعتبره البعض أعظم ممثل في التاريخ إلى جوار «دانيال دي لويس» و«مارلون براندو»، وقدم قدم لنا هذا العام دور البطولة في واحد من أهم أفلام السيرة الذاتية لعصابات المافيا وهو «The Irishman»، وقد غاب «دي نيرو» عن الساحة الفنية لفترة طويلة ولكنه عاد إلينا من الباب الكبير.

وتعتبره صحيفة «The New York Times» من أهم عشر ممثلين لهذا العام، والسبب هو مشاركته في أهم فيلمين لهذا العام بل وفي العشر سنوات الأخيرة كما يقول البعض وهما «The Irishman» كما ذكرنا وأيضا «Joker» وتقديم دورين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض.

ونجح «دي نيرو» في الفيلم الأول أن يتقمص دور رجل العصابات الشهير باسم «الأيرلندي» باقتدار، ورغم تقدمه في السن فقد نجح في تمثيل المراحل العمرية المختلفة للشخصية باقتدار وبراعة، وفي الفيلم الثاني قدم لنا دورًا قصيرًا ومحوريًا لمقدم البرامج الساخر الذي ساهم في تكوين شخصية الجوكر «الإجرامية» ولهذا استحق مكانه في القائمة.

إنه الممثل الذي أصاب الجمهور بالصدمة والجنون هذا العام، العبقري الذي لطالما نجح في تقمص أدوار المرضي النفسيين والمختلين عقليًا، وقد استطاع هذه المرة أن يتفوق على نفسه ويراهن على الدور الذي خشي الكثيرون تقديمه وهو «الجوكر».

وتلاقت الشخصية المركبة لمجرم القصص المصورة الشهيرة مع طموحات الممثل العبقري الذي يعشق التعقيدات النفسية، ونجح في جعل الجماهير تتعاطف لأول مرة مع الشخصية التي لطالما كرهتها، وقد ترشح عن الدور لجائزة جولدن جلوب كأحسن ممثل رئيسي ويعتبر هو الممثل الأقرب للحصول عليها.

ويقول «آرثر فيلك» الذي تحول إلى الجوكر في الفيلم «هدفي في الحياة أن أنشر السعادة والبهجة في هذا العالم البارد والمظلم»، ويبدو أن «خواكين فينكس» قد جاء إلى هذا العالم لنفس السبب.

فقد نجح الفنان الفريد من نوعه من خلال دوره العبقري أن يجعل الجمهور سعيدًا بهذا الأداء التمثيلي العبقري، ويبتهج لوجود ممثل بهذه القدرات الهائلة في هذا العالم، ولهذا استحق التواجد على قمة قائمتنا لأفضل الممثلين في عام 2019.