تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف تصنع “بودكاست مشاغب” على طريقة مسلسل Only Murders in the Building؟

Only Murders in the Building
ساندي ليلى
ساندي ليلى

14 د

يقول الكاتب الكبير مصطفى محمود: "ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعقّد فصولها، فالموت ليس نهاية القصة، بل بدايتها".. إن كانت السينما هي الفن الأكثر سحراً وروعة فإن فن القصة كان البداية الحقيقية لهذا السحر.

لقد أحببنا رواية القصص منذ كنا نتحلق حول النيران في الليالي الباردة أو نلتف كالهررة الصغيرة حول الجدة نتوسل إليها كي تروي لنا حدوتة جديدة، لولا القصة لفاتنا الكثير من تاريخ جنسنا كيف كنا لنعلم عن الحرب المريرة التي خاضها الطرواديون بسبب حماقة أميرهم باريس لولا تحفة هوميروس الخالدة الإلياذة.

 وما كنا لنعرف ما يكفي عن الثورة الفرنسية التي حوّلت مجرى التاريخ لولا روائع أدبية مثل البؤساء لفيكتور هيغو، وما كنا لنعيش الأجواء القاتمة المريضة لإنكلترا في عصر الثورة الصناعية لولا الإبداع السردي للكاتب العظيم تشارلز ديكينز.

القصة فن لا يضاهيه فن، إنه الأب الروحي للمسرح والسينما والتلفاز وغالب الفنون أنت لا تستطيع أن تقدم فيلماً دون قصة تدعمه صحيح؟ 

في الواقع رغم سحر السينما والمسرح لا يزال البعض يرى أن القصة تمتلك سحراً مميزاً خاصاً بها إنه الخيال، إذ تتيح لك القصة سعة خيال لا محدودة لا شيء في العالم يفوق متعة أن تمسك كتاباً بين يديك وتبحر في عوالم خيالية تريحك من سأم الواقع بعض الشيء.

وكأي فن آخر اخترق التطور البشري والتقني عالم القصة وفرض نفسه عليها، من الممتع حقاً إلقاء نظرة شاملة واسعة على القصة عبر القرون، لكن التغيير الأكبر كان اختراع الراديو الذي سمح بظهور ما يعرف بالقصة الإذاعية والتي تطورت لاحقاً إلى ما يسمى المدونات الصوتية أو البودكاست. 

إن البودكاست ليس بالضبط قصة لكنه وسيلة تمكن مستخدمها من إنشاء محتوى صوتي يبث على شبكة الانترنت إلى كافة أنحاء العالم وله مواضيع متنوعة متعددة تقدم في قالب مثير جذاب يدفع الجمهور إلى انتظار حلقاته بفارغ الصبر.

في الأعوام الأخيرة أصبح البودكاست فناً مهماً يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، في الحقيقة الاستماع إلى بودكاست يخص موضوعاً تهتم به هو شيء ممتع حقاً.

ولو أردت صنع بودكاست مميز ممتع فيسرنا في "أراجيك فن" تقديم بعض النصائح التي تساعدك؛ استوحينا هذه النصائح من مسلسل منصة "هولو" المميز والذي صدر موسمه الثالث منذ أيام قليلة only murders in the building لو لم تكن شاهدت المسلسل سابقاً فلا تقلق سنحاول جهدنا عدم إفساده عليك وتقديم نصائح مهمة لك في حال رغبت في صنع بودكاست مشاغب مشاكس خاص بك..!

8.1/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Only Murders in the Building

ثلاثة غرباء يعيشون في نفس المبنى السكني بمدينة نيويورك ويتشاركون الهوس بالجريمة الحقيقية؛ إذ يجدون أنفسهم فجأة متورطين في جريمة قتل. دراما الجريمة والغموض تأتي في 30 حلقة؛ كل موسم عشر حلقات. وانطلقت حلقات المسلسل منذ عام 2021 وحتى يومنا هذا في 2023.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2021
  • إخراج

    شيرين دابيس

بطولة

ستيف مارتن،
مارتن شورت،
سيلينا غوميز،
ميريل ستريب

متاح على

disney_url
  • اختر موضوعاً يلائم شغفك 

إن هذه النصيحة هي أولوية صناعة بودكاست ناجح، لا يمكنك صناعة بودكاست عن البيسبول وأنت لا تفقه أصلاً أي شيء في قواعد اللعبة يجب أن تكون ملمّاً شغوفاً بالموضوع الذي تتناوله كي يستشعر متابعوك شغفك هذا ويستمتعون بالاستماع لك.

وهذا ما حصل في المسلسل إذ أنه قدّم لنا ثلاث اشخاص متنافرين لا يجمع بينهم شيء سوى الشغف الكبير ببودكاست الجرائم وهم تشارلز هايدن سافاج العجوز الانطوائي الذي كان سابقاً نجماً تلفزيونياً لمسلسل تحقيق وجرائم في التسعينات اشتهر فيه بدور محقق محنك يدعى برازوس.

لكن الزمن جار عليه وأصبح شيئاً من الماضي، أما الثاني فهو أوليفر بوتنام عجوز آخر غريب الأطوار وواحد من مخرجي بروداوي الطموحين مفلس تماماً وقد كان الشخص الذي تبنى فكرة صناعة البودكاست وأصبح مخرجه.

 أمًا الفرد الثالث فهو مايبل مورا فنانة شابة تعيش في شقة خالتها لتجديدها والتي تمتلك ماضياً غامضاً لا تفصح عنه لأحد يلتقي الثلاثة الذي يبدو واضحاً أن لا شيء يجمع بينهم في المصعد صدفة ويكتشفون أن ما يجمعهم هو حبهم لبودكاست جرائم القتل الحقيقية.

وعندما تقع جريمة قتل في المبنى الفاخر الذي يقيمون فيه أركونيا يقررون صناعة بودكاست جريمة خاص بهم يحاولون فيه كشف غموض هذه الجريمة وتحقيق نجاح شخصي في الوقت نفسه. 

  • اختر للبودكاست قضية مثيرة متشابكة 

لا يمكنك صنع بودكاست عن جريمة عادية بسيطة، هكذا سينتهي البودكاست خاصتك بعد ثلاث دقائق يجب أن تكون الجريمة مثيرة غامضة مليئة بالصدمات القوية كي تحفّز جمهورك لانتظار الحلقات والتساؤل عن حقيقة المجرم، وهو ما فعله المسلسل في مواسمه الثلاثة الذين كانوا ممتعين بطريقة ذكية لطيفة جعلت أركونيا المبنى الأثري الفخم النيويوركي المكان الأكثر إثارة في العالم.

في الموسم الأول تناول المسلسل والبودكاست الخاص بالثلاثي جريمة قتل تيم كونو الذي أعلنت الشرطة أن وفاته كانت انتحاراً لكن سافاج ورفاقه لاحظوا ما لم تلاحظه الشرطة وقرروا أن يحققوا في الجريمة بأنفسهم وصناعة بودكاست خاص بها متتبعين أدلة كشفت وقوع جريمة أخرى في أركونيا حملت حقيقة صادمة هي أن مايبل صديقتهم وشريكتهم كانت على علاقة مع تيم كونو. وكانت أيضاً شاهدة على الجريمة الأولى.

كانت أحداث الموسم الأول مزيجاً قوياً من الإثارة والغوص في الماضي الممزوجة مع أحداث مميزة ممتعة جعلت اكتشاف الحقيقة الأمر الأكثر متعة حقاً خاصة النهاية الصادمة للموسم التي جعلت الجمهور مترقباً لما سيُقدَم في الموسم الثاني الذي رغم بعض الثغرات لم يقل إثارة عما سبق تقديمه.

في الموسم الثاني تعقدت الأمور إذ أصبح الأصدقاء الثلاثة متهمين بارتكاب جريمة قتل باني رئيسة المبنى وبعد إخلاء سبيلهم بسبب ضعف الأدلة، تقترح مايبل على صديقيها اتباع نصيحة المحقق ويليامز والابتعاد عن القضية لكن مزيجاً غريباً من الشغف الجنوني والحظ التعيس يدفع الثلاثي دفعاً إلى القضية ومحاولة حلها لتبرئة أنفسهم وكشف الغموض الذي يحيط بالمرأة التي لم تكن محبوبة للغاية.

استمر المسلسل على نفس منوال الموسم الأول حيث استعرض الفلاش باك ومزج بين إثارة الجريمة والماضي المعقد لينتهي الموسم بكشف حقيقة القاتل بفضل ذكاء مايبل لكن وطبعاً لأن أوليفر بوتنام يمتلك أتعس حظ في العالم ينتهي الموسم بانهيار بطل المسرحية التي فعل المستحيل كي يعود بها إلى بروداوي والتي شكلت حبكة الموسم الثالث الذي تعرض حلقاته حالياً.

في هذا الموسم خرجت الأحداث من أركونيا إلى عوالم المسرح في تغيير مطلوب ومنطقي وقد شهد هذا الموسم إضافة رائعة سنتكلم عنها لاحقاً.

هذا الموسم لم تكن الضحية واحداً من سكان أركونيا بل كان الممثل الشهير بين جلينروي الذي انهار على المسرح نهاية الموسم الثاني لكن ظهر أنه لم يقتل حينها بل كان ما حدث مجرد تسمم غذائي، لاحقاً يسقط الممثل الشهير من فتحة المصعد لتبدأ سلسلة جديدة وبودكاست جديد للثلاثي الذي يبدو أنه يتفرق بشكل أو بآخر وأنه سيفقد مايبل قريباً بعدما قررت خالتها بيع شقتها.

يبدو هذا الموسم مختلفاً عما سبق تقديمه ومن الواضح أن صناع العمل أحسنوا الاستفادة من الانتقادات التي وجهت لهم في السابق وقرروا تقديم قصة مختلفة متجددة لم تفتقر إلى الأجواء المعتادة في العمل.

 إذ لا يزال الفلاش باك هو المسيطر وقد رأينا بعضا من تاريخ غلينروي وتعامله مع من حوله حيث أنه تجسد في ذكريات الماضي وكشبح خاص بمايبل كما كان تيم كونو في الموسم الأول، يبدو هذا الموسم واعداً بالكثير من الدراما والأسرار الدفينة وبعض الرومانسية أيضاً.

لم يفتقد مسلسل only murders in the building إلى القصة المثيرة على الإطلاق، لذا احرص على اختيار جريمة غامضة أو يمكنك السكن في أركونيا التي يبدو أن سكانها لا يجدون شيئا يفعلونه سوى قتل بعضهم بعضاً 

  •  اختيار شركاء مناسبين 

إن صنع البودكاست هو عملية صعبة دقيقة إذ ينبغي أن يتواجد تناغم وتجانس بين جميع صناع البودكاست وإلا سيسأم جمهورك وسيشعر بخلافاتكم.

كان أبطال العمل متنافرين بالفعل لكن الأداء التمثيلي الذي كان مميزاً حقاً واختيار الممثلين الصائب خلق نوعاً لطيفاً من الكيمياء والتناغم الذي ظهر بوضوح على الشاشة.

أدى الممثل الأسطوري الكوميدي ستيف مارتن دور تشارلز هايدن سافاج ببراعة إن مارتن واحد من عمالقة الكوميديا وكان أمراً ممتعاً أن نراه مجدداً بعد غياب.

لقد استطاع مارتن تجسيد دور الممثل المنسي الذي يريد إعادة مجده الغائب ونجح في خلق كيمياء فورية مع شركائه في العمل، كما أنه أضفى كوميديا مميزة للعمل الأمر الذي ليس غريباً عنه ذلك أن ستيف مارتن من أفضل نجوم هوليوود الكوميديين دون أدنى شك في الواقع أعلن ستيف مارتن أن هذا سيكون عمله الأخير قبل التقاعد لذا من الرائع حقاً أن نشاهد آخر ما سيقدمه هذا الرجل الأسطوري ونستمتع به.

 أمًا مارتن شورت الذي جسد أوليفر بوتنام مخرج برودواي الطموح فقد كان كمارتن ظريفاً خفيفاً وقد افتقدنا ثنائيته مع ستيف مارتن بلا شك، لقد استطاع شورت جعلنا مغرمين بأوليفر المغرور المترفع دون أي جهد بفضل روحه اللطيفة المرحة وتناغمه مع ستيف مارتن.

في الواقع أفضل ما في هذا العمل كان أنه أعاد اسطورتين من أساطير التمثيل والكوميديا ليتعاونا مجدداً في عمل مميز ممتع، لا يمكن طبعاً أن ننسى الجميلة سيلينا غوميز التي أدت دور مايبل الشابة الغامضة الذكية.

رغم أن أداء غوميز كان أقل من شريكيها إلا أنها قدمت أداء لطيفاً مميزاً كما أنها استطاعت خلق تناغم لطيف معهما، ليس سهلاً أن تقف أمام عملاقين تمثيليين في نهاية المطاف.

لقد كان اختيار الممثلين في هذا العمل موفقاً دون أدنى شك الأمر لا يقتصر فقط على الممثلين الرئيسيين إذ أن الشخصيات الثانوية قد جُسدت من قبل ممثلين بارعين أيضاً كناثان لين وشيرلي ماكلين إضافة إلى مجموعة مميزة حقاً من ضيوف الشرف الذين أضافوا الكثير للعمل. 

  • وجود ضيوف شرف مميزين 

ضيف الشرف أشبه بالكريما اللذيذة التي تزين قالب الحلوى كما أن وجودك طيلة البودكاست دون تجديد قد يثير ملل متابعيك لذا حاول أن تجدد قليلاً واستضف بعضاً من الأشخاص المميزين لإضافة رونق مميز على عملك.

في مسلسلنا هذا كان ضيوف الشرف في الموسمين الأولين من المشاهير الذين قدموا بشخصياتهم الحقيقية إذ كان المغني ستينغ هو ضيف الشرف الذي يسكن أرقى شقة في أركونيا لكنه رحل عنها لتحل إيمي شويمر محلّه بشخصيتها الحقيقية أيضاً.

لكن هؤلاء للضيوف رغم أهميتهم لم يكونوا شيئاً أمام مفاجأة الموسم الثالث التي أثارت حماساً غير مسبوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ إعلان وجودها في الموسم الجديد.

لقد انضمت الأوسكارية الرائعة ميريل ستريب إلى طاقم العمل لكن ليس بشخصيتها الحقيقية بل بشخصية لوريتا الممثلة البارعة المظلومة التي حاولت لأعوام البحث عن بدايتها الحقيقية دون أي أمل حتى اكتشف أوليفر بوتنام موهبتها الهائلة وصوتها الرخيم العذب وجعلها فرداً من أفراد مسرحيته الجديدة.

ميريل ستريب ليست مجرد ضيفة شرف إنها ممثلة أسطورية استطاعت منذ أول مشهد خطف قلوبنا بملامحها الطفولية البريئة واستطاعت خلق انسجام فوري مع مارتن شورت الذي يقدم أفضل أداء له هذا الموسم حيث استطاع تجسيد مشاعر المخرج المنسي الذي رأى أمله الأخير في النجاح يندثر بسبب موت بطل مسرحيته.

صحيح أن ميريل كانت مفاجأة الموسم وخطفت الأنظار لكن وجود نجم مارفل الشهير بول روود بدور بين جلينروي كان إضافة جميلة أيضاً.

رغم أنه الضحية إلا أن بول استطاع فرض نفسه بطريقته اللطيفة المميزة على الأحداث وإثارة تعاطفنا وإعجابنا بتجسيده لشخصية النجم الهوليوودي فائق الثقة والمغتر بنفسه والذي اشتهر بدور بطل خارق في تلميح ظريف إلى دور بول كأحد أبطال مارفل.

 يجسد كل من بول وميريل صورتين متناقضتين لما يمكن أن ينتهي إليه الممثل بين ممثل شهير ناجح فيما لا تزال لوريتا تعاني لنيل دور من سطر واحد رغم أنها تفوقه موهبة وحضوراً، لقد قدم الاثنان أداء لا ينسى في الحقيقة كان هذا الموسم مليئاً بضيوف شرف مميزين بالفعل ويبدو من حلقاته التي عرضت حتى الآن أنه سيكون أفضل مواسم العمل وأقواها قصة ونهاية.

  • اجعل طريقة سرد الأحداث مثيرة حماسية

أنت تقدم بودكاست لمستمعين شغوفين بحل اللغز المحيط بالجريمة لذا فإن تقديمك للأحداث بطريقة نشرات الأخبار الباردة الرسمية لن يفيدك كثيراً.

إذ ينبغي عليك أن تبقي جمهورك متأهباً متحفزاً غارقاً في الفضول والتساؤلات، وهو ما فعله المسلسل الذي استمتع كثيراً باستعمال أسلوب ال Cliffhanger أو النهاية المشوقة التي أبقت المتابع على رؤوس أصابعه وجعلته مندمجاً في الأحداث حتى أن بعض المتابعين أصبحوا محققين وطرحوا أفكارهم الخاصة حول شخصية القاتل.

كل حلقة من العمل تحمل جزءاً بسيطاً من الحل يجعلك تنتظر الحلقة التالية بفارغ الصبر، كما أن هذا الأسلوب الشهير يخلق نوعاً مميزاً من المتعة الخالية من الملل والتي ميزت المسلسل عن أي مسلسل آخر، لم يكن أسلوب التشويق مبتذلاً بأي حال بل كان حقاً مليئاً بالمتعة والإثارة التي تجعلنا منتظرين الحلقة القادمة بفارغ الصبر لكن الإثارة الحقيقية تجسدت في الحلقة الختامية في الموسمين الأول والثاني والتي دائماً ما كانت مثيرة تعجّ بالصدمات تشوقنا وتحفزنا لما هو قادم.

 وقد حافظ المسلسل على هذا الأسلوب في الموسم الثالث، إذ أننا وبعدما ظننا أن جلينروي نجا من الموت نجده سقط من سقف المصعد مع نهاية الحلقة الأولى، ويبدو أن المفاجآت القادمة ستكون أشد وطأة مما سبق، علينا فقط أن ننتظر ما ستقدمه لنا الأحداث من متعة وتشويق.

  • لا تنسى الاهتمام بماضي الضحية

لا يمكن لك صنع بودكاست جريمة دون أن تكترث بالضحية الأمر لا يتعلق بمعرفة مستمعيك اسم القتيل، إذ أن تاريخه مهم بقدر أهمية الجريمة فبهذا الشكل سيتعاطف المستمع معه وسيستمر في متابعة البودكاست كي يعلم من مرتكب الجريمة.

كانت الضحية الأولى في أركونيا تيم كونو الذي رأيناه في المرة الأولى داخل المصعد مع الثلاثي الذين لم يعلموا أن قتله سيجمعهم معاً وقد قدم الموسم الأول تصوراً كاملاً لحياة تيم كونو وعلاقاته وتاريخه عبر سلسلة من الفلاش باك دون إهمال أي تفاصيل خاصة به، كما وضح العلاقة السابقة بين تيم ومايبل.

وبين هؤلاء جميعاً وبناء أركونيا كما أن الموسم الأول مهّد الطريق للتعرف إلى شخصية الضحية الثانية باني رئيسة المبنى غريبة الأطوار التي تكره أوليفر كثيراً حيث اتهم الثلاثي بقتلها وكانت بطلة الموسم الثاني ذات الحياة المفعمة بالأسرار الدفينة.

نرشح لك:  بعد تفوقه في السينما.. أفضل أفلام النينجا شاهدها إذا أعجبك Teenage Mutant Ninja Turtles: Mutant Mayhem

 أمًا الموسم الجديد الذي لم يركز كثيراً على أركونيا وسكانها في خيبة أمل لبعض المشاهدين، فقد بدأ ببناء شخصية بين جلينروي ممثل هوليوود الذي قرر الانتقال إلى برودواي وانتهى به الأمر بالسقوط في المصعد.

كل حلقة تقدم شيئاً جديداً من شخصية بين الذي بدأ كمجرد ممثل هوليوودي محبوب وأصبح ضحية جريمة قتل وشخصاً نرغب حقاً في معرفة ما وراءه.

في الواقع إن أقوى ما في العمل هو تركيزه المتين على بناء الشخصيات، مهما كانت مساحة الدور لا أحد مهمل في أركونيا أياً كانت صفته أو دوره فإن صناع العمل يعطونه تاريخاً وعمقاً مؤثراً في سير الأحداث مما يجعلنا كمشاهدين مندمجين معهم ومتعاطفين مع قصصهم، لذا فعليك الاهتمام بهذه التفصيلة لو أردت تقديم بودكاست ناجح. 

  • لا ضرر من بعض الكوميديا 

صحيح أن الحبكة الرئيسية في البودكاست تدور حول جريمة قتل، لكن الجدية الدائمة والصوت العميق الخارج من عوالم ادغار آلان بو لن يعجب مستمعيك كثيراً، يُقال أن الكوميديا هي الشيء الوحيد القادر على تخفيف أعباء الحياة لذا فإن قليلاً من المزاح والكوميديا السوداء سيقدم الكثير للبودكاست ولن يسبب ضرراً بل بالعكس سيخفف بعض التوتر الذي قد تحمله الأحداث.

وفي العمل كان هناك الكثير من الكوميديا الرائعة الأمر وكان الملفت في الكوميديا التي حملها العمل هو البعد عن الفخ الذي تقع فيه أغلب الأعمال الابتذال.

يمكنك وصف كوميديا Only murders in the building بأي شيء إلا الابتذال لقد كانت كوميديا العمل شيئاً حقيقياً مضحكاً عفوياً وهو أمر متوقع عند وجود مسلسل من بطولة ستيف مارتن الذي يعد أسطورة كوميدية بامتياز ومارتن شورت الذي برع في الكوميديا بقدر براعته في برودواي.

 يصعب حقاً ألا تضحك عندما تراهما معا في أي مشهد مهما كان درامياً أو مثيراً، لا يعني هذا أن تحوّل البودكاست إلى مسرحية هزلية لكن بعض الكوميديا الملائمة لن يكون أمراً سيئاً. 

  • تجاهل النقد عديم النفع 

من الطبيعي أن تتوجه إلى بودكاستك بعض الانتقادات، إن النقد أسلوب توجيهي يدعوك لتلافي أخطائك وتحسين عملك، لكن لو كان النقد موجهاً إلى أمر لا شأن لأحد فيه، فلا تلقِ له بالاً وهو ما فعله صناع العمل الذين أحسنوا الاستفادة من بعض الانتقادات الموجهة إلى الحبكة الخاصة بالموسم الثاني والذي وجده البعض مملاً مكرراً.

 إذ لا يمكن أن تستمر الجرائم في الوقوع في أركونيا دون أن يتم هدم المبنى، لذا وفي تغيير مطلوب جداً انتقلت الأحداث إلى العالم المسرحي مع الحفاظ على حبكة وجود القتيل في المبنى بطريقة ذكية، كما أن الأحداث في الموسم الجديد أصبحت أكثر إثارة وسرعة في الواقع.

 ورغم هذه الانتقادات البسيطة حقق المسلسل تقييمات عالية بحق حيث نال 8.1\10 على موقع IMDb أما موقع Rotten tomatoes فقد منحه تقييمات خيالية بلغت 99% لكن بعض الانتقادات كانت غير العادلة بل وغير المنطقية انتقادات توجهت إلى سيلينا غوميز التي تعاني من زيادة الوزن في الفترة الأخيرة.

 الأمر الذي ظهر على وجهها بوضوح، لا ندري حقاً الداعي لمثل هذه الانتقادات السخيفة، سيلينا ككل النساء جميلة بأي شكل كان ثم إن زيادة وزنها هذه هي أمر يخصها وحدها ولم يؤثر إطلاقاً على أدائها التمثيلي أو قدرتها على القيام بعملها، لذا لا افعل كما فعلت سيلينا ولا تترك الانتقادات السلبية عديمة النفع تؤثر عليك.

ذو صلة

ختاماً نتمنى أن تساعدك هذه النصائح في صناعة بودكاست مميز ناجح أو على الأقل تدفعك لمشاهدة المسلسل الذي يحمل قدراً وافراً من المتعة والإثارة حقاً والذي لا يزال عرض موسمه الثالث مستمراً.

وسننتظر بفارغ الصبر اللحظة التي سينكشف فيها كل شيء لعل هذه اللحظة هي الأمر الأكثر متعة في قصص جرائم القتل ومما رأينا في الموسمين السابقين فإن الكشف عن القاتل يكون دائماً أمراً مثيراً صادماً إلى أقصى حد.. فكيف لو كانت الأحداث شديدة المتعة منذ أول حلقة؟.. فلننتظر ونرى ما سيقدمه لنا الموسم الثالث من هذا العمل الممتع!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة