هيثم أحمد زكي .. رحيل مفاجئ يزيد رصيده في القلوب

لم أكن أحب هيثم أحمد زكي ولم أكن أكرهه أيضا، كان رحمة الله عليه ممثل شاب طموح، أتقن أدوار ومثلها ببراعة شديدة ولم ينجح في أخرى، قد تكون بنوَّته إلى هالة فؤاد التي من الصعب بل من المستحيل ألا تحبها خصوصا بعد موتها المفاجئ أيضا أن تكون رفعت رصيده في القلوب، إلى جوار بالطبع تعلمه على يد الأستاذ الراحل أحمد زكي، ولكن يمكن لهذا النسب الفني أيضا أن يكون رفع التوقعات منه بشدة بشكل أضره ولم يفيده في التألق، بالإضافة إلى المقارنات المستمرة بالطبع بينه وبين والده.

اختلفت معه أو اتفقت إلا أن وفاته المفاجأة كانت صدمة حقيقية للجميع حتى لمن لم يشاهدوه أو لم يتفاعلوا مع أعماله القليلة، حيث يشاء الله العليم القدير أن يتوفى في العمر نفسه الذي رحلت فيه والدته البريئة هالة فؤاد عن عمر يناهز 35 سنة تاركا علامات استفهام كثيرة حول الأسباب وهل بشكل طبيعي أم جنائي، فكيف بدأت رحلة هيثم أحمد زكي في الفن وما هي أهم أعماله؟ هذا ما سنتعرف عليه الآن.

أقرأ أيضًا: محطات مُهمّة من حياة ومسيرة أحمد زكي؛ الفنان ذو الألف وجه

كانت البداية الفنية للممثل الشاب هيثم أحمد زكي في مرحلة الشباب عام 2006، وربما يتم تصوير الأمر أنه جاء رغما عنه في فيلم حليم والذي كان آخر أفلام الممثل الراحل أحمد زكي، حيث كان في مراحل مرضه الأخير وكان المطلوب تقديم حياة حليم في شبابه ليقع الاختيار على هيثم أحمد زكي رغم عدم وجود أي سابقة تمثيل له من قبل، وقام بالفعل هيثم بتأدية الدور الذي لم يجد ترحيبا كبيرا إلا أنها كانت بداية قوية في فيلم من بطولة أحد رواد السينما المصرية والعربية.

وهو أول فيلم بطولة حقيقية لهيثم أحمد زكي وأبدع فيه بأداء تمثيلي مبهر، وتم إنتاجه عام 2007، وتعرض فيه لرسائل سياسية واجتماعية واضحة، إلا أن نقص خبرته الواضحة وعدم وجود دعم قريب منه أو نصائح من أشخاص لديهم خبرة جعلت المشروع لا يتلقى الحفاوة الكبيرة رغم أهمية الرسالة التي يقدمها.

وبعد غياب 3 سنوات كاملة عن الفن كأنه أراد هدنة أو إعادة ترتيب الأوراق أو ربما اكتفى بما وجده من أمور صعبة لاقتحام عالم الفن بقوة، يعود الفنان الراحل إلى الشاشة الصغيرة كضيف شرف في مسلسل الجماعة، ورغم الدور الصغير إلا أنه يبدو أنه حقق علامة فارقة ليؤكد للجميع أنه يمكن أن يقدم أداءً راقيا يختلف بشكل ما أسلوب والده الراحل ليبدأ في حفر أولى خطواته الحقيقية في السينما بفيلم كف القمر.

وهو من الأعمال الأكثر أهمية في حياة هيثم أحمد زكي، فهو بطولة جماعية من مجموعة من ألمع الممثلين إلى جانب الإخراج العبقري لخالد يوسف والذي يجمع بين الإثارة والفكرة والتصوير المبهر، ووضع هيثم بصمته المختلفة في هذا الفيلم لتنطلق العروض من بعدها ليقوم بـ”نقطة دم” 2011، و”سكر مر” 2016 والكنز 2017 والكنز2 2018، ومسلسل الصفعة 2012.

وهو من المسلسلات التي حققت صدى واسعا للغاية في 2014 ويعيد هيثم أحمد زكي فيها إعادة اكتشاف نفسه بأداء رائع مع أشقائه ويؤكد قدرته على تقديم ألوان وأشكال جديدة من الفنون.

وهو من المسلسلات التي مثلت نقلة نوعية مهمة في مسيرة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، فيكفي أنه مع الزعيم عادل إمام والذي كان المنافس الأقوى للراحل أحمد زكي، لتشعر معه أنك أمام عملاقين في عالم الفن خصوصا مع الاتجاه السياسي للمسلسل.

وهو كان عام 2017 وحصد هيثم أحمد زكي عنه جائزة أفضل ممثل شاب رغم أن البطولة على اسم الفنان محمد رمضان، ليؤكد هيثم اتجاهاته السياسية الواضحة في أعمال جادة لها هدف وقيمة وليس مجرد تجارة أو سبب للشهرة والتي لم يكن يفتقدها، ولكن أثبت أنه قادر على تقديم فن محترم يعيش ويدوم.

كما استطاع لفت المزيد من الأنظار إليه في مسلسل كلبش 2، لتنتهي آخر أعماله الفنية بمسلسل “علامة استفهام” مع محمد رجب لتنتهي حياته ومسيرته تاركا الكثير من علامات الاستفهام التي ستكشف الايام المقبلة عن إجاباتها.

أزعم أن الاعمال القليلة التي شارك فيها هيثم أحمد زكي والتي وصلت إلى 6 أفلام و8 مسلسلات ستتم رؤيتها الآن بشكل مختلف وفي إطار خط من التطور يُثبت أن القيمة الحقيقية ليست بكثرة الأعمال أو “فرقعتها” في وقتها ولكن أن تدوم وتؤثر فيمن يشاهدها حتى على المدى الطويل… رحم الله الفنان الشاب هيثم أحمد زكي وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

أقرأ أيضًا: بالأرقام: إيرادات السينما خلال أسبوع عيد الأضحى لعام 2019