تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

Heels يكشف أسرار عالم المصارعة الحرة.. ماذا ينتظرنا في الموسم الدرامي الثاني؟

أراجيك فن 2023
ساندي ليلى
ساندي ليلى

12 د

منذ فجر البشرية أحب الإنسان الرياضة، لا يصعب تخيل الإنسان القديم يركض بسعادة خلف كرة صنعها من أوراق الأشجار والعيدان، أو يتصارع مع أخيه أو صديقه أو أي شخص آخر محاولاً هزيمته سواء كتسلية أو كوسيلة فرض للهيمنة والسيطرة.

تطورت الحضارة وتطورت الرياضة وتنوّعت، وبقي ذلك الشغف الذي تحمله لنا منذ فجر الزمان، إن الرياضة متعددة متشعبة متنوعة يقال أن أي جهد تبذله وأنت مستمتع به فهو رياضة، بعض الرياضات طبقت شهرتها الآفاق.

وأصبحت لعبة الكبار والصغار مثل لعبة كرة القدم معشوقة الجماهير والرياضة الأكثر شعبية في العالم، لكن بعضها الآخر لم ينل شعبية مماثلة وحصرت في بلد معين كتراث ثقافي مثل مصارعة السومو التي تشتهر بها اليابان، أو في طبقة اجتماعية معينة مثل الغولف لعبة الأثرياء ورجال الأعمال التي يجدها البعض شديدة الملل لكن البعض الآخر يجدها قمة في المتعة والإثارة. 

عادة ما تحمل الرياضة روح التنافس، في عصر روما القديمة كان الناس يتجمعون ليشاهدوا باستمتاع صراع مسكين ما مع أسد يتضور جوعاً، تقدمت البشرية وأصبح الناس يتجمعون لرؤية مباراة كرة قدم تنافسية حادة لا يمكن تصور نتائجها، إن هذا أجمل وأغرب ما في الرياضة أنت غير قادر على توقع النتيجة، لكن هناك رياضة واحدة هي الاستثناء الأكبر.

 إنها رياضة المصارعة الترفيهية التي تتحكم بها وتبثها شركة WWE منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا بنجاح غير مسبوق، لقد استطاعت شركة WWE لصاحبها ومؤسسها فينس مكمان التحول إلى أسطورة شعبية مع أبطالها خاصة في أمريكا.

، من منا لم يسمع بآندريه العملاق أو بجون سينا أو بهوغان أو حتى بالوسيم الأصلع ذي العضلات المفتولة دواين "ذا روك" جونسون الذي تخلى عن عالم المصارعة واتجه ليصبح من أبرز نجوم هوليوود. 

نالت شركة WWE انتقادات واسعة المدى باعتبارها ليست رياضة حقيقة وأنها تخدع الجماهير، إن هناك أسرار وخبايا في عالم المصارعة الحرة قد لا يعلمها الجميع.

 لكن مسلسل "ستارز" الرائع Heels استطاع اختراق هذه الأسرار وكشف حقيقة عوالم المصارعة الحرة الترفيهية، والذي صدر موسمه الثاني بعد طول انتظار منذ أيام قليلة. سنقدم لك مراجعة شاملة ممتعة للموسم الأول وما الذي سيحمله لنا الموسم الثاني وكذلك سنستعرض اليوم في "أراجيك فن" الأسرار التي كشفها Heels عن عالم المصارعة..

8/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Heels

يحكي المسلسل عن الأخوين جاك وإيس سبايد اللذان يعملان في اتحاد دافي للمصارعة في جورجيا، ورث جاك الأخ الأكبر هذا الاتحاد الصغير المغمور عن أبيه، مما يجعل حياته تنقسم حياتين، في الحياة الأولى هو صاحب الاتحاد الذي يتحكم بكل شاردة وواردة فيه، كل ما ومن في ” القبة ” يأتمرون بأمره، أما حياته الثانية فهو الزوج والأب الذي يصارع الحياة ويستمر جاهداً في محاولته تلبية احتياجات أسرته، الانقسام الذي يبدو أنه يعبث بعقله بطريقة ما.

توفي والد جاك وإيس منتحراً منذ أعوام ولطالما كان إيس قابعاً في ظلال أخيه الأكبر، لقد رغب في احتراف كرة القدم لكنه بعد وفاة أبيه أراد الانضمام لأخيه والحفاظ على القبة إرث والدهما الراحل، إن كل مباراة تجري في الحلبة يتم الاتفاق على أبسط تفاصيلها مع جاك من يربح ومن يخسر، من يضرب ومتى يضرب كل حركة تحسب قبل فترة ويتم التدرب عليها طويلاً، إن هذه المباريات عبارة عن مسرحية تؤدى لإرضاء جمهور متعطش للدماء والعنف، ومع رفض جاك طلب إيس بتغيير قصته وتسليمه البطولة يبدأ الخلاف بين الأخوين ويزداد الشقاق بينهما خاصة أن إيس تعرض للإهانة على يد أخيه الأكبر أمام جمهوره، لذا وبعد طول معاناة يقرر التخلي عن اتحاد دافي والتوجه نحو اتحادات مصارعة أكبر غير آبه أنه الوجه الأساسي لاتحاد دافي، وتستمر أحداث المسلسل في مزيج قوي بالفعل من الرياضة والدراما العائلية القوية التي تجعل مشاهدته متعة حقيقة.

لا يركز العمل الذي انطلق عرضه لأول مرة في عام 2021 ولا يزال مستمرًا في 2023، على المصارعة بقدر ما يركز على صراع الأخوين، يبدو أن هذا الصراع متجذّر منذ قام قابيل بقتل أخيه، جاك لم يقتل إيس لكنه قتل أحلامه وطموحه وقيده في تلك البلدة الصغيرة التي يخاف مغادرتها أو توسيع اتحاده خارجها، وأيس يريد فقط تحقيق ذاته بعيداً عن سيطرة جاك المريضة.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2021
  • إخراج

    بيتر سيغال

بطولة

ستيفن أميل،
أليكساندر لودفيغ

صراع الأخوة الأزلي 

فيديو يوتيوب

يحكي المسلسل عن الأخوين جاك وإيس سبايد اللذان يعملان في اتحاد دافي للمصارعة في جورجيا، ورث جاك الأخ الأكبر هذا الاتحاد الصغير المغمور عن أبيه، مما يجعل حياته تنقسم حياتين، في الحياة الأولى هو صاحب الاتحاد الذي يتحكم بكل شاردة وواردة فيه، كل ما ومن في " القبة " يأتمرون بأمره، أما حياته الثانية فهو الزوج والأب الذي يصارع الحياة ويستمر جاهداً في محاولته تلبية احتياجات أسرته، الانقسام الذي يبدو أنه يعبث بعقله بطريقة ما.

توفي والد جاك وإيس منتحراً منذ أعوام ولطالما كان إيس قابعاً في ظلال أخيه الأكبر، لقد رغب في احتراف كرة القدم لكنه بعد وفاة أبيه أراد الانضمام لأخيه والحفاظ على القبة إرث والدهما الراحل، إن كل مباراة تجري في الحلبة يتم الاتفاق على أبسط تفاصيلها مع جاك من يربح ومن يخسر، من يضرب ومتى يضرب كل حركة تحسب قبل فترة ويتم التدرب عليها طويلاً.

إن هذه المباريات عبارة عن مسرحية تؤدى لإرضاء جمهور متعطش للدماء والعنف، ومع رفض جاك طلب إيس بتغيير قصته وتسليمه البطولة يبدأ الخلاف بين الأخوين ويزداد الشقاق بينهما خاصة أن إيس تعرض للإهانة على يد أخيه الأكبر أمام جمهوره، لذا وبعد طول معاناة يقرر التخلي عن اتحاد دافي والتوجه نحو اتحادات مصارعة أكبر غير آبه أنه الوجه الأساسي لاتحاد دافي، وتستمر أحداث المسلسل في مزيج قوي بالفعل من الرياضة والدراما العائلية القوية التي تجعل مشاهدته متعة حقيقة.

لا يركز العمل على المصارعة بقدر ما يركز على صراع الأخوين، يبدو أن هذا الصراع متجذّر منذ قام قابيل بقتل أخيه، جاك لم يقتل إيس لكنه قتل أحلامه وطموحه وقيده في تلك البلدة الصغيرة التي يخاف مغادرتها أو توسيع اتحاده خارجها، وأيس يريد فقط تحقيق ذاته بعيداً عن سيطرة جاك المريضة، لا ريب أن جرعة الدراما هذه هي ما جعلت المسلسل يحقق أرقام مشاهدات عالية إضافة إلى أسباب أخرى سنستعرضها في بقية المقال.


Heels يكشف أسرار عالم المصارعة الحرة  

تعني كلمة Heels في عالم المصارعة الحرة البطل الشرير، أي أنه ذلك المصارع البغيض المخيف اللئيم الذي يفعل كل ما بوسعه لتحطيم البطل، ومع ذلك فهو بطل جذاب ذو شعبية عند الجمهور.

استطاع هيلز نقل كواليس وعوالم المصارعة الحرة ببراعة حقيقية، قد يجهل الكثيرون أن كل ما يحدث على الحلبة هو أمر مقرر مسبقاً، حتى قرارات الحكم، إنها مجرد مسرحية خالية من الحوارات وعلى المصارع الالتزام بالحوار والأحداث المكتوبة حتى لو لم ترق له المهم أن تروق للجماهير وهذا هو الشيء الوحيد المهم.

ليس سهلاً أن تكون Heel هذا يعني كمّاً كبيراً من الضغط النفسي والكراهية التي تواجهك من جمهورك، في الحلبة أنت شخص كريه لا نقاش في الأمر هذا عملك، في الحقيقة قلة من المصارعين هم من استطاعوا الالتزام بشخصيتهم الشريرة ونيل محبة الجمهور رغم ذلك، مثل المصارع الأسطوري الأندرتيكر الذي يعد رمزاً من رموز المصارعة حول العالم.

في الواقع كان بطل العمل ستيفن أميل ضيفا في WWE عام 2015 لذا لا شك أنه تعلم كواليس الصناعة والقدرة المرغوبة دوماً في المصارع، امتلاك القدرة على إلقاء خطب مميزة تسحر الجمهور، كل هذا شاهدناه في العمل الذي كان أميناً في تصوير عالم المصارعة الحرة الترفيهية الذي لا يزال رغم كل شيء قادراً على إثارة إعجاب جماهيره ونيل رضاهم الكامل.

كانت العلاقة بين جاك وإيس هي الأساس الذي يرتكز عليه العمل، وقد كانت متوترة مرهقة ويبدو واضحاً أن هناك الكثير ليقال بينهما، لكن هذه الثنائية أفادت المسلسل القائم أساساً على الدراما، لعل أبرز نقاط قوة العمل كان تلك الدراما الإنسانية المغلفة بالطابع الرياضي الممتع خاصة لعشاق عالم WWE والمصارعة الحرة، مما يدفعك للتساؤل عن المعاناة التي يعيشها أولئك الذين اتخذوا المصارعة الحرة مهنة وحياة لهم، إضافة إلى البطء في تقديم الحبكة التي طبخت على نار هادئة حتى الوصول إلى النهاية الصادمة القوية، كل هذه العوامل جعلت من المسلسل عملا استثنائياً لا مثيل له.


نسخة معاصرة من الدكتور جيكل والسيد هايد

لقد ارتكزت حبكة المسلسل في أساسها على الانقسام الذي يعيشه جاك سبايد، في الحلبة هو الشرير الكريه المسيطر والمتحكم في كل شاردة وواردة، أما في المنزل فهو الأب والزوج الحنون الذي يعاني من أزمات مالية مستمرة والابن الذي يكافح كي يتقبل حقيقة أن أباه رحل عن هذا العالم منتحراً، لم يحكي الموسم الأول قصة الأب تماماً لقد تم التلميح إليها لا أكثر لكن ظلال موته وتأثيره طغى على حياة جاك وإيس خاصة على علاقتهما المضطربة مع أمهما.

مع تقدم أحداث المسلسل تبدأ زوجة جاك ستايسي بملاحظة التغييرات التي طرأت عليه وبدا واضحاً أن حياتيه تتدخلان معاً وأن شخصية الـ Heel بدأت بالسيطرة عليه شيئاً فشيئاً، مما ذكرنا فوراً برائعة أدبية هي رواية الدكتور جيكل والسيد هايد التي تعد درّة من درر الأدب العالمي، استطاع فيها الكاتب الشهير ر.ل. ستيفنسون تجسيد مرض مخيف مرعب هو السكيزوفرينيا أو انفصام الشخصية، في قالب خيالي علمي كعادة هذا الكاتب المتميز.

لقد كان جاك سبايد يمتلك السيد هايد الخاص به، ألا وهو شخصيته في الحلبة، الشخصية التي تكافح بأي طريقة لحماية الإرث الذي خلفه له أبوه والذي أنهى حياته دون سابق إنذار بعيار ناري تاركاّ جاك ممزقاً بين رغبته في الحفاظ على إرثه والحصول على حياة أفضل له ولعائلته.

لقد نجح ستيفن أميل في تجسيد ذلك الصراع النفسي المؤلم الذي يعيشه جاك بين ما هو الأفضل للمهنة وما هو أفضل لعائلته وأخيه، وأبرز لنا الانقسام الذي يعيشه بين حياتيه المنفصلتين اللتين ومع تقدم أحداث المسلسل تداخلتا بطريقة مقلقة.

 لم يكن جاك هو الوحيد الذي يعاني من هذا الانقسام، إذ أن كل من يعيش تحت القبة ينبغي عليه التخلي عن نفسه وحقيقته وشخصيته والالتزام بالشخصية المكتوبة لأجله دون أي ممانعة أو تمرد، مما يخلق نزاعاً نفسياً نجح الجميع تحت القبة في تجسيده.

إذ أن جاك يمتلك عائلة أخرى في القبة يرغب في حمايتها وتقديم كل ما في حوزته لأجلها، إنها عائلة من المصارعين البارعين الطموحين الذين يريدون أيضاً أخذ دورهم تحت الأضواء، ولعل أبرزهم كان إيس المتمرد على سلطة أخيه لقد سئم إيس كونه مجرد ممثل مربوط بخيوط يتحكم بهم أخوه الأكبر.

وأصبح راغباً في إيجاد نفسه وشخصيته بعيداً عن القبة تلك الشخصية التي طمسها وجوده في قصص جاك وسيناريوهاته لم يركز Heels على عالم المصارعة بقدر ما ركز على العلاقة التدميرية المضطربة بين الأخوين سبايد بسبب أبيهما والصراع الذي يعيشه كلاهما، الأمر الذي أعطى دفعة درامية قوية للمسلسل. 

رغم بطء الأحداث وتشعبها وبعدها عن عالم المصارعة الأمر الذي أثار استياء بعض المشاهدين لكن الجرعة القوية من الدراما العائلية القاسية وتلك المنعطفات الغير متوقعة التي تعج بها الحبكة أثار إعجاب القسم الأكبر من المشاهدين مما جعل هيلز واحداً من المسلسلات التي لا تمحى من الذاكرة بسهولة.


ستيفن أميل وثنائية ممتعة مع أليكساندر لودفيغ

لأعوام طويلة ارتدى ستيفن أميل القلنسوة الخضراء المميزة لبطل خارق هو أوليفر كوين The Arrow أو السهم، الذي كان نسخة معاصرة من البطل الفيكتوري روبن هود، استطاع أميل عبر مواسم أرو الثمانية كسب محبة الجمهور وإعجابهم به كبطل خارق لا يمتلك أي قوى خارقة، مع نهاية أرو أصبح أميل أمام تحد صعب يواجهه كل من يلتزم بشخصية واحدة ناجحة لأعوام، ماذا سيقدم الآن؟ 

لا شك أن اختيار شخصية جاك سبايد كان موفقاً، لقد ابتعد أميل تماماً عن شخصية أوليفر كوين، واستطاع وببراعة تجسيد دور سيد الحلبة المتحكم في كل نفس فيها، لم يكن هذا مركز إبداع أميل، إذ أن تجسيد شخصية مربكة متضاربة مثل جاك سبايد ليس هيناً.

ولا ريب أن أميل بذل جهداً جباراً كي يظهر الصراع والانقسام الذي يعيشه جاك خاصة علاقاته المتوترة مع من حوله سواء من عائلته في الحلبة أو عائلته خارجها زوجته التي تريد لنفسها حياة أبعد من مجرد كونها زوجة وابنه الصغير الذي يتأثر بشخصية أبيه الثانية وطبعاً أخوه الأصغر الذي يعتبره بطريقة أو بأخرى جزءاً من إرث أبيه الإرث الذي يفعل أي شيء وكل شيء كي يبقي عليه.

أمًا الشاب أليكساندر لودفيغ فقد أبدع في تأدية دور إيس الأخ الأصغر المضطهد من أخيه والراغب في التحرر من قيوده وسلك طريقه الخاص في الحياة بعيداً عن بلدة دافي الصغيرة المملة لقد كان لودفيغ الاختيار الصائب للأخ المتمرد، الذي تناقض ملامحه الناعمة مع الغضب الذي يتأجج في أعماقه يوما بعد يوم.

وبالطبع كان للنساء حصة في الأحداث لعل أبرزهن كانت كيلي بيرغلوند التي أبدعت في دور كريستال الخادمة التي يقتصر دورها في الحلبة على أن تكون جميلة مثيرة لطيفة لا أكثر، لكن كريستال لا تكتفي بهذا الدور السخيف إنها تلك المرأة الطامحة لإثبات نفسها كامرأة قوية قادرة على الصمود وتسلق سلم النجاح في عالم يسيطر عليه الرجال، لقد كانت كريستال النسمة الرقيقة في عالم المسلسل القاسي وقدمت دفعاً لطيفاً مرضياً للأحداث الخاصة بشخصيتها.

أما أليسون لوف التي أدت دور زوجة جاك المحبة ستايسي فقد أبدعت في دور الزوجة المحبة المحبطة من صعوبات الحياة والراغبة فقط في الحفاظ على أسرتها، لقد أرادت ستايسي إيجاد حياة خاصة بها وتكوين وجودها بعيداً عن كونها مجرد زوجة وأم لقد أبدعت لوف في تجسيد الرغبة الملحة لامرأة في مدينة صغيرة تريد فقط أن تكون شيئاً آخر غير زوجة أحدهم.

امتلأ المسلسل بالشخصيات المثيرة التي كان لكل منها دور هام ومحوري في أحداث العمل لا يوجد أي شك في حقيقة أن المسلسل لم يفتقد إلى الشخصيات المميزة القوية كما لم يفتقد إلى الحوارات الرائعة التي تعطي متعة حقيقية عند المشاهدة.


تقييمات خيالية

يلجأ أغلب متابعي الأعمال السينمائية والتلفزيونية إلى مواقع التقييمات ليروا تقييم العمل قبل أن يبدأوا بمشاهدته، رغم أن هذه التقييمات لا تكون عادلة دائماً إلا أنها تشكل مرجعاً مهماً لكثير من المشاهدين، ولو أنك لم تشاهد Heels من قبل وكنت من الفئة التي نتكلم عنها فستكون راضياً. 

عندما ترى تقييمات العمل المرتفعة حقاً، إذ حقق المسلسل تقييم 8/10 على موقع IMDb أما موقع Rotten tomatoes الشهير بنقاده المتعسفين أحياناً فقد منح العمل تقييم 96% وهي نسبة مرتفعة بالفعل قلّما تستطيع المسلسلات نيلها، يبدو أن النقاد أغرموا بالدراما العائلية القاسية التي طغت على المسلسل والتي تفتقدها الأعمال التي تتحدث عن الرياضة بشكل عام.

إن العلاقة المرهقة السامة التي جمعت بين الأخوين سبايد كانت مذهلة ببساطة، ولم يسبق تقديمها بهذه الطريقة في أي عمل آخر، في الواقع العمل الوحيد الذي يمكن أن يتفوق على Heels بتقديمه للعائلة المختلّة هو تحفة HBO الأسطورية Succession.

نرشح لك:  “نهاية جنونية تتوج موسمه الأخير”.. ماذا تقدم دراما Succession من قلب عالم الأموال والسلطة؟

رغم بعض الانتقادات حول طريقة تقديم الشخصيات وتسليط الضوء على علاقة جاك وإيس مع إهمال بقية المحاور والبطء الشديد في تقديم الأحداث، إلا أن أحداً لم يستطع إنكار القوة والدفع الذي حمله النصف الثاني من الموسم الأول خاصة نهايته المثيرة التي جعلتنا متحفزين منتظرين للموسم الثاني بفارغ الصبر.

لم يكن Heels مجرد مسلسل يحكي عن عالم المصارعة الحرة الذي يبدو واضحاً أن ستيفن أميل مغرم به وبشدة بل هو صياغة قوية للعلاقات الإنسانية المتشابكة وتصوير متقن للتأثير الذي يتركه الآباء في أطفالهم، نحن حصاد ما زرعه آباؤنا ومن الواضح أن توم سبايد لم يحسن أبداً زراعة إرث من الحب والأخوة في نفوس أطفاله وتركهم معذبين بحقيقة أنه قتل نفسه كي يهرب من حياته معهم، لا شك أن هذا النوع من الدراما هو ما جعل Heels يحقق هذه التقييمات والرضى الكبير من قبل النقاد حتى أقساهم قلباً لم يستطع إنكار قوة الحبكة الخاصة بالعمل.


ما الذي ينتظرنا في الموسم الثاني؟

انتهى الموسم الأول نهاية حماسية رائعة حملت صدمة حقيقة لم يتوقعها أحد، تاركة المتابعين في حالة ترقب وانتظار لما ستحمله أحداث الموسم الثاني الذي جاء بحلقة افتتاحية لم تخيب آمال متابعيه بأي حال من الأحوال.

قدم الموسم الثاني لمحة من الماضي لم يتم ذكرها أبداً في الموسم الأول بل شعرنا بآثارها فقط ألا وهي قضية انتحار توم، لقد كان تعامل توم سبايد مع ولديه هو بداية الشقاق بينهما إذ أنه صبّ غضبه وإحباطه وأحلامه المستحيلة على طفليه غير آبه بالتأثير الذي يتركه عليهما.

لقد فكك الموسم الأول التنافس العميق بين الأخوين أما الموسم الثاني فيبدو أنه سيتعمق أكثر في الماضي خاصة تأثيرات وفاة توم ومحاولات جاك المستميتة للحفاظ على اتحاد دافي للمصارعة رغم أنه يستنزف موارده المالية وعلاقته مع ستايسي زوجته لكنه يريد إبقاء توم حياً بأي طريقة.

ذو صلة

كشف الفلاش باك في الحلقة الأولى من الموسم الثاني الغضب المستعر داخل جاك تجاه أبيه ورغبة إيس في احتراف المصارعة لتكريمه، لم تؤثر وفاة توم على الأخوين فقط بل امتد تأثيرها إلى بلدة دافي بأسرها التي يبدو أن شريان حياتها هو هذا الاتحاد الصغير.

يبدو أن الموسم الثاني سيكشف مزيداً من الأسرار العميقة وسيبقى مخلصاً لتلك الشخصيات المعقدة التي تكافح لتحقيق أحلامها في مدينة صغيرة مهملة مفعمة بالأحلام والطموحات وطبعاً للدراما القوية التي أفعمت الموسم الأول ولا شك أنها ستستمر بأمانة في الموسم الثاني الذي يعد بالكثير والكثير.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة