بين روبي وحلا شيحة، هل تتفنن النجمات العائدات في تنفير الجمهور منهن؟🤷
كم تشابه صباح الرابع عشر والخامس عشر من يوليو على متابعي وسائل التواصل الإجتماعي! أما عن الأربعاء فاستيقظ الجميع على الشروط القاسية التي وضعتها إدارة حفل الفنانة روبي على من يريد الحضور بالإضافة إلى تكلفة التذكرة المبالغ بها. وأما عن الخميس فاستقيظ الجميع على منشور للفنانة حلا شيحة تنتقد به زميلها في فيلم “مش أنا” النجم تامر حسني بسبب صدور كليب مجمع من مشاهدهم سويًا في الفيلم. والحقيقة أن التريند اليومي وبالأخص فيما يتعلق بـ المعضلات الأخلاقية يجعلنا نتساءل “هو في ايه؟”.
روبي واللباس الأبيض والتربون
- الحد الأدنى لدخول الحفل 25 عامًا
- للثنائيات فقط (كابلز)
- لا يسمح بارتداء الهوت شورت أو الملابس الرياضية
- يسمح بارتداء التربون
- يجب الالتزام بارتداء ملابس بيضاء
- لا يسمح باستخدام العنف
شروط حددتها المؤسسة المسؤولة عن الحفلة التي ستقام في الساحل الشمالي يوم الجمعة الموافق 16 يوليو، تلك الشروط نالت العديد من السخرية من رواد وسائل التواصل الإجتماعي بسبب لا معقوليتها. وكأن الشخص الأعزب لا يحق له الاستمتاع بحفلات الفنانة روبي! بالإضافة إلى منع استخدام العنف وهو الأمر الذي أثار غصب جماعة “محبي ثانوس” المهوسين باستخدام العنف في كل حفلات الساحل الشمالي المصري! ما هذا؟ من سمح بإعلان هذه الشروط على العامة مستخدمًا هذه العبارات حقًا؟؟
ولكن أكثر ما أثار غضب الجمهور هو “يسمح بارتداء التربون” لأنه أعاد فتح تريند الصيف السنوي وهو منع المحجبات من الدخول لبعض الشواطئ والحفلات بالأخص في الساحل، واعتبر البعض وبالأخص السيدات المحجبات خطاب كراهية ضد الشكل التي اختاروا لأنفسهم أن يكن عليه بناء على اعتقادهم الديني. لتقوم بعدها الفنانة روبي بنشر تصريح لتبرير موقفها أن الحفل لا يمنع المحجبات، وأنه تم استخدام لفظ “تربون” كدليل على الحجاب بشكل عام، وأنها لن تقبل إقامة حفل في مكان لا يسمح بدخول المحجبات. هذا التوضيح اعتبره البعض نوعًا من تدارك الخطأ وحفظ ماء الوجه بسبب ما أثارته الشروط من حفيظة وحنق البعض، مبررين ذلك بأنهم إذا أرادوا التعبير عن الحجاب بشكل عام وليس التربون -المقبول اجتماعيًا في حفلات الساحل- يمكنهم ببساطة استخدام لفظ “حجاب” أو “فايل- veil”.
اقرأ أيضا:
لماذا يا روبي؟
بغض النظر عن الشروط التي لا تتحمل مسؤوليتها الفنانة روبي، دعونا نتساءل لماذا الغناء مرة أخرى؟ بدأت روبي حياتها الفنية كمغنية واشتهرت أغانيها بسبب أشياء كثيرة أخرى بغض النظر عن الموهبة، كالجرأة في الكلمات وتنفيذ الفيديو كليب. وبعدها اختفت الفنانة روبي عن الساحة الفنية لفترة من الزمن وعادت مرة أخرى لتقديم أعمال تلفزيونية وسينمائية تركت لدى الجمهور بصمة رائعة مثل دورها في مسلسل سجن النسا ومسلسل رمضان كريم وأعمال أخرى كثيرة جعلتها الوجه المفضل لدى الجميع في أدوار “الفتاة النغشة”. وبالمقارنة بين أعمال روبي التلفزيونية والغنائية بالتأكيد سترجح كفة التمثيل، فلماذا تعود روبي لطريق الغناء التي لم تحقق به الكثير؟ أم أنها لعبة تصدر الترند بأي شكل؟ لأنه إن كان الأمر كذلك فيجب عليها الحذر لأن التريند لعبة غادرة للغاية وقوانينها غير واضحة ومتلاعبة.
حلا شيحة: “مش أنا” حرفيًا
بعد شهر تقريبًا من صدور فيلم مش أنا لتامر حسني -تمثيل وتأليف- وحلا شيحة صدر الكليب الخاص بأغنية “بحبك” المعتمد على مشاهد من الفيلم تجمع بين تامر وحلا في مشاهد رومانسية، صدر بالتحديد في الثالث عشر من يوليو، لتقوم حلا بعتاب فريق العمل وبالأخص تامر أن الكليب صدر به مشاهد لم توافق عليها، بالإضافة إلى أنه صدر في شهر ذي الحجة الكريم! أعتقد إن كان صدر في شهر محرم مع بداية السنة الهجرية بالتأكيد لن يكون هناك أي مشاكل. ولم يقف الأمر عند الشهر فقط بل اختتمت كلامها بـ:
“احنا يمكن نجحنا بمقاييس الدنيا بس صدقوني بمقاييس ربنا احنا لم و لن ننجح انا عارفة ومتاكدة ان زملائي جواهم خير بس للاسف فتنة الشهرة و النجاح مش بتخلينا نشوف ونقيس الامور صح”
الفن لو بيخلينا نبعد عن منهج ربنا و منبقاش قدوة لأولادنا يبقى باطل و ميبقاش فن”
وبغض النظر عن تصريح طويل مليء بالمغالطات والكلام غير المتزن ولكن تلك الجملتان هم مربط الفرس.
لماذا يا حلا؟
بدأت حلا، ابنة الفنان التشكيلي الكبير أحمد شيحة، التمثيل في عام 1999 في مسلسل كلمات ويليها فيلم ليه خلتني أحبك مع كريم عبد العزيز ومنى ذكي في عام 2000، وتوالت أعمالها الفنية حتى أصبحت البطلة أمام الزعيم عادل إمام. لتقرر في عام 2006 بعد فيلم كامل الأوصاف اعتزال الفن وارتداء الحجاب والزواج من كندي مسلم والعمل كداعية إسلامية، في 2018 قررت خلع الحجاب والرجوع للتمثيل مرة أخرى مع الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي محتواها أنها حرة وعلاقتها بربها لا دخل لأحد بها والحجاب شيء يخصها وحدها وإلى آخره، وبعدها تزوجت من الداعية الإسلامي الشهير والمنتج معز مسعود. واليوم وبعد عامين أصدرت في منشور واحد العديد من الأحكام الأخلاقية على نفسها وعلى الآخرين، العديد من القواعد الدينية التي تجبر الآخرين على اتباعها وإلا يكونوا أشخاص “معميين بالشهرة” والسؤال الأهم: ألم يكن من الأولى إبراء ذمتك من الأموال الحرام التي يكفلها لك الفن بدلًا من التنظير الأخلاقي على الغير؟
وأما عن رد النجم تامر حسني على عتاب السوشيال ميديا التي قامت به الفنانة حلا شيحة، فكان عتابًا بالمثل بناء على أنها أشركت الجمهور في الأمر فقرر تامر أن يشاركنا كذلك في التقصير الشديد التي قامت به حلا في عملها من خلال تجاهل مكالمات المخرج والمنتج والمونتير والممثلين لإنهاء الأعمال النهائية قبل صدور الفيلم بالإضافة إلى تصوير الأفيش، ألم يكن إتقان العمل جزء أساسي من تعاليم الدين؟ إنهاء الأعمال التي تقاضيتِ أجرها مسبقًا أمر يلزمه الدين بالمناسبة.
بشكل عام، لماذا يا أهل الفن؟
لم تكن حلا شيحة وموقفها وتوبتها الفجائية الأولى من نوعها في الوسط الفني، فبالتأكيد كل عام في الموسم الرمضاني هناك جدل بسبب يوسف الشريف الذي يرفض مساس أي امرأة حتى لو تعارض ذلك مع المضمون الدرامي و أخل بالمعنى، ليهلل ويفرح جماعة “محبي الفن النظيف” ويشكروا الله على وجود مثل هؤلاء الرجال الذي يكرهون الانحلال الأخلاقي الموجود في الوسط الفني. كذلك نجد الكثير من النجوم المعروف عنهم مشاركتهم في أدوار يمكن تصنيفها من ضمن السينما الجريئة يظهروا علينا في برامج التوك شو وبكل فخر يرفضوا دخول بناتهن إلى مجال التمثيل لما به من انحلال أخلاقي!! ألم يكن من الأولى أن تمنعوا أنفسكم عن الانحلال والمال الحرام قبل منع أي آخر؟
وسواء روبي أو حلا فقد قامت كل منهما بـ “اللعب بالنار” مع جمهور السوشيال ميديا الذي أصبح لا يرحم أحدًا ومن يتصدر الترند يصبح مادة خام للسخرية و “الكوميكس”، ولو كان رأي الأديب الكبير نجيب محفوظ أن “آفة حارتنا النسيان” فمع واقع السوشيال ميديا لم يدم الأمر كذلك، فمع إمكانية “السكرين شوتس” النسيان أصبح أمرًا مستحيلًا تقريبًا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.