تريند 🔥

🤖 AI

أعمال أدبية وفنية أوضحت الفروق بين اليوتوبيا والديستوبيا

عليـاء طلعـت
عليـاء طلعـت

4 د

العالم مكان لا يصلح للعيش به، اعتقد ان اغلب البشر تخطر على ذهنهم هذه الفكرة من وقت لآخر إن لم يكن يومياً، يكفي ان تشاهد الأخبار اليومية، أو قراءة سريعة لعناوين الصحف، لتصطدم عيناك بالجثث من حروب ومعارك لأغراض مختلفة، الفيضانات والبراكين، الجفاف والسيول، كما لو أن الطبيعة والبشر تحالفا ليجعلا من الحياة اليومية جحيماً من الهواجس والخوف الدائم.

لذلك سيطرة الانسان على قدره، ومحاولة التحكم في التخريب الذي يصنعه هي هاجسه الأهم منذ بدأ تعلم الزراعة وتنظيم المجتمع، وسنتكلم اليوم عن رواية وفيلم سينمائي تخيلا اليوتوبيا من صنع البشر، عندما أطلق الانسان خياله ليتصوّر الحياة لو حكمتها القوانين التي تكفل سعادته، واستطاع التحكم في الطبيعة الغاشمة.

 لكن هل سيصل الانسان لليوتوبيا بالفعل، أم ستتحول المدينة الفاضلة التي يحلم بها إلى ديستوبيا او مدينة فاسدة في باطنها على الرغم من الرخاء الذي يعمّها؟

هل الأزمة الحقيقية في وجود قوانين تروّض الطبيعة، وتجعل العلم هو السيد الوحيد، أم ان الانسان هو الذي يحمل بذرة الخراب لكل ما تلمسه يداه؟


عالم جديد رائع

الفروق بين اليوتوبيا والديستوبيا - الرواية

عالم جديد رائع، او عالم شجاع رائع رواية للكاتب الإنجليزي الدوس هيكسلي كتبها عام 1931 ونشرها عام 1932، وتدور احداثها في لندن عام 2540، واتبعها بروايتين من ذات النمط عن مجتمعه المُتخيّل بعيوبه ومميزاته.

صوّر فيها العالم وقد تم التحكم في الامراض، وأصبح من الممكن الحصول على السعادة عن طريق تناول بعض الحبوب الصغيرة، وللعلم السلطة الكبرى في تنظيم المدينة.

لكن على الجانب الاخر انعدمت الشخصية الفردية للإنسان، ولم يعد هناك تميّز أو مواهب او تفكير حر، وتم اهمال الفنون والشعور الديني، وأصبح تقسيم البشر ليس على حسب إمكانياتهم الشخصية بل حسب الوظائف التي يتم اعدادهم لها، وكذلك انتفت الحاجة للعلاقة الزوجية بل يتم تخليق الاجنة في المعامل، ليفتقد العالم لمشاعر مثل الامومة والابوة.


The Giver

الفروق بين اليوتوبيا والديستوبيا - الفيلم

فيلم من انتاج عام 2014 وتدور احداثه في عالم مثالي، الحصول على الأطفال فيه عن طريق نساء مهمتهن في الحياة الحمل والولادة فقط، ويتم العناية بالمواليد الجدد على يد متخصصون في ذلك أيضاً، والطفل الذي لا يتوافق مع المعايير الخاصة بالصحة والوزن والحجم المثالي يتم إعدامه في الحال لتقليص عدد المرضى في المجتمع، وبعد سن معين يتم إعطاء كل عائلة أطفال لتربيتها وفقاً للقوانين الموضوعة من مجلس الحكماء، وفي احتفال سنوي يتم اختيار الوظيفة المناسبة لكل مواطن.

يكتشف المشاهد بعد ذلك الخطوات السابقة لإنشاء هذا المجتمع المثالي بالأبيض والأسود فقط، فقد قرر الحكماء إزالة الذكريات عن المجتمع بشكله السابق من عقول المواطنين وهم أنفسهم، مع الاحتفاظ بها مع شخص واحد يسمي The Giver ويتم اختيار تلميذ جديد له كل عشر سنوات ليتلقى منه هذه الذكريات ويحفظها، والتلميذ الجديد يكتشف ان السعادة والرضا الذي يشعر بهم المواطنون طوال الوقت بسبب الجرعة اليومية من الدواء التي يحصل عليها المواطنون قبل خروجهم من المنزل، وحين توقف عن تناولها، يكتشف ان لديه مشاعر أخرى مثل الحب، الخوف، الشجاعة في الدفاع عن أخيه الصغير المتوقع قتله بسبب سوء صحته.

يقع الشاب في ازمة أخلاقية، هل يرجع للبشر ذكرياتهم الماضية بحلوها ومرها، ليتعرفوا على جمال الألوان وروعة الحب؟ ولكن العالم في الماضي لم يكن مثالي على الاطلاق فتعرف من خلال معلمة على الجوع، والقتل والحروب، ليجد ان امامه خيارين احلاهما مر.

فيديو يوتيوب

ذو صلة

العملين وغيرهما من الكتب والروايات والأفلام، ابرزت وجهة النظر السائدة والتي أؤمن بها شخصياً، ان الحياة المثالية او اليوتوبيا لا محل لها على الأرض، ولو وجدت فأول من سيقاومها هو الانسان ذاته، فلا الطبيعة البشرية تحتمل كل هذه القوانين، ولا تستطيع كذلك الاستغناء عن الكثير من الاحاسيس في مقابل شعور واحد حتى لو كان السعادة الدائمة.

المعادلة الكونية تنص على ان كل شعور انساني ممتع يقابله بعض الألم، أو الفقد، والمرض والموت ضروريان لأن الأرض لا تحتمل كل هؤلاء البشر، فلو لم يموتوا لأضطر الانسان للقتل للتخلص من المرضى الذي يستنفذون الموارد المحدودة، دون القدرة على الإنتاج، والسعادة التي يحصل عليها الانسان بجرعات محددة من الممكن ايجادها في أيامنا الحالية في المخدرات، والمعروفة اضرارها، فاليوتوبيا لا مكان لها على الأرض ولا بين افراد هذا الجنس البشري، واي محاولة لتغيير الواقع لا تؤدي إلا النزول درجة أسفل في سلم الإنسانية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة