تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مراجعة الموسم الثالث من مسلسل Westworld أنحن على أعتاب حرب فعلًا؟!

دلوريس - مسلسل Westworld - الموسم الثالث
أحمد سامي
أحمد سامي

6 د

مسلسل Westworld هو بدون شك أحد أجمل العروض التلفزيونية التي قدمتها شبكة HBO الترفيهية، وبها صنعت اسمًا قويًّا على الساحة، بجانب عروض أخرى ممتازة مثل Game of Thrones بالطبع. لكن على عكس الموسم الأخير منه (والذي قذف السلسلة كلها من النافذة)، يبدو أن مسلسل Westworld يمشي على خُطى ثابتة، وحتى الآن التقييمات مرتفعة، ولا يوجد انتقاد صارخ أو ثغرات كبيرة بالقصة ظهرت على السطح.

اليوم سوف نُحلل سويًّا الحلقات الثلاث الأولى من مسلسل Westworld، متحدثين عن أهم الشخصيات الجديدة ذات الدوافع الجديدة التي ظهرت، ومُحاولين توقع المسار الذي يمكن أن تأخذه الأحداث في الحلقات القادمة. لماذا؟ ببساطة لأنه من المتوقع أن يكون هذا الموسم هو الأخير بنسبة كبيرة. يمكن أن تصدق التوقعات، أو تكذب؛ لذا لا ضير من الدردشة الوديّة على كل حال.

“تحتوي المقالة على بعض تفاصيل الحلقات الثلاثة الأولى من الموسم الثالث من مسلسل Westworld”


لماذا قررت دلوريس أن تُعيد برنارد للحياة فعلًا؟

دلوريس - مسلسل Westworld

عندما أخذت دلوريس مجموعة الكرات الصغيرة من جزيرة أحداث مسلسل Westworld التي نعرفها، إلى المنزل القديم الذي تم تجهيز كل شيء فيه كي يستطيع جنس الآلات الجديد البقاء، كان من الغريب أنها أحضرت كُرة برنارد معها فعلًا. كيف يمكن أن تُعيد دلوريس الشخص الأكثر اختلافًا معها، بل وقتلها بالفعل سابقًا. وهذا السؤال بالطبع ورد لذهن برنارد نفسه عندما عاد للحياة عاريًا ودلوريس أمامه. وببساطة أتت الإجابة البديهية خلال الأحداث، أن لديها فلسفة تقول: «لكل مِنا دور يلعبه».

دور برنارد هو أن يكون صمام الأمان، تعتقد دلوريس أنها يمكن أن تصل إلى مرحلة تُهدد فيها بقاء الجنس البشري فعلًا، أو تقوم بأعمال وحشية فظيعة وشنيعة للغاية، ولهذا تريد من برنارد أن يوقفها في مرحلةٍ ما. لكن ألا يتعارض هذا مع غايتها فعلًا؟ ألا تريد أن تخلق الفوضي في عالم البشر الذين حبسوها كالبهيمة في قفص؟

هذا يجعلنا نتدارك الغاية الفعلية لدلوريس من إحضار برنارد مرة أخرى: «إنها لا تريد أن تشعر بالملل». ربما إحداث الثورة المُنتظرة ليس به حماس بدرجة كافية ليجعلها تستمر في مخططها. ربما خافت أن يصيبها الملل، أو ربما هي واثقة تمامًا في نجاح مخططها الثوري؛ لذلك حاولت خلق حلقة القط والفأر من جديد في عالم كلاهما فيه غريب. الفأر يريد الهرب من القط وأكل الجبن على الدوام، لكن هل سيصمت القط ويدعه يلتهم الطعام في كل مرة؟

والسؤال الأهم، هل سيسمح العالم بوجود قط وفأر بشكلٍ غير المتعارف عليه؟ هذا السؤال الذي تريد دلوريس أن تعرفه إجابته فعلًا، ونحن كذلك.


شارلوت هيل… مَن بداخلها بالضبط؟

شارلوت هيل -مسلسل Westworld الموسم الثالث

شارلوت كانت، وما زالت، واحدة من الشخصية الأبرز خلال آخر أحداث المسلسل ككل. ظهرت بالموسم الثاني، وبمجرد ظهورها باتت المُحرك الخفي للدُمى، حتى ظهر دورها الحقيقي في نهايته. وفي الموسم الثالث تعود من جديد، لكن كإنسان آلي اكتسب الإرادة، ودوره هو لعب شخصيتها حتى تصل اللعبة إلى نهاية. وللأسف، هذا ليس كل شيء بالطبع، ليت الأمر بهذه البساطة.

يحاول مسلسل Westworld أن يزيد من الغموض، ويدفعك باستمرار للتساؤل بـ (ماذا لو؟). هذا التساؤل أيضًا طال شخصية شارلوت الجديدة. ماذا لو حاولت الذكريات التجسُّد والسيطرة على المضيف نفسه، ثم استرجاع الإرادة المحبوسة بداخل الأكواد، والعودة للواقع من أجل الثأر؟ إجابة هذا السؤال باتت واضحة في الأحداث التي عاصرناها مؤخرًا، بالفعل حاولت شارلوت الحقيقية الرجوع، والذي حفزّ ظهورها على سطح الأكواد، هو الحياة الاجتماعية التي باتت تتعامل معها المضيفة، والتي تنتمي بدورها إلى حياة شارلوت.

في الحلقة الثالثة من المسلسل، حاولت دلوريس تهدئة المضيفة تمامًا، وجعلتها تستعيد السيطرة على جسدها الآلي مرة أخرى، وكَبت ذكريات شارلوت بالكامل. إلا أنها على الصعيد الآخر، باتت تهتم أكثر بالحياة الاجتماعية للشخصية التي تحاول كبتها في الأساس. هذا يجعلنا نتوقع بسهولة أنه يمكن عودة شارلوت بالكامل من جديد، والسيطرة على وعي الآلة، والثأر من دلوريس نفسها، بل والتعاون مع برنارد كذلك.

أو يمكن ألّا يحدث هذا على الإطلاق، وتنقلب (كمُضيفة) على دلوريس نفسها، حتى دون سيطرة شارلوت من الأساس. يمكن أن تصل لمرحلة تُدرك فيها أن دلوريس فقط تتحكم فيها من أجل مآرب شخصية، ولا تهتم بها ككائن يستحق أن تكون لديه إرادة وحرية خاصة. وبالتالي تتحالف مع سيراك، ومع مايف التي من المتوقع ظهورها في صفه بالحلقات القادمة. وبذلك تنقلب الطاولة على دلوريس بالكامل؛ مما يفتح الباب للمزيد من الأحداث، والكثير والكثير من (ماذا لو؟).


سيراك: هل يتحرك بتوقعات الريهوبوم فعلًا؟

سيراك - مسلسل Westworld الموسم الثالث

سيراك شخصية ظهرت لتحل محل فورد بدون شك. فورد كان صانع الدُمى، ومُحركها. بل وبات هو الإله في عالم لا إله فيه غيره، لأنه هو الذي صنعه في الأساس. والآن بعد أن انتقلت الأحداث إلى الحيّز الواقعي، بعيدًا عن حديقة أحداث مسلسل Westworld نفسها، كان يجب أن تظهر شخصية جديدة تحل محله، شخصية تأخذ دور الإله من جديد.

شخصية إله العالم الجديد هي سيراك بالطبع. شخصية تتحلى بنفس الثقة التي تحلى بها فورد، إلا أنها تفتقر لشيء واحد: الثقة المطلقة. فورد كان صانع عالمه، لذلك يعلم نتيجة كل شيء يحدث، لا يوجد مجال لحالات حيود مُحتملة على الإطلاق؛ لذلك كان رزينًا على الدوام. لكن سيراك مختلف، سيراك في عالم مفتوح ليست به قيود قوية، والشيء الوحيد الذي يساعده على توقع النتائج وفرض قيود هزيلة، هو الريهوبوم – Rehoboam. إنه في النهاية مجرد خوارزمية ذكاء اصطناعي، كتلك التي صنع بها فورد مُضيفيه كلهم، وبالضبط كمثلهم، يمكن له التمرد على الصانع، وخلق حالة حيود غريبة.

سيراك يعلم أن الريهوبوم لا يمكن أن يعصيه لعدم وجود تفاعل تحليلي مباشر بينه وبين البيانات التي يجمعها عن البشر، لذلك خوفه الوحيد هو نسبة الخطأ التي يمكن للخوارزمية أن تقع فيها بيوم من الأيام. عندما توقع الذكاء الاصطناعي نهاية المشكلة الجديدة المتمثلة في دلوريس، توقع أن تكون النهاية سيئة بالنسبة لسيراك. لذلك سخَّر كل قواه لصنع مُحاكاة خاصة وعبقرية من أجل مايف فحسب، لهذه الدرجة هو بائس، ولهذه الدرجة يتشبث بنسبة الحيود الضئيلة لدى الريهوبوم، والتي تنص على أنه سيفوز بتلك الحرب. أجل، كل هذا هو يتمسك بحالة حيود الخوارزمية، وهذا ما أتوقع ظهوره بشدة في الأحداث القادمة.


هل كايلب مجرد بيدق آخر في جيش دلوريس؟

كايليب - مسلسل Westworld الموسم الثالث

ظهور كايلب في رقعة الأحداث طرح المزيد والمزيد من الأسئلة. قبل طرح تلك الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها، أود أن أبدي إعجابي بظهور الممثل آرون بول على الشاشة مُجددًا بعد دوره الأخير في فيلم Elcamino المُكمل لأحداث مسلسل Breaking Bad. سعدت جدًا عندما رأيته في الحلقة الثانية من مسلسل Westworld فعلًا، وأتمنى وجوده بالأحداث المقبلة كثيرًا.

ظهور كايلب في حياة دلوريس قلب الموازين لأول مرة منذ بداية أخذ دلوريس لمنحنى تخريب البشرية بالكامل. استشعرنا لأول مرة مشاعرًا خرجت منها إليه، وأحسَّت أن هناك فائدة من البشرية فعلًا، وأن ليسوا جميعهم يستحقون نفس المصير.

لكن هل تلك المشاعر موجهة ناحية كايلب فقط، أم أن هناك فكرة جديدة زُرعت في عقل دلوريس، تسمح في المستقبل بالصفح عن بعض أفراد الجنس البشري الذين كانوا محبوسين في أقفاص مثلها تمامًا؟

هل الأمر شخصيّ تمامًا، أم سيأخذ فلسفة أشمل وأعم تؤثر بدورها على مصير البشرية إذا انتصرت دلوريس بشكلٍ ما؟

كلها أسئلة تطرحها نوعية العلاقة الغريبة تلك، والتي تجعل عشرات علامات الاستفهام تدور حول شخصية دلوريس، التي منذ أن زرع فورد فيها سيناريو وايت قاطع الطرق، وباتت شخصية منزوعة المشاعر وباردة كالثلج، والآن بدأت في إبداء العكس فجأة.

ذو صلة

هل هذا كل شيء؟

بالطبع هذا ليس كل شيء، هناك عشرات الأشياء التي تنتظرنا في الحلقات القادمة، وعشرات العشرات الأسئلة التي أردت أن أطرحها اليوم، لكن لو طرحتها، لكان المقال أكثر من 7000 كلمة بالفعل. أتمنى أن تصل العقدة إلى حل، وأن يكون هناك موسم رابع بالرغم من توقعات كَون الثالث هو الأخير. أريد المزيد من Westworld بحق، هذا العالم ساحر فعلًا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة