تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

فيلم Yesterday وماذا يحدث لو لم يكن هناك “بيتلز”؟!

البيتلز
محمود يوسف خواجة
محمود يوسف خواجة

6 د

في ربيع عام 2019، انتشر فيلم يُدعى Yesterday في السينمات العالمية، لم يكن الفيلم يحفل بالنجوم أو مُخرج سبق وأن حصل على الأوسكار، فيلم لم تلتفت له الأنظار فور عرضه.

لكن بعد أيام من عرضه في السينمات، خَرج المشاهدون ليقولون جُملة واحدة فقط تعليقًا على ما رأوه “لا تُشاهد هذا الفيلم إذا لم تكن من مُحبي البيتلز”.

يتناول الفيلم ببساطة شديدة حكاية عالم موازي، لا يوجد فيه فريق البيتلز، نسي العالم كُله أغانيهم ولا يتذكر أي أحد ألحانهم التي هزّت العالم أو كلماتهم التي أبكت الجماهير. ولكن هُناك سعيد حظ واحد فقط هو من يتذكرهم، ولحسن حظه أكثر أنه كان مُغنيًا ذا صوتٍ قريب إلى الأنفس.

فما الذي ستفعله إن كُنت الوحيد الذي يتذكر أغاني البيتلز ويحفظها عن ظهر قلب؟ هل ستُعيد غنائها ناسبًا الكلمات والألحان لنفسك حتى تجعل العالم كُله يتذكرهم مُجددًا؟ أم أنك ستُصبح مثلهم وتنسى هذا الفريق تدريجيًا حتى يختفي من الوجود تمامًا؟ّ!

لكن.. هل حقًا سيتغير العالم إن اختفت أغاني البيتلز للأبد؟! هل حقًا ستختلف موازين الموسيقى إن لم يكن هُناك “بيتلز”؟


الموسيقى قبل ظهور البيتلز

ألفيس بريسلي

من منا اليوم لا يعرف “ألفيس بريسلي”؟، المُغني والمؤلف الموسيقي الشهير والذي اجتاحت أغانيه العالم قُبيل ظهور “البيتلز” بعدة أعوام فقط.

ظهور “بريسلي” أحدث ضجة حول العالم بطريقة رقصه الشهيرة، وكلمات أغانيه المُبهجة وألحانه الراقصة، كَسر “بريسلي” الصورة النمطية للمُغني، فكان يرقص في الحفلات بحيوية شديدة مما جعل العديد من الناس يتهمونه بأن هذا الرقص غير لائق، ولكن لم يستطع أحد انكار مدى جمال كلماته وصوته، حتى أنه أثر في العديد من المراهقين آنذاك، ومن هؤلاء المراهقين.. كان “جون لينون”، المؤسس الحقيقي لفريق البيتلز.


الأغنية الأولى

الأغنية الأولى لفرقة البيتلز

في مُنتصف عام 1958، وتحت اسم فريق “ذا كواري مِن The Quarrymen”، اجتمع “جون لينون – المُغني الرئيسي – بول مكارتني – عازف البيز والمؤلف الموسيقي والمُغني أيضًا – جورج هاريسون – عازف الجيتار – ومعهم مجموعة صغيرة أخرى تساعدهم على عزف البيانو والدرامز” لتسجيل أول أغنية لهم، سمى “مكارتني” هذه الأغنية باسم In spite of all the danger، ولكن الجمهور لم يستمع لهذه الأغنية إلا بعد انفصال الفريق بأعوام عديدة تحديدًا حتى العام 1995 في ألبوم Anthology 1.


البداية الحقيقية

بعد أن أصبح عدد الفريق أربعة أفراد وانضم إليهم عازف الدرامز “رينغو ستار”، قاموا بصناعة أول ألبوم لهم “Please Please Me” والذي تصدر مبيعات الألبومات الغنائية في إنجلترا فور صدوره.

اختلفت الأسباب حول هذا، فكيف لأربعة شباب في العشرينات من عمرهم صناعة ألبوم يتصدر المبيعات حينها بتلك البساطة؟

لا يعرف الكثيرون من هو الجُندي المجهول الذي يُعد السبب الحقيقي لبزوغ نجم البيتلز في سماء موسيقى الروك اند رول، وهو “جورج مارتن” أو كما كان “جون لينون” يُلقبه “البيتل الخامس The Fifth Beatle”، كان هو المُنتج الخاص بهم لهذا الألبوم والعديد من الألبومات عدا الألبوم “فليكن Let it Be”.


عرض إيد سيليفان

“أيها السيدات والسادة، رحبوا بالبيتلز”.

كانت هي أولى كلمات إيد سيليفان في برنامجه فائق الشهرة بستينيات القرن الماضي لترحيبه بالبيتلز وسط جمهور عريض من المحبين، كان يبلغ عدد مشاهدي البرنامج في هذه اللحظة 73 مليون، رقم ضخم وهائل أثر بالطبع على اتساع شعبيتهم وجماهيريتهم حول العالم.


“نحن أشهر من يسوع”

فرقة البيتلز البريطانية

سببت هذه الجملة -التي قالها “جون لينون” في إحدى المقابلات الصحفية- الكثير من المتاعب للفريق بشكل عام، فكان “لينون” يرى أن البيتلز أكثر تأثيرًا على المراهقين من يسوع في هذه الفترة، وأنه لا يدرى هل ستنتهي المسيحية أولًا أم موسيقى الروك أند رول، الأمر الذي أدى إلى الكثير من الحملات الصحفية ضد هذا الرأي وهذه المقولة على وجه التحديد.

اعتذر “لينون” عن هذا التصريح، ولكنه اعتذر فقط ليُجنب الفريق ونفسه المتاعب وليهدأ الرأي العام تجاههم.


الألبوم الأعظم

ألبوم البيتلز

صُنف الألبوم الثامن لفريق البيتلز Sgt Pepper Lonely Heart Club Band بأنه أعظم أعمالهم على الإطلاق، اختلفت الأسباب ولم يتفق جميع النقاد على السر الحقيقي لعظمة هذا الألبوم، لكن لم يختلفوا كثيرًا على جودته التي لم يروا مثيلًا لها في موسيقى الروك أند رول.

كانت فكرة جديدة أن تستمع إلى الألبوم بأكمله وكأنك تستمع لأغنية واحدة طويلة، أن تجعل المستمع يشعر بأنه يرى هذه الأغاني تُغنى أمامه وليس فقط يسمعها، مغامرة صعبة وشيقة ولكنها بالتأكيد أتت بثمارها لتُخرج البيتلز من مأزق الجملة الشهيرة التي قالها لينون إلى الأبد.


آبي روود

فرقة البيتلز الموسيقية

مع البيتلز، رأينا كُل أنواع الموسيقى، استمعنا لكل الكلمات والمشاعر، إلا مشاعر الوداع.

قُبيل ألبومهم الأخير “Abbey Road”، كانت علاقتهم وطيدة ببعضهم البعض، حينما يكونون سويًا تبتسم لا إراديًا، ولكن في هذا الألبوم.. كان أفراد الفريق يعلمون بأنه سيكون ألبومهم الأخير.

لذا اتفقوا جميعًا على صُنع تحفة فنية تُخلد في ذِكرى الجماهير فلا ينسوهم أبدًا مهما طال الزمان ومهما اختلفت الأماكن، فصنع البيتلز ألبومًا لا يقل عظمة وجمالًا عن ألبوماتهم السابقة.


حفل السطح

حفل السطح البيتلز

ماذا سيكون شعورك لو استيقظت يومًا على صوت أغاني البيتلز تُغنى في بناية ما بأعلى صوت؟! ربما ستشعر بسعادة طفيفة أو هدوء يُباغت أعصابك، لكن ماذا ستشعر إذا وجدتهم هم من يغنون هذه الأغاني على سطح بناية أمامك؟! هذا تحديدًا ما حدث لسكان ليفربول في آخر يناير 1969.

كانت هي الحفلة الحية الأخيرة للبيتلز، على سطح بناية شركة Apple Crops، وصُنفت هذه الحفلة أنها من أعظم عشرة حفلات موسيقية في التاريخ، وهذا ليس فقط لأنها حفلة للبيتلز.. بل لأنها آخر حفلة نرى فيها فريق البيتلز يجتمع سويًا، يُغني سويًا ويتراقصون سويًا.


النهاية

بعد ثمانية أعوام من النجاح غير المسبوق، انفصل فريق البيتلز في أبريل 1970، بعد العديد من المشاكل التي حدثت بين أفراد الفريق والتي لا نعلم عنها الكثير الآن.

لا يعرف أحد السبب الحقيقي لانفصال البيتلز، ولكننا نعرف أنهم قدموا لنا في هذه الأعوام القليلة ما لا يمكن أن ننساه أبدًا، فعلى الرغم من أن أفراد الفريق بعد انفصالهم استمر كُل واحدًا منهم في مجاله بعيدًا عن الآخر، إلا أن نجاحهم منفردين لم يُضاهي أبدًا نجاح الفريق كَكل.

“وفي النهاية، فإن الحُب الذي تناله.. يُساوي الحُب الذي تُعطيه”.


التأثير

“ذا رولينغ ستونز، لِد زيبلن، كوين، بينك فلويد.. إلخ”، كُل هذه الفرق لم تنف أنهم تأثروا بشكلٍ ما بفريق البيتلز، تأثروا بالثورة الحقيقية التي صنعوها على كُل الصور النمطية تجاه الموسيقى.

فكما قال “جون لينون” عن مدى تأثره بعظمة “ألفيس بريسلي” :”لا شيء كان يؤثر في حتى استمعت لإلفيس، فإذا لم يكن ألفيس موجودًا، لما كان هُناك بيتلز”.

ذو صلة

فهل تستطيع الفرق الموسيقية التي أتت بعد البيتلز قول نفس المقولة عنهم؟!  رُبما، ولكن ما استطاع البيتلز فعله هو أنهم جعلونا نشعر بالحُب في أغنية All You Need is Love، نشعر بالحرية في أغنية I’ve got a Feeling ، نشعر بالحزن كُلما استمعنا إلى Yesterday، ونشعر بجمال الموسيقى، بعظمة ما فعلوه والقشعريرة الحقيقية التي تعتري مشاعرنا كُلما استمعنا إلى Hey Jude.

لا توجد طريقة لإنهاء هذه المقالة أفضل من الجملة التي قيلت في فيلم Yesterday على لسان أحد الشخصيات العاشقة للبيتلز:

“لو لم يكن هُناك بيتلز، لكان العالم مكانًا سيئًا للغاية”.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة