تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

لماذا يتعاطف المشاهدون مع الأشرار في الأفلام؟

الأشرار في الأفلام
أحمد الروبي
أحمد الروبي

4 د

ربما قد شاهدت فيلمًا وأعجبت بالبطل الشرير، وتعاطفت معه حتى وهو يتعرض للمطاردة والطعنات، فرحت حين يبتسم تلك الابتسامة البلهاء دون أن تعرف هل بالفعل تمتلك نزعة انتقامية بداخلك، أم أنّك تعاني من خلل نفسي جعلك تتعاطف مع هذا الشرير.

من خلال هذا المقال سأخبرك أنّك على خير ما يرام، فأنت لست مجرمًا بالتأصل، أو شخصًا تعاني من اضطرابات نفسية بل إنّك سوي، ولكن هذا المجرم قد قام بما لا يمكن أن تقوم به، لقد كان ذاك المغامر الذي يصول ويجول دون قيود، أو خوف من قانون، أو عادات، أو حتى كلام البلهاء، وهم في الواقع الأناس الذين يعيشون في عالمه، ولكنهم بالنسبة له بلهاء حرفيًا، وإلّا فلماذا انتفض على عاداتهم، ولكن ليس هذا فقط ما يجعلك تنجذب للأشرار – تابع المقال وستعرف.


التكوين

مسلسل west world

معظم الأشرار في الواقع أذكياء للغاية، هذا واقع وإلّا فلم يستطيعوا تنفيذ أعتى الحوادث والسرقات، ففي فيلم “باتمان” كان الجوكر هو الشخص الشرير، وفي فيلم “فانديت” كان الشخص الذي يرتدي القناع من المجرمين في نظر القانون، يستخدم يده للتغير، يقوم بجرائم قتل لانتقام من الطواغيت، جميعهم كانوا أشرارًا، ولكنك تعاطفت معهم، لا تنكر ذلك، فتكوين الشخصيات التي ظهرت على الشاشة جذبك  ففي فيلم “باتمان” كان الجوكر شخص شديد الذكاء، وله تكوين في الشكل المختلف حيث كان يشبه “جوكر” لعبة الورق، وفي “فانديت” كان الشخص الذي يرتدي القناع يحقق العدل ولكن على طريقته الخاصة، حيث كان مختلفًا فهو مناضل، وثوري، وحر في داخله، يرفض الظلم والقهر، ويرفع مبادئ العدل والمساواة، وهذا مبهر للمشاهدين. لذلك، انجذبوا وتعاطفوا معهم.


اللزمات

هناك جانب آخر يجذب المشاهدين للأشرار في الأعمال، فالتركيبة الشخصية لهم دائمًا ما تمتاز بلزمات تلتصق بهم، مثل: السير، أو أفعال يقوم بها المجرم، وربما بعض العبارات الخالدة لهم، جميعًا تجذب حب الجمهور للزمة التي يقوم بها الشرير، وذلك يولد بداخل المشاهد تعاطف مع الشخصية، فالحب يولد نوع من الرابط ينشأ بين المشاهدين والفنان على الشاشة، وبعض الفنانين الذين لعبوا أدوار أشرار أعجب الجمهور بلزماتهم كقيام الجوكر ببعض الأفعال المجنونة كالضحك الهستيري، أو ترك دليل كنوع من التحدي للسلطات لمحاولة التعرف عليه، وفي بعض الأحيان تكون طريقة سيرهم حتى تترك انطباع إيجابي لدى المشاهدين، وأكبر مثال وقوع الكثير من المشاهدين في غرام الجوكر في أفلام باتمان، وهو ما يرجح النظرية التي تؤكد أنّ شريحة كبيرة من الجمهور أحبت لزماته، فأسكنت تلك الشخصيات في قلوب الجمهور، ونشأ الغرام بينهما.


الطفولة

الجوكر

ربما الطفولة أيضًا لها تأثير على تعاطف الجمهور مع الشخصيات الشريرة، فمعظمهم نراهم في الأعمال السينمائية أو الدرامية أو غيرها قد عانوا في صغرهم من حوادث مريرة، فأحدهم والده أحرقه في صغره فأصابه التشوه، ورفض علاجه فأصبح يفزع منه الأطفال الآخرين، فنشأ وحيدًا، وآخر قام والده بقطع فمه ليسخر منه ويضحك على آلامه، فيما رأى آخر والده يجز أمه نصفين بمنشار لرغبته في الإيذاء، كلها أشياء تؤثر على الطفولة وبراءتها، فتكون المرارة والمأساة هي العامل الرئيسي الوحيد في تنشئة هذا الطفل، وحيدًا، ومنعزلًا، يمقته الآخرون، ويسخرون منه، كلها أشياء تَحث المشاهد على التعاطف مع تلك الشخصية الضعيفة، التي عانت في صغرها دون ذنب، وقتلت براءتها دون إرادة.


المرض النفسي

صورة من فيلم v for vendetta

جميع هولاء المختلون الذين نراهم في الأعمال الفنية مصابون بأمراض نفسية أودت بهم في هذا العالم، فأصبحوا مغلقين على أنفسهم، ويرون أنّ هذا العالم لا يستحق العيش فيه، فتجعل منهم الوحدة أشخاصًا غير آدميين، فبعضهم يستمتع بتعذيب الآخرين، وآخر مغتصب للأطفال، وهناك من يريدون هلاك أكبر جزء من البشر فهناك مقتبسات أحبها الجمهور واعتبروها تدل على الواقع الذي نعيش فيه، ولعلها جزء من حبهم للأشرار ومن أبرزها مقتبس للجوكر “لماذا أعتذر عن كوني الوحش الذي أنا عليه الآن … في حين لم يعتذر أحد على كوني ما أنا عليه الآن”، وأيضًا هناك في مسلسل “ويست ورلد” جملة شهيرة “لا تضع ثقتك بنا أبدًا … إنّنا بشر سنخيب ظنك حتمًا” جميعها جمل تنبئ عن فقدان الثقة بينهم وبين العالم، مما أصابهم بأمراض نفسية تجعلهم يحملون رغبةً في الانتقام طوال الوقت نتاج ما تعرضوا له من مآسي من البشر. لذلك، شعور المشاهد بضعف هولاء يولد التعاطف؛ لأنّهم يشعرون بأنّ هذا الشخص غير مسؤول عن انفعاله، وربما هذا التبرير أحيانًا يجذب التعاطف مع الأشرار.

ذو صلة

التوحد

دائمًا ما يعتبر كُتّاب السيناريو أنّ حالة التوحد التي تنشأ بين المشاهد وبطل العمل هي أقصى درجات النجاح له، وربما تلك الحالة تكون السبب في نجاح شخصيات الأشرار في الأفلام والمسلسلات وتعاطف الجمهور معها؛ لأنّ تلك الحالة هي أقصى درجات إحساس المشاهد بما يقدم له، وربما ذلك ما ينشئ الشعور بالانجذاب والتعاطف مع تلك الشخصيات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة