ازدياد استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. وتاريخ البيتكوين الرديء يقدم درسًا للمستقبل
2 د
ازدياد استهلاك الطاقة بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد يقترب من مستويات استهلاك البيتكوين الهائلة.
نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة للتدريب والاستدلال، مما يترتب عليه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الكبيرة.
يمكن لهذه الصناعة الاستفادة من تجارب البيتكوين في استخدام مصادر طاقة متجددة لتقليل الأثر البيئي لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
مع تزايد الاهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تظهر مخاوف متزايدة من احتمالية تأثيره على شبكات الكهرباء العالمية. فقد يكون استهلاك الطاقة الناتج عن الذكاء الاصطناعي مشابهًا للبيتكوين، العملة المشفرة المعروفة بطلباتها الكبيرة على الطاقة. ومع ذلك، قد تقدم التجارب المستفادة من تاريخ البيتكوين حلاً.
أفادت شركة Nvidia Corp مؤخرًا بمضاعفة إيرادات مراكز البيانات، مما يشير إلى أن الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، لم يصل بعد إلى أقصى حده. إذىتقوم Nvidia التي تحتل مكانة مركزية في ازدهار الذكاء الاصطناعي، بتقديم معالجها GH200 Grace Hopper Superchip الذي يستهلك ما يصل إلى 1,000 واط، وهو ما يعادل استهلاك جهاز تدفئة محمول. وعلى الرغم من أن هذا المعالج يمثل نموذجًا عالي الطلب للمعالجات، إلا أن الشركات تشتريها بكميات كبيرة وتربطها لبناء خوادم الذكاء الاصطناعي القوية. وهنا يبدأ ازدياد استهلاك الطاقة.
أشارت دراسة من العام الماضي إلى الحاجة لطاقة هائلة لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة. على سبيل المثال، احتاجت BLOOM، منتج الشركة الناشئة HuggingFace، إلى مجموعة من 384 معالج رسومي من نوع Nvidia A100 وأكثر من 118 يومًا لمعالجة 1.6 تيرابايت من البيانات. وتُظهر التقديرات أن انبعاثات CO2 المترتبة على مثل هذه الجهود تصل إلى 50.5 طن متري.
بعد مرحلة التدريب، تستمر متطلبات الطاقة. وتقول Amazon.com Inc إن 90٪ من تكاليف تشغيل الذكاء الاصطناعي تنشأ عندما يستخدم المستخدمون النموذج المدرب للحصول على المعلومات. وقد تستهلك هذه المرحلة، المعروفة باسم الاستدلال، ما يصل إلى عشرة أضعاف الطاقة المستخدمة في مرحلة التدريب، مما قد يؤدي إلى انبعاثات تعادل 500 طن من ثاني أكسيد الكربون. وبالمقارنة، قد يكون لاستعلام واحد مبني على الذكاء الاصطناعي بصمة كربونية أكبر بأربع مرات من البحث في جوجل.
يظهر نموذج البيتكوين نهجًا قويًا للحسابات. إذ تقترح دراسة جامعة كامبريدج الجارية أن البيتكوين يسهم بين 3 ملايين إلى 72.5 مليون طن من CO2، اعتمادًا على مصادر الطاقة.
رغم أن استهلاك البيتكوين للطاقة كان سببًا للقلق، قد تقدم تجربتها خريطة طريق لصناعة الذكاء الاصطناعي المتنامية. إذ إن التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة في مزارع الخوادم الخاصة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من الأثر البيئي. ومع استمرار قيمة الذكاء الاصطناعي في المجتمع، يصبح البحث عن حلول مستدامة لاحتياجاته الطاقية أمرًا بالغ الأهمية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.