العلماء سيدفعون لك أكثر من 4000 دولار لتجربة مشروب إسهال من أجل تجربة علميّة!

هل ستكون على استعدادٍ لتحمّل أسبوع من الإسهال مقابل بعض الأموال النقدية؟ إذا أجبت بنعم، ستكون محظوظاً الآن، مع قيام باحثين من جامعة إيموري بتجنيد متطوعين أصحاء للمشاركة في تجربة علميّة تختبر لقاحاً تجريبياً عن طريق الفم ضدّ بكتيريا الشيغيلا المسبّبة للزحار، مقابل حصولهم على ما يقارب 4250 دولار.

بالطبع لن تكون الإصابة بالشيغيلا بالأمر السهل، إذ سيتسبّب انتقالها عن طريق الطعام والمياه والجنس إحداث عدوى نموذجية تشمل أعراضاً مثل آلام المعدة والحمى والإسهال لمدة 5 إلى 7 أيام وسطيّاً. قد تحدث مضاعفات خطيرة نادرة مثل الاختلاجات، وتجرثم الدم، ومتلازمة انحلال الدم اليوريميائي، والفشل الكلوي، خاصّةً لدى الأشخاص المضعفين مناعيّاً كالأطفال الصغار والمسنين.

ما زال الزحار يمثّل تهديدًا رئيسيّاً للصحة العامّة، لا سيما في أجزاء من العالم التي تعاني من سوء التعقيم والتطهير والرعاية الصحية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر الشيغيلا السبب الرئيسي للإسهال البكتيري في جميع أنحاء العالم، والسبب الرئيسي الثاني للوفيات المرتبطة بالإسهال، حيث تتسبّب في حدوث أكثر من 200000 حالة وفاة سنويّاً.

رغم استخدام المضادات الحيوية لعلاج الإصابة الشديدة بالشيغيلا أو للسيطرة على العدوى لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، شهدت السنوات الأخيرة ظهوراً متزايداً لسلالات مقاومة للمضادات الحيوية. لذلك نظراً للقلق والضرر المستمر الذي تسببه البكتيريا، ليس من المستغرب أن يحاول العديد من العلماء تطوير لقاح ضد الشيغيلا، بما في ذلك فريق مركز لقاحات إيموري في أتلانتا، جورجيا.

يحتوي لقاح الفريق على نسخة مضعفة من بكتيريا الشيغيلا، تؤخذ عن طريق الفم. حيث بدأت تجربة المرحلة الثانية رسميًا في أكتوبر الماضي، مع التخطيط لتسجيل 120 متطوعًا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 عامًا، دون وجود تاريخ سابق معروف للإصابة بالشيغيلا أو متلازمة القولون العصبي.

سيتم تقسيم المتطوعين بشكلٍ عشوائي إلى ثلاث مجموعات، حيث ستشرب المجموعة الأولى جرعتين من اللقاح، والثانية جرعة من لقاح الشيغيلا وأخرى من اللقاح الوهمي، بينما ستشرب المجموعة الثالثة جرعة الدواء الوهمي فقط. بعد ذلك، ستشرب المجموعات الثلاث مشروباً يحتوي على بكتيريا الشيغيلا، ومن ثمّ إدخال المشاركين إلى المستشفى لمدة تصل إلى 11 يوماً حتى يتمكّن الخبراء من مراقبتهم.

تبقى تجارب التحدّي البشري أحد أشكال البحث المهمّة، رغم إثارتها للجدل في بعض الأحيان. كما أنّها ستوفر طريقةً فريدة لدراسة الأمراض المعدية والعلاجات واللقاحات المحتملة لها في بيئة خاضعة للرقابة الدقيقة.