تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بعد ميل جيبسون..هل يثير مارتن سكورسيزي الجدل مجددًا بفيلمه عن السيد المسيح؟

بعد ميل جيبسون..هل يثير مارتن سكورسيزي الجدل مجددًا بفيلمه عن السيد المسيح؟
ساندي ليلى
ساندي ليلى

5 د

عام 2004 أطلق الممثل والمخرج الأمريكي ميل جيبسون فيلمه الديني التاريخي The Passion of the Christ أي آلام المسيح في ذلك الحين نجح الفيلم في تحطيم الأرقام القياسية ليس في موازين النقاد ولا في الجوائز التكريمية لكن في الجدل العالمي الكبير والغضب الشديد تجاهه.

لقد كان ردة الفعل تجاه الفيلم ساحقاً ووصف الفيلم الذي يحكي وبشكل جدلي قصة السويعات الأخيرة من حياة يسوع المسيح بالعنف والابتعاد عن الدقة التاريخية ومعاداة السامية.

إضافة إلى منع عرضه في عدد كبير من الدول منها دول عربية حتى، لقد اعتبر كثيرون أن آلام المسيح "سقطة مهنية مدوية" لميل جيبسون الذي سلب القلوب بأدائه الرائع في فيلم Brave Heart ولكن ومع هذا فقد حقق الفيلم إيرادات مرتفعة وحقق أكثر من 600 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي.

عاد الفيلم إلى الأذهان بعد مرور ما يقارب عشرين عاماً على عرضه بعدما أعلن فتى هوليوود المشاغب المخرج الأسطوري مارتن سكورسيزي أن قصة فيلمه الجديد ستكون عن السيد يسوع المسيح.

إذ كشف موقع variety، عن زيارة المخرج مارتن سكورسيزي، لـ بابا الفاتيكان فرانسيس، خلال جولته في روما مع زوجته هيلين موريس، بعد انتهاء فعاليات الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي الدولي؛ مع الإعلان عن استعداده للفيلم الجديد. لذا سنحاول في "أراجيك" الإجابة على السؤال الذي خطر على بالك عند سماعك الخبر.


 مارتن سكورسيزي: استجبت للنداء!

بينما ننتظر وبفارغ الصبر العرض السينمائي لفيلم سكورسيزي الأحدث Killers of the Flower Moon الذي عرض في مهرجان كان السينمائي منذ فترة وجيزة والذي زاد ترقبنا وحماسنا له ظهور التريلر الرسمي للفيلم.

فيديو يوتيوب

لكن يبدو أن مارتن لا يريد الانتظار وبدأ فوراً في التخطيط لعمله المقبل والذي صرح عنه شخصياً بعد زيارته لمدينة الفاتيكان عقب مهرجان كان السينمائي ملبياً دعوة البابا فرانسيس حيث قال سكورسيزي لمدير تحرير المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica

"لقد استجبت للنداء الذي وجهه البابا إلى الفنانين بالطريقة الوحيدة التي أعرفها من خلال تخيل وكتابة سيناريو فيلم عن يسوع وأنا على وشك البدء في ذلك." 

إنه ليس بأمر معتاد أن يقوم سكورسيزي بكتابة فيلم؛ إذ أنه غالباً ما يركز على الإخراج مما قد يدل على  أن العمل المقبل سيكون شخصياً للغاية ولو كنت متابعاً وفياً لأعمال سكورسيزي فستعرف أن الإيمان والله جزء لا يتجزأ من فنه آخرها في فيلم Silence الصادر عام 2016 والذي تناول قضية اضطهاد المسيحيين في اليابان لكن نظرة سكورسيزي الإيمانية لا تتوافق دومًا مع الكنيسة وهو ما حدث قبل 25 عاماً عندما أثار سكورسيزي غضباً عالمياً ساحقاً بفيلم أوصله للأوسكار.


جدلية سينما سكورسيزي

عام 1998 قدم سكورسيزي فيلماً جدلياً كاد أن يتسبب في مقتله حمل عنوان The Last Temptation of Christ أي الإغراء الأخير للمسيح.

 قدم سكورسيزي في هذا الفيلم تصوراً مختلفاً عن التصور المتعارف عليه للمسيح إنه في هذا الفيلم شخص مرهق ومتشكك ولا يرغب في حمل أرواح الإنسان على كتفيه، كما أن هناك أوقاتاً يبدو أنه لا يعرف أو يعتقد أنه ابن الله وعندما يفعل يستخدم هذه المعرفة كسبب لتوبيخ والدته وتوبيخ ذكرى يوسف يوبخ أتباعه.

ويهتم بهم ويثق في الغالب بيهوذا الذي أعيد صياغته بشكل جذري في هذه القصة كرجل صالح يتبع التعليمات فقط اعتمد الفيلم بشكل كبير على الرواية الجريئة لنيكوس كازنتزاكيس التي تحمل الاسم نفسه والموضوعة في رأس قائمة الكنيسة للكتب الممنوعة.

اعتبر الفيلم تجديفاً صريحاً ومنع من العرض في عدد كبير من البلدان بل حتى أن تهديدات القتل طالت مخرج الفيلم حينها، في ذلك الوقت كان التصريح بإعجابك أو حتى مشاهدتك للفيلم أمراً شديد التهور والغباء رغم الآراء النقدية الإيجابية والترشيحات التي نالها إلا أن الغضب الذي أثاره كان أقوى بكثير من أي نقد أو تكريم.

ويبدو أن إعلان سكورسيزي أعاد للأذهان تجربته السابقة مما جعل الكثيرين يتنبأون سلفاً بالجدل الذي سيحمله العمل المرتقب.


ما بين آلام المسيح وإغرائه الأخير، مَن الأكثر جدلاً؟

لا يوجد إجابة حقيقية على هذا السؤال في الواقع لقد ترك كل من العملين الجدليين أثره الخاص به لربما كان الإغراء الأخير للمسيح أكثر قسوة من الناحية العاطفية والثقافية.

 فلو نحينا جانباً الأهمية الدينية فإن يسوع المسيح هو واحد من أبرز الشخصيات التاريخية المؤثرة ولربما كان صعباً على المؤمنين رؤية مثلهم الأعلى يقدم بهذه الكيفية.

 أمًا آلام المسيح فقد كان قاسياً عنيفاً دموياً جدلياً إذ ركز على حادثة صلب المسيح والآلام التي قاساها والمتسبب الحقيقي بهذه الآلام أكثر مما ركز على المسيح شخصياً لهذا وكما قلنا من قبل لا إجابة صحيحة لهذا السؤال.

نرشح لك: جعفر العمدة، The Irishman، وX-Men.. كيف تتلاعب بالتكنولوجيا لتصغير عمرك؟

لن نتعمق كثيراً في تفصيل أسباب الجدل والغضب الذي أثاره العملان لكن ينبغي أن ننوه إلى حقيقة أن الفن رسالة وأن أي عمل مهما كان موضوعه سواء مس بمعتقداتك أو أفكارك ما هو إلا رسالة يمكنك أن تختار تجاهلها لو لم يناسبك موضوعها، إن عالم الفن هو عالم الحرية ولا يمكن تقييد الفن وتحجيمه وإلا لن يكون فناً على الإطلاق حينها.


  الحكم على الفيلم.. ليس الاَن! 

لو قمت بإنشاء قائمة بأفضل مئة مخرج أو بأفضل عشر مخرجين أو بأفضل ثلاثة مخرجين في العالم فإن اسم مارتن سكورسيزي سيكون قطعاً في هذه القوائم كلها.

لقد قدم سكورسيزي عَبر الأعوام الماضية، مجموعة رائعة من الأعمال السينمائية الخالدة في ذاكرة السينما العالمية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر

ذو صلة

Taxi driver, The wolf of wall street, shutter island, The Departed ..

أعمال كثيرة خالدة أبدعها هذا المخرج الأسطوري لذا ووفاء لأعماله الرائعة التي نعشقها سننتظر إلى حين صدور الفيلم قبل الحكم عليه؛ آملين ألا يعيد سكورسيزي إثارة الجدل القديم الذي سبقه إليه ميل جيبسون والذي أثاره هو شخصياً منذ ربع قرن من الزمان. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة