تقنيات جديدة للحدّ من الكارثة المناخية: هل يمكن لشركة Captura تنظيف المحيطات؟

هل يمكن أن يكون تصفية ثنائي أوكسيد الكربون من المياه المالحة حلّاً لمكافحة تغيّر المناخ؟ يتعيّن على التّكنولوجيا أن تُثبِت جدارتها بعد.

تعمل شركة Captura النّاشئة والتي تأسّست من قبل باحثين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا على مشروع جديد يهدف إلى سحب ثنائي أوكسيد الكربون من المحيطات باستخدام تكنولوجيا مبتكرة تسمى "التقاط مباشر من المحيط" (DOC). تلقّت الشّركة تمويلاً من كُبرى شركات الوقود الأحفوري وشركات التّكنولوجيا الكبرى.

يعتمد المشروع على فكرة تصفية ثنائي أوكسيد الكربون من مياه البحر، ممّا يتيح للمحيطات امتصاص المزيد من غاز الدّفيئة هذا والحفاظ على نسبته أقلّ في الجو. تعمل تكنولوجيا Captura على تعزيز هذه العمليّة من خلال سحب الغاز من المياه وتحويله إلى مُنتَج يمكن استخدامه أو تخزينه.

تمّ تشغيل أوّل مشروع تجريبي في نيوبورت بيتش بكاليفورنيا في أغسطس الماضي، وتمّ الإعلان اليوم عن مشروع تجريبيّ جديد يتّسع لـ 100 طن من ثنائي أوكسيد الكربون في ميناء لوس أنجلوس. تهدف الشّركة إلى اختبار فعالية التّكنولوجيا والتّأكد من عدم وجود آثار جانبيّة غير مرغوب فيها.

من جهة أخرى، يعبّر بعض النّشطاء في مجال البيئة عن قلقهم إزاء هذه التّكنولوجيا، حيث يخشون من تأثيرها على الحياة البحرية والنّظام البيئي. تخطّط Captura لتصفية المياه لمنع دخول الكائنات البحريّة إلى منشأة التقاط الغاز، ومع ذلك، فإنّ القلق حول قدرة تلك المرشحات على منع دخول العوالق لا يزال قائماً. تشكّل العوالق قاعدة سلسلة الغذاء البحريّة، ممّا يعني أنّ العديد من الكائنات الأخرى تعتمد عليها كمصدر غذاء.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف حول إضافة المزيد من النّشاط الصّناعي وتلوّث الضّوضاء إلى النّظم البيئيّة البحريّة المتوتّرة بالفعل. يبقى مصير ثنائي أوكسيد الكربون الذي تحصل عليه Captura في ميناء لوس أنجلوس غير معروف حتّى الآن. في الوقت الحالي، يقول ستيف أولدهام، الرّئيس التنفيذي لشركة Captura، إنّ الشّركة على الأرجح ستبيع الغاز لشركات أخرى لاستخدامه كمكوّن في المنتجات التجاريّة مثل الخرسانة أو الألياف الكربونية.

على المدى البعيد، يتصوّر أولدهام بناء مصانع تجاريّة للالتقاط المباشر من المحيط فوق منصات نفطية وغازية خارج الخدمة؛ حيث يمكن ضخ ثنائي أوكسيد الكربون الذي يتمّ التقاطه تحت سطح الأرض لتخزينه بشكل دائم.

تأتي هذه الآفاق بقلق لشاي ولف، من مركز التنوع البيولوجي. إذ يقول: "هذا مصدر قلق كبير لأن آبار النفط والغاز لديها سجل تاريخي للتسربات والانفجارات. من المحتمل أن يتسرّب ثنائي أوكسيد الكربون الذي يتم ضخه تحت الضغط العالي تحت الأرض في نقطة ما".