جوجل تختبر ميزة “البحث” عن المتصلين المجهولين من خلال أندرويد!

في زمن تزداد فيه بشكل ملحوظ مكالمات البريد الإلكتروني العشوائية، تضاعف Google جهودها لتوفير حل ضروري لمستخدمي أجهزة Android. يجري العملاق التقني اختبارات على ميزة جديدة ضمن النسخة التجريبية من تطبيق الهاتف التابع له، تتمثل في زر "بحث" يهدف إلى كشف مصدر المكالمات الواردة من أرقام مجهولة. تسعى هذه الأداة المبتكرة إلى تقديم معلومات مهمة للمستخدمين عن الأطراف المتصلة قبل الرد على المكالمة، مما يقدم فرصة للتخفيف من الإزعاج المتزايد نتيجة المكالمات العشوائية وغير المرغوب فيها.

لم يسبق للحاجة إلى هذه الميزة أن كانت ملحة إلى هذا الحد. ففي السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في عدد المكالمات العشوائية، حيث يلجأ المحتالون إلى استخدام تقنيات معقدة لإخفاء هوياتهم، مما يترك المستقبلين في حالة من القلق والإزعاج المستمرين. ولا تقتصر المشكلة على إضاعة الوقت فحسب، بل قد تؤدي أيضًا إلى عمليات احتيال خطيرة، ما يزيد من شعور مستخدمي الهواتف الذكية بعدم الأمان.

يعمل زر "البحث" على مواجهة هذه التحديات بشكل فعّال. يضاف هذا الزر إلى خياري "الإجابة" و"الرفض" المعتادين، حيث يقوم بتفعيل عملية بحث في Google باستخدام رقم المتصل فور النقر عليه. قد يكشف هذا البحث عن معلومات متنوعة عن المتصل، منها الانتماءات التجارية وآراء العملاء وحتى تحذيرات بخصوص الأرقام التي تُصنّف كرسائل مزعجة. يكمن الهدف الرئيسي في تزويد المستخدمين بالسياق الكافي ليتخذوا قرارات مستنيرة بشأن التعامل مع المكالمات الواردة.

إضافة زر "البحث" قد تجلب مزايا عديدة لمستخدمي Android. بالأساس، يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الاحتيال الهاتفي عبر تقديم معلومات مسبقة عن هوية المتصل. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في زيادة كفاءة إدارة المكالمات، إذ يمكن للمستخدمين تحديد طبيعة المكالمة سريعًا واتخاذ الإجراء المناسب، سواء بالرد، الرفض، أو حظر الرقم إن تبيّن أنه مصدر لرسائل مزعجة. هذا ليس فقط يوفر الوقت، بل يحمي المستخدمين من محادثات قد تكون مزعجة أو غير ضرورية.

حاليًا، توجد ميزة "البحث" في مرحلة التجربة ضمن النسخة التجريبية من تطبيق Google Phone، ما يعني عدم توافرها بشكل شامل لكافة المستخدمين بعد. تُعد هذه المرحلة ضرورية لتحسين أداء الميزة وضمان فاعليتها في الاستخدام الواقعي.

بينما تستمر Google في تطوير هذه الميزة، تؤكد على التزامها بتحسين تجربة المستخدم وأمانه على منصاتها. ومع ذلك، يعتمد نجاح ميزة "البحث" على قدرتها في تحديد هوية المتصلين المجهولين بدقة وتقديم معلومات ذات صلة، مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين. رغم المخاوف المحتملة حول خصوصية البيانات ودقة نتائج البحث، يمثل هذا التقدم دليلاً على جهود Google الرامية إلى مكافحة الإزعاج من المكالمات غير المرغوب فيها وتعزيز قدرة المستخدمين على التحكم في قنوات الاتصال الخاصة بهم.