جوجل تحتفل بالذكرى 76 للموسيقار اللبناني ملحم بركات
3 د
هناك الكثير من الموسيقيين العرب الذين قدموا الكثير للفن المسموع على مستوى العالم، وأذهلت موسيقاهم جميع قاطني الشرق والغرب. الأنغام الشرقية عبرت عن أصالة العرب وكيف للتراث والفلوكلور الشعبي أن يلعبا دورًا هامًا في الموسيقى التي تطرب الآذان وتحفز طاقات الإبداع والحب بداخل الناس. عشرات العشرات من الملحنين والمغنيين وكتّاب الكلمات ساهموا في إعلاء شأن الموسيقى العربية على مدار القرن الماضي، ولعل أبرزهم هو ملحم بركات؛ الملحن والمغني اللبناني المعروف.
ملحم بركات هو أحد الموسيقيين اللبنانيين الذين أحدثوا ثورة في عالم الموسيقى، وصار لاحقًا من أعلام الموسيقى العربية على وجه العموم، ومزج بين أنواع مختلفة من الموسيقى؛ هذا بفضل محطاته الفنية الكثيرة والمتنوعة خلال حياته كلها، والتي كانت أبرزها محطة عائلة رحباني على وجه التحديد، والتي تعلم فيها العديد من الفنيّات الدقيقة في الغناء والتلحين، مما ساهم على إعلاء اسمه أكثر وأكثر مع الوقت. اليوم يحتفل جوجل بالذكرى رقم 76 للموسيقار الراحل، وهذا بصورة مميزة له تتوسط واجهة محرك البحث الشهير في البلدان العربية بالأخص، ومن عادة جوجل دائمًا الاحتفال بالرموز البارزة في جميع أنحاء العالم عبر تدشين واجهات مختلفة لمحرك البحث ويتوسطونها بشكلٍ أو بآخر، وآخر أبرز الاحتفالات كانت متمثلة في واجهة أوليمبياد طوكيو 2021 التي أذهلت الملايين.
وُلد ملحم بركان في قرية كفر شيما اللبنانية بيوم 5 أبريل 1942، وانتمى إلى طائفة الروم الأرثوذكس تبعًا لديانة العائلة. ظهرت موهبته الفذة في الموسيقى والغناء بداية من أيام المدرسة، حيث أظهر كفاءة ملحوظة في كليهما أثناء الأداء المسرحي الأخّاذ بالحفلات المدرسية، حتى أنه عمل على تلحين العديد من الكلمات في الجريدة اليومية، بل وقام بغنائها أيضًا. لاحقًا وجدت عائلته أن مستواه الفني مختلف تمامًا عن أقرانه، وله مستقبل إذا تم العمل على صقل مواهبه، وبالفعل، سرعان ما التحق بأحد البرامج اللبينانية الشهيرة للأصوات الجديدة على الساحة، وهذا أهله ليلتحق بالمدرسة الرحبانية (للأخوين رحباني، وهي العائلة التي تسيطر حاليًّا على أعمال المغنية العالمية فيروز)، وبعد ذلك عملت عائلة الرحباني على صقل مواهبه بشكلٍ ساعد على انتقاله إلى مرحلة أخرى تمامًا في المسيرة الفنية. لاحقًا قام بالتعاون مع المطرب غسان صليبا ولحن له أغنية (يا حلوة شعرك داري)، وحققت نجاحًا ملحوظًا، وكذلك عمل على التلحين للعديد من المطربين ذوي الوزن في البلاد، وعلى رأسهم الفنان الراحل نصري شمس الدين. حتى وفاته المنية في 28 أكتوبر 2016 بعد صراعٍ طويل مع المرض.
أما من حيث الظروف الأسرية التي ربما قد ساعدت على نموه الفني، فإن عائلة ملحم بركات كانت بعيدة جدًا عن الفنون بصورتها الأكاديمية، فكان والده يعمل نجارًا، لكن هوايته الأثيرة هي الدندنة على العود، وكان الموسيقار صغيرًا يُنصت إليه باهتمام شديد، وبعينيه الصغيرتين يراقب ضربات الأصابع على العود الشرقي الكلاسيكي المحبوب، وبمجرد المشاهدة مع بعض التمرينات البسيطة، تعوَّد الفتى على الآلة الموسيقية، وهذا ساهم بقوة في خلق القامة الموسيقيى العُليا التي ظلّ عليها حتى رحيله. الجدير بالذكر أنه ترك المعهد قبل إكمال كل فصوله الدراسية، وانضم إلى فرقة عائلة الرحباني، وفيها تعلم الكثير وانطلق بعد صبغ اسمه بطابع الرحابنة لمدة أربعة أعوام بالتمام والكمال، وأبرز أعماله الخالدة حتى هذه اللحظة في الطرب هي (الله كريم) من تأليف توفيق بركات، كما أن له أعمالًا مسرحية-موسيقية مميزة مثل (الأميرة زمرد) و(الربيع السابع)، وبصمة الرحابنة واضحة جدًا هنا.
ترك ملحم بركات إرثًا فنيًّا هائلًا، واستحق بلا شك احتفال جوجل به هذه الأيام.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
