أفضل توزيعات لينكس التي يجب عليك تجربتها الآن!

مئات من توزيعات لينكس مختلفة الفلسفات والبرامج والنكهات تنتشر في هذا الفضاء، مما يجعل من يريد خوض غمار لينكس عبر تجربته أو جعله نظاما أساسيا له يقف حائرا أمام هذا العدد الكبير من التوزيعات، أيهم يختار وأي التوزيعات أفضل له ولجهازه ولعمله الذي يقوم به.

في هذا المقال سنجمع لك أهم وأفضل التوزيعات التي يمكنك الإختيار من بينها حسب ما يميز كل واحدة منها ويتواءم مع ما تبحث عنه.

قبل البدء في سرد قائمة أفضل التوزيعات، لابد أن نعرف أولا ماذا نقصد بكلمة أفضل وما هي المعايير والشروط التي تجعلنا نحكم على أن هذه التوزيعة أفضل من غيرها.

لعل كلمة “أفضل” تدل على الكثير من الذاتية خصوصًا في اختيار أو تقييم توزيعة من توزيعات لينكس التي تولد وتنمو كل يوم والكثير منها لا يواصل الطريق لسبب أو لآخر؛ لكن يمكن الحكم على أفضلية توزيعة على أخرى انطلاقًا من أدائها على مختلف الأجهزة واستقرارها وعدد البرامج المحزّمة في مستودعاتها والدعم الفني الذي تقدمه الشركة الراعية أو المجتمع المساهم في تطويرها، طبعًا توجد العديد من الإعتبارات الأخرى؛ لكن للتسهيل فسنركز على النقط المذكورة.

تُعتبَر فيدورا من أعرق التوزيعات ومن الأوائل التي ظهرت في عالم لينكس، لها الكثير من الإسهامات في البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر والبصمات التي لا تخفى على أحد في تطوير البرامج والتطبيقات وتقديم الخدمات للعموم والمؤسسات على حد سواء، ويكفيها فخرًا أن مُؤسس لينكس وواضع نواته يستعملها ويشيد بما تقدمه ورأيه له وزنه ويُعتد به في هذا المجال.

فيدورا توزيعة ريدهاتية (مبنية على توزيعة ريدهات) لكن فيما بعد صارت هي الأم وقامت شركة ريدهات ببناء توزيعة ريدهات الموجهة للإستخدام التجاري وللمؤسسات (RHEL) على فيدورا، وهي نقلة نوعية وخطوة هامة في حياة التوزيعة.

فيدورا توزيعة تتطور بسرعة وتطرح تحديثات البرامج بسرعة بعد أن تمر بمراحل اختبارية ثم توقيعها ودفعها إلى المنبع، ودورة حياة فيدورا 6 أشهر وتحظى بالدعم الفني لفترتين إضافيتين، كل فترة تدوم 6 أشهر، أي أن كل إصدار من فيدورا يعيش سنة ونصف ويمكن لمستخدمها الترقية من إصدار إلى آخر مباشرة عبر سطر الأوامر بكتابة بعض التعليمات أو الترقية عبر مدير الحزم الذي يقترح على المستخدم الإنتقال إلى إصدار جديد فور صدوره.

توزيعة مينت من  التوزيعات الراقية  والتي يُنصح بها لكل مبتدئ في عالم لينكس، لها تاريخ مليئ بالتجارب والخيارات والتحولات حتى استقرت على ماهي عليه اليوم؛ تأتي توزيعة مينت متحررة من قيود الإعتماديات والترخيصات التي تضعها البرمجيات الحرة؛ لكنها في الوقت نفسه لا تكسر فلسفة لينكس ولا تغرق في البرمجيات الإحتكارية، فتأتي مثلا محملة مسبقا بالـ Codex الذي يمكنك من قراءة ملفات MP3 والصيغ الأخرى والفيديوهات والفلاش والملفات المضغوطة بشكل RAR و ZIP وغيرها من الصيغ التي تخضع لقوانين صارمة لاستخدامها والإستفادة منها.

اليوم تأتي مينت بثلاث واجهات جميلة ولا تتطلب الكثير من عتاد الجهاز لتشغيلها، ويمكن تجربها مباشرة من القرص الحي  (CD/DVD) أو الفلاش قبل اتخاذ قرار التنصيب على الجهاز من عدمه (هذا الخيار متوفر في جميع توزيعات لينكس)، ويتتم إصدار توزيعة كل 6 أشهر تحظى بسنتين من الدعم الفني والتحديثات.

توزيعة أوبن سوزي هي إحدى التوزيعات العريقة والتي أثارت الكثير من الجدل في مرحلة ما من حياتها بتعاقدها مع شركة مايكروسوفت (يعتبرها اللينكساويين شركة محتكرة وهي العدو اللدود لهم) وهو ما أثار سخط الكثير من محبيها ومجتمع البرمجيات الحرة؛ ويمكن اعتبار التوزيعة بأنها الشق المجاني الذي تستثمر فيه وتدعمه شركة سوزي لنشر فلسفة “لينكس للجميع”.

تحتاج أوبن سوزي لخلفية تقنية في مجال لينكس حتى تتأقلم معها ومع أفكارها وفلسفتها، فهي موجهة لمن يعرف طريقه في استخدام لينكس، لكنها عموما من أجمل التوزيعات خاصة بواجهة KDE ومخازنها ملأى بالبرامج والتطبيقات التي تعينك على أداء مهامك بكل كفاءة.

مانجارو من التوزيعات الشابة -ان صح التعبير-، جاءت لتستفيد من خصائص ومميزات آرش لينكس مع تذليل عقباتها وتسهيل العمل عليها، وبذلك يستفيد عشاق آرش وفلسفتها من كل ما تتميز به مع التخلص من عبء إعداداتها وتكلّفها.

تأتي التوزيعة بأعرق واجهات سطح المكتب وهي وهي جنوم و KDE و XFCE وهي الأسطح المدعومة بشكل رسمي مع توفير العديد من الأسطح الأخرى بشكل غير رسمي وتوفير الدعم الفني من قبل مجتمع مانجارو مما يوفر تجربة غنية لاستخدام هذه التوزيعة.

التوزيعة عموما سهلة الإستخدام وسيتم التأقلم عليها بسهولة، وقد يتأقلم عليها المستخدم لدرجة تجعله غير قادرًا على تغييرها.

تُصنف إلمنتري كواحدة من أجمل توزيعات لينكس وأسهلها استخداما ومواءمة للمستخدم المبتدئ، وضعت نصب عينيها مستخدمي Mac OS وويندوز لاستقطابهم إلى عالم لينكس، فكل شيء فيها مُستوحي من تصميمات ماك، لذلك لن يستغرب الوافدون من هذا الأخير إلى نظام لينكس ولن يجدوا صعوبة في استخدامه والتعرف عليه.

ساهمت توزيعة أوبونتو ومن خلفها شركة كانونيكال في إيصال لينكس إلى العالمية ودخول أقراص هذا النظام الجميل بيوت الكثير من المستخدمين مجانًا في أي مكان في العالم، في وقت كان الجميع يبحث عن ”كراك” لنظام التشغيل ويندوز كان آخرون يستمتعون بالخدمات المجانية والمصدر المفتوح للبرامج عبر استخدامهم لتوزيعات أوبونتو وكوبونتو ولوبونتو التي تصلهم إلى غاية باب البيت دون أن يدفعو فلسًا واحدًا.

أوبونتو تعتبر من إحدى بنات التوزيعة العريقة ديبيان؛ لكنها تختلف معها في أمور كثيرة جدًا، حتى أن مطوري ديبيان غير راضين عن الأساليب والمناهج التي تسلكها أوبونتو في مساهمتها في البرمجيات الحرة، طبعا شركة كانونيكال هي المسؤولة عن فلسفة أوبنتو، وأهم مثال على ذلك هو مشروع يونيتي (سطح مكتب) الذي فشلت أوبونتو في الإستمرار فيه.

عموما، أوبونتو من التوزيعات الجميلة الممتعة سهلة الإستخدام، وهي موجهة أساسا للمستخدم المبتدئ والوافد الجديد من ويندوز أو ماك إلى عالم لينكس؛ مخازن أوبنتو غنية بالبرامج والتطبيقات، والمجتمع التقني عبر المنتديات وقنوات IRC نشط وخدوم لأبعد الحدود، مما يجعل تجربة هذه التوزيعة ممتعًا بالفعل.

ديبيان من التوزيعات الأم والتي اشتُقّت منها مئات التوزيعات، ويقف خلفها مجتمع من المطورين والمحبين، تدفع بآلاف البرامج والتطبيقات إلى مستودعاتها التي تُعدُّ من أغنى المستودعات بالبرامج والتطبيقات والخدمات. ديبيان مساهم قوي في مؤسسة البرمجيات الحرة وتحظى التوزيعة باحترام وتقدير كبيرين من قبل المطورين، معروف عنها أنها من أكثر التوزيعات استقرارا ولا تدفع بالبرامج إلى مستودعاتها إلا بعد مرورها بتجارب كثيرة وقاسية للتأكد من كفائتها، وهذا ما يجعلها قديمة بعض الشيء ومتأخرة عن تقديم أحدث البرامج، مع توفير خاصية التجربة بتفعيل المستودعات التجريبية ومستودعات المطورين؛ لمن يريد أن يحظى بآخر إصدار من برامجه التي يستخدمها.

أعتبرُ توزيعة ماجيا من التوزيعات المثابرة والتي لها مجتمع داعم ووفي، فهي وريثة أمجاد توزيعة ماندرايك العريقة ثم ماندريفا الراقية، عانت من قلة الدعم المادي وتوقفت عن الإصدار في العديد من المرات؛ لكن محبوها اصروا على مواصلة الدرب برفع المشعل عاليا.

ماجيا توزيعة فرنسية الأصل تتوفر بأزيد من 160 لغة، وقد ساعدت الكثيرين بالإنتقال إلى عالم لينكس، فهي موجهة للمبتدئين وسيتأقلمون معها بسرعة، توفر مدير حزم قوي وسهل الإستخدام وتتوفر مخازنه على الكثير من التطبيقات، فهي في الأساس توزيعة ريدهاتية ويمكن تثبيت الحزم ذات الإمتداد RPM عليها بكل سلاسة.

توزيعة أرش  لها فلسفتها الخاصة مثل سلاكوير وجنتوو، وهي موجهة أساسا للمتقدمين في عالم لينكس وشعارها في ذلك “اعملها بنفسك”، فكل شيء فيها يعتمد على بنائك الخاص وستقوم في النهاية بإنتاج توزيعة بذوقك ونكهتك وتلائم احتياجاتك الفعلية دون زيادة أو نقصان.

أرش لا تتطلب الكثير من الموارد لكن تحتاج إلى خط انترنت؛ لتستطيع تحميل ما ينقصك من حزم ومكتبات. إذا كنت ترى نفسك متقدما في استخدام لينكس وتريد تعلم المزيد فهذه التوزيعة جديرة بأن تمنحها فرصة.

في الختام، هذه عينة من الخيارات وحصر لعدد قليل من مئات التوزيعات المنتشرة في هذا العالم، قد تشاركنا الرأي بأفضلية هذه التوزيعات وقد يكون لك رأي آخر أو توزيعة ترشحها لمن يقرأ هذا المقال، والمجال مفتوح لكل إضافة أو نقد.