أمير المصري لـ أراجيك: تغيرت بسبب فيلم Limbo وهذه تفاصيل تعاوني مع نتفليكس
6 د
أثار مشاركة الفيلم البريطاني “التيه” LIMBO للنجم المصري البريطاني أمير المصري، ضمن أفلام المسابقة الرسمية للدورة الـ 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام، اهتمام عشاق السينما سواء من الجمهور أو الفنانين أو النقاد الأجانب والعرب.
يجسد أمير المصري دور شاب واعد يدعى “عمر”، يهوى الموسيقى وعزف العود، يتورط في الابتعاد عن أسرته السورية، وينعزل في قرية اسكتلندية، إلى أن يقدم طلب لجوء سياسي على أمل العودة لأرض وطنه مجددًا.
حرص صناع الفيلم الروائي الطويل الذي يُعرض باللغة الإنجليزية، ويأتي مترجمًا باللغة العربية أيضًا، على توظيف التفاصيل الصغيرة التي تحمل رمزية ومعاني شديدة الخصوصية فيما يخص القضية المتناولة ضمن سياق الحدث الدرامي.
قضية اللاجئين ما بين الرمزية والحكي في “Limbo”
وفي تصريحات خاصة لـ مجلة “أراجيك فن“، يقول أمير المصري: “جاء هذا الاختيار من مؤلف ومخرج الفيلم بن شاروك؛ على أن يظهر عمر وهو يحمل عود جده، فضلاً عن رمزية الصندوق الذي يحمله ويشبه النعش “التابوت””، مشيرًا إلى أن دوره جعله يتعلم عزف العود في وقت قياسي.
يلفت إلى أنه هذا التعبير المجازي ”Metaphor” الذي يشير إلى أن حياته ماتت بعد قدومه لبريطانيا؛ قائلاً: “فهي لا تبدأ ولكنها اللحظة التي توقف عندها كل شئ، وهي المعاني التي أعجبتني كثيرًا”، مشيرًا إلى أن اختيار الملابس واستايل وطريقة أداء الشخصية استقر عليه بعد مناقشته مع المخرج بن شاروك.
فضيلة مشاركة فيلم LIMBO في الدورة الـ 42 لـ مهرجان القاهرة السينمائي
وعلى الرغم من مشاركة الفيلم في كبرى المهرجانات العالمية منها “كان” السينمائي الدولي، وفوزه بجائزة في سان سباستيان والمركز الثاني في مهرجان لندن السينمائي، فضلاً عن كونه سببًا رئيسيًا في ترشيح أمير المصري، أول نجم من أصول مصرية ضمن أفضل 5 ممثلين من جيل الشباب الصاعد في جوائز “بافتا”، إلا إنه يعرب عن حماسه الكبير لمشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي على وجه الخصوص.
ويصف: “كنت حريص على مشاركته هذا العام في الدورة الـ 42 لـ مهرجان القاهرة الدولي؛ لكي أتفرج على الفيلم مع ناس مصريين مثلي، اتكلمت مع بن شاروك، وهو يعشق مصر أيضًا، ويقول لي دومًا أنا عربي وليس إسكتلنديًا، لذا رحب كثيرًا بهذا الاختيار وأعجب بالفكرة”.
كواليس أمير المصري في الفيلم البريطاني LIMBO
يشير إلى أن أكثر ما جذبه للمشاركة في الفيلم، هو تقديمه لشخصية عربية مؤثرة في الأحداث على عكس السائد أو المنتشر من الأفلام الغربية التي تميل لاختيار الشخصيات المصرية كمساعد أو داعم للبطل الأجنبي؛ حيث عرض عليه وكيل أعماله الدور ووافق بعد قراءته للسيناريو والتعرف إلى شخصية “عمر” وأبرز سماتها ودوافعها.
يصف أمير المصري شعوره وقتما عرض عليه لأول مرة المشاركة بتجسيد دور البطولة في “ليمبو”، قائلاً: “كنت متردد على الموافقة قبل معرفة كافة التفاصيل، حتى وجدت التركيز على الشخصية العربية أكثر من البريطانية؛ هنا “شاروك” وضع التركيز على “عمر” ذات السمات المميزة؛ شخص قوي وجرئ لكنه لا ينسى بلده، فهو لا يحتاج بريطانيا أو يريد البقاء في لندن، لكنه مهمومًا بالعودة لوطنه”.
وبسؤاله عما إذا كان هناك بعض مساحة للارتجال في الحوار أثناء التصوير، يشير إلى أن ذلك حدث بالفعل لكن ضمن إطار الكواليس، لكن وقت التصوير كان كل شئ يصير بحسب الترتيبات المسبقة؛ نظرًا للبرودة الشديدة في المكان الذين يصورون به.
وفي هذا الإطار، يقول أمير المصري إن التصوير الخارجي لمدة شهر في قرية بإسكتلندا، جاء في ظل ظروف مناخية صعبة للغاية تصل لدرجات تحت الصفر، وهو ما شكل بعض الصعوبات أثناء التصوير، واصفًا: “كنت أحافظ على ارتداء الجاكت باستمرار، ولكنني أحببت ذلك والشعور بهذه المعاناة، للتعمق في الشخصية بدرجة أكبر”.
وفي سياق متواصل، يشير أمير المصري أن المخرج بن شاروك ساعده في ذلك أيضًا؛ بحسب ما طلب منه القدوم في سيارة بدلاً من طائرة حتى يشعر بالوقت والهدوء طوال الرحلة، مضيفًا أن حتى اختيار الجزيرة التي تحمل اسم ”Uists” جاء في صالح استعداده للشخصية الدرامية التي يقدمها، واصفًا: “كانت منعزلة ولا يوجد بها شبكة محمول”.
تابع موضحًا التصوير قبل انتشار وباء “كوفيد-19″، قائلاً ممازحًا: “انعزلنا تلقائيًا قبل ظهور أزمة فيروس كورونا وفرض الحظر والعزل إجباريًا على العالم كله”، لافتًا إلى أنه تأثر كثيرًا بدوره، واصفًا: “أنا اتغيرت واكتشفت أننا يجب أن نتحلى بالصبر دومًا، والحياة سهلة وبسيطة ولا نحتاج لأشياء كثيرة حتى نكون سعداء وراضين”.
علاقة الواقع بدراما وشخصيات فيلم LIMBO
ارتباط الواقع بالحدث الدرامي في LIMBO، لم يكتفِ بمحاكاة الطبيعة والظروف المناخية فحسب، بل في سمات وصفات ومشاعر مسئولي معسكر العزل واللاجئين أيضًا، حيث حرص أمير المصري على مقابلة شخصيات حقيقية للاجئين بمعدل مرة أسبوعيًا، أثناء التحضير لشخصية “عمر”.
يعرب “المصري” عن سعادته الكبيرة بهذه اللقاءات، بسبب الثقة الكبيرة التي وجدها بينهم، واصفًا: “إنك تقعد معاهم ويحكوا بثقة عن تجربتهم كان بمثابة دفعة قوية لي، كما إنني لاحظت أن العرب دومًا ما يتسمون بخفة الظل حتى في أصعب المواقف والظروف، وهو ما وجدته في أحاديثهم حتى وهم يحكون قصص صعبة تحمل كثيرًا من المعاناة والألم”.
من العناصر الملحوظة أيضًا والتي لاقت ردود أفعال إيجابية بعد عرض الفيلم، طريقة تحكم أمير المصري بملامح وجهه في ردة فعله عما يدور حوله، والتي نتج عنها بعض الكوميديا السوداء المتسقة مع مأساوية الحدث الدرامي.
وعن هذا يعلق أمير المصري أن دوره جاد ولم يقصدوا تقديم القصة بشكل يسخر من القضية ذاتها، لكنهم حرصوا على توظيف المواقف التي تحمل السمات الكوميدية بشكل جيد يخدم الدراما، حتى يجذبون المشاهدين للمتابعة، بعيدًا عن إطار الهزل فيما يخدم سياق الأحداث وعلاقات الشخصيات ببعضهم البعض.
من المصرية إلى العالمية..رحلة أمير المصري في السينما والدراما
قدم أمير المصري أكثر من 25 عملاً فنيًا سواء عربي أو أجنبي، إلى جانب حصوله على العديد من الجوائز الفنية وتعاونه مع نخبة كبيرة من نجوم السينما العالمية مثل توم هيدلستون، وهيو لوري، وأوليفيا كولمان، إلى جانب أدواره في مصر، منهم فيلمين “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” بمشاركة النجم المصري محمد هنيدي و”الثلاثة يشتغلونها” مع النجمة المصرية ياسمين عبد العزيز.
وعن انتقاله ما بين المشاركة في الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية المصرية والأجنبية، يقول إنه يفكر في التحدي الجديد الذي يخوضه في كل عمل يشارك به، بغض النظر عن هويته، واصفًا: “لا أبحث عن شهرة فالحياة أبسط من ذلك، لكنني ممثل وأحب تقديم قصص مختلفة، لذلك أبحث عن أفضل الشخصيات الدرامية بالنسبة لي وأوافق على تجسيدها على الشاشة سواء في مصر أو هوليوود”.
وعن أجدد أعماله، ينتظر أمير المصري ردود الأفعال على أحدث أعماله الدرامية عرض مسلسل ”Industry” على منصة “HBO” و”BBC”، فضلاً عن تجسيده دور بطولة في مسلسل ببريطانيا يحمل اسم ”The One”، على منصة نتفليكس العالمية، لشخصية درامية تدعى “بن جيمين”، على أن يعرض في العام المقبل.
وفي السياق ذاته، يعرب أمير المصري عن سعادته بتجسيد أدوار أجنبية مختلفة من خلال الشاشتين الفضية والذهبية، في اَخر 4 أو 5 أعوام تقريبًا إلى جانب الشخصيات العربية التي دومًا ما يفتخر بتقديمها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.