تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

“باربينهايمر”.. هل أصبحت جودة الأفلام تُقاس بقوة “التريند” المصاحب لها؟

باربينهايمر التريند - أراجيك فن باربي أوبنهايمر 2023
نهلة أحمد مصطفى
نهلة أحمد مصطفى

9 د

إذا لم تكن تعيش داخل فقاعة محكمة الإغلاق وبدون أي تواصل مع العالم الخارجي، فبالتأكيد قد سمعت عن فيلم "باربي"، إن لم تكن قد شاهدته بالفعل قبل قراءتك لتلك الأسطر أو على الأقل قد شاهدت ملايين المقاطع المصورة التي تتحدث عنه... لما لا وهو الحدث الأشهر للعام حتى الآن وما يتحدث عنه جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تقريبًا.

كيف حدث هذا؟ وهل يمكن لمجرد "تريند" أن يتسبب في اجتياح عالمي لفيلم هكذا؟

حسبما تقول أغلب الدراسات التي أُجريت مؤخرًا، فإن مفهوم "التريند" هو أحد أقوى أسلحة الدعاية الإلكترونية الآن. أيًا كان المنتج الذي تريد بيعه، سواء كان عمل فني أو منتج استهلاكي أو حتى فكرة، ما عليك سوى العمل على جعله تريند على مواقع التواصل الاجتماعي.

فما كان يُطلق عليه قديمًا "حديث الساعة" ويشغل الناس لساعات أو أيام، يُسمى الآن "تريند" ويمكن أن يظل يتردد على ألسنة الناس سواء على المواقع أو في الحياة الحقيقية لشهور طويلة، بل وأحيانًا يستمر استرجاع الحدث نفسه لسنين بعد انتهائه.

وعندما يأتي الحديث عن السينما من ذلك المنطلق، فإنها إحدى المنتجات التي يمكن الترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بل وأصبح الكثير من صناع الأفلام يعتمدون عليها كأحد وسائل خلق الضجيج الذي فيما بعد سيتحول إلى نسب مشاهدات وإيرادات. وهناك الكثير من الأفلام التي نجحت في أن تصبح تريندًا لأسابيع قبل وبعد صدورها، سواء كان ذلك بشكل متعمد أو بسبب المواضيع التي تتناولها.

السؤال الأهم هنا الذي نطرحه اليوم في "أراجيك فنهل كل تلك الأفلام جيدة حقًا؟ أم أن التريند لم ينجح فقط في انتشارها، بل وأيضًا في إعطائها رونقًا لا يليق بها؟ فيما يلي بعض الأفلام التي خلقت حولها ضجة عارمة يصاحبه اختلاف كبير بين الآراء.


 بوهيميان رابسدي

7.9/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Bohemian Rhapsody

فيلم “Bohemian Rhapsody”، هو فيلم سيرة ذاتية عن فرقة “كوين” الروك البريطانية، وعن حياة المغني “فريدي ميركوري”.

كان المغني فريدي ميركوري، قبل أن يصبح كذلك، يعمل كحامل حقائب في مطار هيثرو، ويعيش مع والديه وأخته، وكان اسمه “فاروخ بولسارا”.
كان يحب رؤية فرقة Smile وهي تقوم بعروضها في الحانة. يلتقي لاحقًا بأعضاء الفرقة، ويعلم أن عازف الجيتار والمغني الرئيسي، قد ترك الفرقة، لصالح آخرى.
فيتشجع للانضمام لهم كمغني، ويعجبون بمقدراته الصوتية، ويعتمدونه كمغي رئيسي للفرقة، وعازف قيثارة.
وتبدأ الفرقة جولتها في جميع أنحاء بريطانيا. فيما بعد يحثهم فاروخ، على التفكير في إنتاج ألبوم عالمي، لذلك يقومون ببيع شاحنتهم لتمويله.

يقع اختيار فاروخ على اسمٍ جديد وهو “فريدي ميركوري”، وأيضًا الفرقة تصبح فرقة “كوين”.
وتعيش الفرقة الكثير من النجاحات، وهي تقوم بجولات غنائية عالمية، ويلمع اسمها يومًا بعد يوم، وحفلة وراء أخرى.

في عام 1975 سجلت الفرقة ألبومها الرابع ليلة في دار الأوبرا، والذي بذلوا جهدًا في تنفيذه.

في الثمانينيات ما زالت الفرقة تواصل نجاحاتها، لكن تبدأ الخلافات حول موسيقاهم. وتتزايد الخلافات وبعض الإغراءات بين أعضاء الفرقة، التي تجعل استمرارهم شبه مستحيل.
وينفصل ميركوري عنهم، ولكن هل ينجح لوحده؟

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2018
  • إخراج

    براين سينجر، ديكستر فليتشر

بطولة

رامي مالك،
فريدي ميركوري

النوع

دراما

فور الإعلان عن فيلم "بوهيميان رابسودي" والذي يتناول حياة "فريدي ميركوري" وفرقة "كوين" لم يحتاج الأمر إلى الكثير من الحملات الدعائية، وأصبح الفيلم على الفور تريند على مستوى العالم؛ وهو أمر متوقع فنحن نتحدث عن أحد أشهر الفرق الغنائية على مستوى العالم، إن لم تكن أشهر فرقة روك حتى الآن، والحديث عن حياة المغني الرئيسي بها من شأنه أن يشعل حماس الانتظار داخل محبيها.

يمكن القول إن الأحداث التي مرت بها صناعة الفيلم بها من الدرامية ما يوازي ما مرت به فرقة "كوين" في الواقع، فالمخرج الأساسي للفيلم "برايان سينجر" تم طرده قبل انتهاء عملية التصوير بأسبوعين.

لكن لازال الفيلم يُنسب إليه حتى بعد قدوم "ديكستر فليتشر" والذي يُعد منتجًا منفذًا أكثر منه مخرجًا، هذا بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي استغرقته عملية إنتاج الفيلم، لكن الحملة الدعائية التي قام بها فريق التسويق الخاص بالفيلم لم تترك مجالًا لأي من هذا ليؤثر عليه، ووصلت إيرادات الفيلم إلى حوالي ٩١١ مليون دولارًا.

يستعرض الفيلم بوتيرة متسارعة للغاية حياة "فريدي ميركوري" منذ انضمامه لفرقة "كوين" وحتى حفلهم الأسطوري في "لايف ايد" عام ١٩٨٥. يمر بسرعة على العملية الإبداعية لبعض من أغاني الفرقة، كيف جاءت الفكرة وكيف تم تسجيل الأغنية وكيف تم استقبالها.

لكن القفز السريع من مرحلة لمرحلة تسبب في فقد الكثير من التفاصيل المهمة التي كان من الممكن أن تجعل الأحداث أكثر ثراءً.

تجربة مشاهدة "بوهيميان رابسودي" الذي صدر عام 2018، مليئة بالمشاعر ولحظات النشوة، خاصةً لمحبي الفرقة، وهو أحد الأفلام التي تضمن لك قضاء وقت ممتع أثناء مشاهدتها.


جوكر

8.4/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Joker

الجوكر هي الشخصية التي يتقمصها “آرثر فليك” كونه ممثل كوميدي شاطر، يتمتع بالكثير من الطموح، حيث لديه حلم أن يغدو أشهر مقدمي العروض الكوميدية.
شخصيته في الجوكر على عكس  المدينة التي يعيش فيها جوثام، التي تسيطر عليها حالة من اليأس والفوضى، والفساد المستشري، وأيضًا على عكس حقيقته، كونه شخص مهمش يعمل في وظيفة لا تلبي طموحاته، أو ترضي القليل منها. آرثر لديه خلل في صحته العقلية والنفسية، حيث لا يقدر السيطرة على ضحكه المتواصل في كثير من الأوقات، نتيجة مشكلات وحقائق يصطدم بها في حياته تؤثر على أفعاله وسلوكياته فتحوله لشخصٍ آخر. فأرثر لم يسبق وأن شهد يومًا سعيدًا واحدًا في حياته. نشاهده يتحول من شخص مسالم إلى شخص شرير، يقتل الناس، الفاسدين منهم، والبداية ينتقم ممن حاولوا الاعتداء عليه. الغريب بالأمر أنه يجد اللذة في هذا التصرف وتحقق له نشوة غير طبيعية.

لربما لا يكون “الجوكر” شخصية حقيقية لكنه ومن دون أي شك شخصية تاريخية مهمة في عالم القصص المصورة والسينما، لا نبالغ لو قلنا أن الجوكر كان أكبر تحدًا واجه خواكين؛ إذ إنه كان ومنذ إعلان الفيلم في مواجهة مقارنة لا ترحم مع الممثل الراحل هيث ليدجر الذي اختتم مهنته وحياته راسماً ابتسامة الجوكر الواسعة على وجهه.

قدم ليدجر دوراً تاريخياً لا ينسى في فيلم كريستوفر نولان الخارق The dark knight ونال عن دوره هذا جائزة أوسكار مستحقة بعد وفاته المأساوية.

لم يخيب خواكين ظننا إطلاقاً لقد قدم الجوكر بطريقة أسطورية لا يمكن أن تقارن، أخفض من وزنه حتى تحول إلى كومة من العظام وقدم بعدها أداءً خيالياً.

لم يقدم خواكين الجوكر كعدو لدود لباتمان ولا كمهرج مختل عقلياً، لقد استطاع وللمرة الأولى أن يجعلنا نتعاطف مع آرثر الرجل الفقير المضطرب نفسياً الذي يعمل مهرجاً كي يكسب لقمة عيشه والذي ترغمه الظروف القاسية التي تحكم مدينة غوثام أن يتحول إلى مجرم عدمي.

لقد كان أداء خواكين في هذا الفيلم أداءً لا ينسى استطاع وبدون أي شك تقديم شخصية تاريخية معروفة قدمها الكثيرون قبله بطريقة لا تشبه أحداً آخر وقد نال وبعد طول انتظار جائزة أوسكار مستحقة للغاية.

عرض فيلم Joker لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان البندقية السينمائي، ولاقى نجاحًا لافتًا، وتحديدًا الممثل خواكين فينيكس الذي تحصل على أوسكار أفضل ممثل.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 18 سنة فما فوق.

  • إنتاج

    2019
  • إخراج

    تود فيليبس

بطولة

خواكين فينيكس،
روبيرت دي نيرو

النوع

البطل الضد الأشهر في القصص المصورة والسينما، وشخصية "الشرير" المثيرة للجدل التي تمكنت من حصد معجبين بنفس قدر "البطل" الذي يصارعه، إن لم يكن يفوقه بعض الشيء.

"الجوكر" الذي كان دومًا بمثابة ظل "باتمان"، يتتبعه في كل مكان وفي كل القصص وفي مختلف الوسائط إن كان فيلم، مسلسل، أو قصة مصورة، ويحاول الفوز بجولة أخرى من جولات صراعهما الممتد.

لطالما كان الجوكر شخصية غنية للاقتباس في الأفلام، مَن لا يريد أن يحكي قصة ذاك الشخص الذي يدفعه مجتمعه إلى الجنون فيقرر أن يشعل النار في العالم من حوله؟ ولهذا السبب بدأت الشخصية رحلتها في عالم الدراما من الستينات بالمسلسل التلفزيوني "باتمان" أمًا رحلتها في السينما بدأت منذ نهاية الثمانينات ومستمرة حتى الآن.

ولتاريخ الشخصية الحافل، كان من الطبيعي أن يكون الفيلم حديث العالم عند صدوره ولأسابيع فيما بعد، حتى أن وصل مجموع إيراداته إلى بليون دولار وبهذا فهو الفيلم الأكثر ربحية من أفلام القصص المصورة.

ولكن الأمر مع فيلم "الجوكر" الصادر عام ٢٠١٩ لمخرجه "تود فيليبس" والذي يقدمه "واكين فينيكس" مختلف عن كل ما تم تقديمه من قبل، فهذه المرة يقدم الفيلم لنا الرحلة التي خاضها "آرثر فليك" ليصبح "الجوكر" رمز الثورة والفوضى في مدينته "جوثام".

خلال تلك الرحلة، تدفع الأحداث بآرثر نجو الجنون خطوة بخطوة، سواء بمضايقات في عمله أو من أصدقائه أو حتى من والدته، وحتى مشهد النهاية الذي يعتبره الكثيرين أحد المشاهد الأيقونية لشخصية الجوكر.

لكن ليصل الفيلم إلى تلك النتيجة بشكل أسرع وأكثر درامية كان أحيانًا يقدم مشاهد ومتتابعات تخلو بعض الشيء من المنطقية المطلوبة في فيلم كهذا، مثل مشهد قتله لوالدته الذي يمر مرور الكرام دون توابع.

وهو ما تسبب في قطع التواصل بينه وبين بعض المشاهدين؛ لكن على الرغم من وجود تلك الثغرات إلا أنه بشكل عام فيلم جيد ومن المهم النظر إليه داخل سياقه الاجتماعي المثير للتأمل.


 كل شيء، في كل مكان، في آن واحد 

8.2/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Everything Everywhere All at Once

تدور أحداثه حول ثلاث حبكات. أولها عن “إيفلين كوان وانغ” مهاجرة أمريكية صينية تدير مغسلاً مع زوجها. لتبدأ حينها التوترات شديدة، إذ يجري تدقيق المغسل من قبل مصلحة الضرائب الأمريكية، ويحاول وايموند تقديم أوراق طلاق إيفلين في الوقت نفسه، وقد وصل في تلك اللحظة والد إيفلين للتو من هونغ كونغ، وكانت ابنة إيفلين المثلية -جوي- تحاول إقناع والدتها بقبول صديقتها الجديدة.
تبدأ الحبكة الثانية عندما تقفز إيفلين إلى عوالم غريبة مختلفة، عوالم يكون فيها البشر لديهم نقانق بدلاً من أصابعهم، لتدخل حينها في على علاقة رومانسية مع هذا العالم وتعمل جنبًا إلى جنب مع طاهية تدعى جابو توباكي. تشعر جوبو توباكي أنه نظرًا لوجود العديد من الأكوان الشاسعة والفوضى التي لا تنتهي، لا شيء مهم حقًا وهي ببساطة ترغب في عدم وجودها.
بعد ذلك بوقت قصير تبدأ الحبكة الثالثة، عندما تعود للعالم الأصلي حيث تحسنت علاقات العائلي وحياتها وبات يُنظر إلى بيكي الآن على أنها جزء من العائلة، ويتشارك وايموند وإيفلين لحظة قصيرة ولكنها رومانسية لأول مرة منذ فترة طويلة، ويعودان إلى مبنى مصلحة الضرائب في فرصة ثانية لتقديم ضرائبهما. بينما تتحدث ديردي، ينجذب انتباه ايفلين للحظات إلى ذواتها البديلة والكون المتعدد، قبل أن تعود إلى عالمها الأصلي.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 18 سنة فما فوق.

  • إنتاج

    2022
  • إخراج

    دانيال كوان- دانيال شينرت

بطولة

ميشيل يوه،
ستيفاني هسو،
جوناثان كي كوان

فور صدور فيلم " كل شيء، في كل مكان، في آن واحد" في شهر مارس من عام ٢٠٢٢ ظل اسمه يتردد على جميع مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة، واحتفى الناس به كأحد أفضل الأفلام التي شاهدوها، وأصبح لا يمكنك الفرار من اسمه أو صور منه طالما أنك تستخدم إحدى تلك المواقع.

الفيلم لمؤلفيه ومخرجيه "دان كوان" و"دانييل شاينرت" قد نجح في حصد حوالي ١٤١ مليون دولار في شباك التذاكر، وهو رقم ضخم نظرًا لأنه فيلم مستقل وليس أحد الأفلام التجارية الضخمة ذات الميزانيات الهائلة.

عند النظر إلى النجاح الكبير غير المتوقع للفيلم، فهناك الكثير من العوامل التي ساهمت في ذلك النجاح، أولها هو تمثيل العائلات الأسيوية التي تعيش في أمريكا بشكل حقيقي دون الحاجة إلى "تمثيل" تمثيلهم أو كما قالت "ويلمور" ناقدة لصحيفة "نيويورك تايمز": "إنه فيلم عن شخصيات آسيوية أمريكية لكن دون الترويج له كفيلم آسيوي أمريكي"... وهو الأمر الذي استشعره الكثير من المشاهدين وخلق بينهم تواصل لا يتواجد في كثير من الأفلام الأمريكية.

أمًا الأسباب الأخرى كلها تتعلق بقصة وجودة الفيلم نفسه، الذي حصل على إشادات نقدية وجماهيرية. ولكن يجب القول إنّ الفيلم برغم جودته إلا إن النصف الأول منه قد عانى من تخبط شديد حتى استطاع أن يجد أرض صلبة ليرتكز عليها وأصبح الصراع المركب بين الأم والأبنة في كلا من "العالمين المتوازيين" في أفضل حالاته بجانب صراع الأم مع نفسها. هذا بجانب التجربة البصرية المذهلة للفيلم منحته مكانة مستحقة بين أفضل أفلام عامه.


 باربينهايمر

7.6/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Barbie

فيلم “باربي” يأخذنا في رحلة مثيرة ومشوقة إلى عالم باربي المشهور، حيث تعيش البطلة باربي أزمة تُجبرها على تساؤلات حول عالمها ووجودها.

تنقلب حياة باربي رأساً على عقب عندما تواجه أزمةً غامضة تهز عالمها الوردي اللامع. تصبح الشكوك تسيطر على عقلها، فهل هي مجرد دمية باربي في عالم خيالي مصمم للتسلية؟ أم أنها تمتلك هوية ووجود حقيقي خارج هذا العالم الوردي المُثالي؟

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    جريتا جيرويج

بطولة

مارجوت روبي،
ريان غوسلينغ،
إيما ماكي

التريند الأشهر على الإطلاق الآن "باربينهايمر" والموسم السينمائي الأنجح منذ أن عصفت كورونا بالإنتاج السينمائي منذ ثلاثة أعوام، والمثال الأكثر دقة في تلك القائمة على مدى قوة وتأثير "التريند" على استقبال الناس للأفلام.

"باربينهايمر" الهاشتاج الذي انتشر بشكل جنوني على مواقع التواصل الاجتماعي في بداية شهر يوليو وقبل صدور فيلمي "باربي" و"أوبينهايمر" في نفس اليوم في منتصف الشهر.

وذلك للاختلاف الجذري بين موضوعي الفيلمين، ومن خلاله قرر الجمهور مشاهدة الفيلمين في نفس اليوم، في حالة أشبه بالطقس الذي له زي معين ومواقيت محددة تم التخطيط لها بين الأصدقاء على "تويتر" و"تيك توك"، وانتشرت الكثير من "الكوميكس" حول صراع مَن سيشاهد أحد الفيلمين ومَن سيشاهد كلاهما.

ولكن إذا أخذنا خطوة إلى الوراء وقبل انتشار هذا الهاشتاج، فقبل صدور الفيلم تعاقدت شركة "وارنر براذرز" والشركة المصنعة للدمية "ماتيل" مع ماركات الأزياء والطعام والمشروبات لتقديم منتجات جديدة باللون "الوردي" مثل "بلومينغديلز"، "برجر كينج" و"ستاربكس".

وكان الاعتماد الأساسي لهم على القوة التجارية للون الوردي والتي أثبتت فعاليتها حين تهافتت عليها الفتيات وأثبتت الحملة التسويقية نجاحها الذي أشاد بها الجميع ونتج عنها كسر الفيلم لحاجز المليار دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع وبهذا تكون المخرجة "جريتا جيرويج" قد حطمت الرقم القياسي، للمخرجات السينمائيات اللاتي حقّقت أفلامهن أعلى الأرباح.

بجانب ذلك، فإن أحد أهم أسباب انتشار تريند "باربي" هو التاريخ المثير للجدل للدمية التي كانت يومًا ما هي المعيار الوحيد للجمال حيث الجسد النحيف والشعر الأصفر، وهو ما تغير بشكل كبير مع صعود الحركة النسوية وأصبح يوجد من تلك الدمية مختلف الأشكال بمختلف المجالات.

وهذا الأخير هو سبب إشكالية الفيلم واختلاف الآراء عليه بعد صدوره. فقد روجت "جيرويج" للفيلم قائلة: "بالتأكيد باربي فيلم نسوي" إلا أنّ، وللمفارقة، الفيلم يتعامل مع النسوية بشكل سطحي للغاية.

بالرغم من الإيرادات العملاقة والتهافت عليه في صالات السينما، إلا أن الفيلم يتناول موضوعه بشكل ساذج إلى حد كبير، النصف الأول من الفيلم يطرح المشكلة التي تواجهها باربي ولماذا عليها أن تذهب إلى "العالم الحقيقي" وهو النصف المتماسك من الفيلم.

أمًا النصف الثاني فتملؤه العبثية والخطابات المطولة التي لا تخلو من الكلمات الكبيرة المعقدة في محاولة فاشلة لمنح الأمر ثقلًا غير الحقيقي. بالإضافة إلى أن "جيرويج" لا تقول أي شيء جديد مع "باربي"، فإذا شاهدت "نساء صغيرات" على سبيل المثال لن يفوتك شيء مما قدمته في "باربي" سوى الأزياء والديكورات والرقصات الاستعراضية والقليل من الكوميديا.

على الجانب الآخر من الهاشتاج يأتي فيلم السيرة الذاتية "أوبينهايمر" أحدث أفلام المخرج البريطاني "نولان" والذي دخل بدون قصد من صناعه في تريند "باربينهايمر" وهو الأمر الذي ساعده في شباك التذاكر، لا أقول أنّ الفيلم كان في حاجة لهذا التريند فإن اسم نولان وحده يُعد دعاية كافية، إلا أنه بمساعدته، تخطى الرقم المُتوقع له وتخطت إيراداته ال ٧٠٠ مليون دولار عالميًا حتى الآن.

8.8/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Oppenheimer

يحكي الفيلم قصة جوليوس روبرت أوبنهايمر العالم الفذّ الذي ينسب إليه اختراع القنبلة الذرية، يتناول الفيلم حياة أوبنهايمر عبر ثلاث مراحل حياتية، قبل اختراع القنبلة وفترة اختراعها والفترة الزمنية التي تلي تفجير القنبلة فوق اليابان.

وبما أننا نتحدث عن فيلم من إخراج وتأليف كريستوفر نولان، فيمكنك توقع السرد الغير خطي دون أدنى شك، يعني السرد الغير خطي أو المتقطع أن القصة تدور بشكل معقد لا يعرف بداية ولا نهاية تقاطع فيه الأحداث باستمرار مع الأحلام والذكريات والهلاوس.

إنه أسلوب نولان المفضل والذي ميّزه عن أي مخرج آخر في عصره، لقد قدّم نولان سرداً معقداً متشابكاً لقصة أوبنهايمر، القصة ليست بداية وسطاً ونهاية بل هي مزيج مربك من الأحلام والخيال، الواقع والحقيقة، الماضي والحاضر والمستقبل، لكن البطل الحقيقي الدائم كان وجه أوبنهايمر المعذّب. 

إن السرد معقد، يسير في دوائر ويقفز ذهاباً وإياباً، ويمكن أن يشعرك بقليل من الدوار في الحقيقة، خاصة أن هناك الكثير من المحطات الزمنية التي سيتوجب عليك أن تبحث عنها بنفسك هذا ليس فيلماً وثائقياً، إنه تحفة نفسية سردية.

تتعقب القصة أوبنهايمرعبر عقود بدءاً من عشرينيات القرن الماضي كشخص بالغ، ويستمر حتى أصبح شعره رمادياً.

يتطرق الفيلم كذلك إلى حياته الشخصية والمهنية، بما في ذلك عمله في القنبلة وحياته الشخصية كرجل طائش خائن لزوجته، وخلافه مع ستراوس والصراع النفسي العاطفي الذي عانى منه، لقد رصد الفيلم أهم محطات حياة أوبنهايمر وقدمها عبر جدولين زمنيين.

لا تستغرب فنحن نتحدث عن سيد التلاعب بالزمن كريستوفر نولان، لقد تناوبت الأحداث يين مشاهد ملونة وأخرى كانت بالأبيض والأسود، اللون لا يمثل الماضي والحاضر لو توقعت ذلك، إنه يمثل وجهة النظر التي تروي الأحداث التي انقسمت قسمين، الأول حمل اسم الانشطار وتم تصويره بالألوان وهو تمثيل لنظرة أوبنهايمر الكاميرا لا تترك جانبه أبداً وكل التركيز كان عليه مما يشعرك بالحميمة معه.

أمًا المنظور الثاني فقد حمل اسم الانصهار، إنه أكثر استقامة في السرد وقد تم تصويره بالأبيض والأسود، ويتبع لويس شتراوس رئيس لجنة الطاقة الذرية وخصم أوبنهايمر، يتداخل المنظوران معاً وتنتقل الأحداث بينهما بشكل مستمر، يصعب حقاً حكاية قصة الفيلم إنه مزيج رائع -رغم تشوشه- من التاريخ والدراما والسياسة والكثير من الصراعات النفسية والحوارات الخيالية.

القصة لا تتطور تدريجياً، إذ أن نولان يرمي بك فجأة في دوامة حياة أوبنهايمر بمشاهد حية له خلال فترات مختلفة، في تعاقب سريع لا تكاد تستطيع التقاط أنفاسك معه، يمكن تشبيه الأحداث بالدومينو كل قرار اتُخذ أدى إلى سلسلة طويلة من الأحداث الأخرى، حتى أنك لا تعرف معها كيف بدأ الأمر بالضبط.

لو كنت تتوقع فيلماً عن القنبلة الذرية ومشاهد حربية وتفجيرات وشرحاً مفصلاً يبرر إلقاء القنبلة، فأنت ستدخل الفيلم الخطأ، هذا الفيلم لا يهتم بالقنبلة بقدر ما يهتم بأبيها الروحي، لقد قدم الفيلم في أكثر من ثلاثة ساعات حكاية الصراع النفسي الذي عاشه روبرت أوبنهايمر والذنب الذي تآكله بعدما رأى ما فعله اختراعه، والهواجس التي عاشها طويلاً وطرح سؤالاً وجودياً لا يزال دون إجابة حتى يومنا هذا، هل كان إلقاء القنبلة ضرورياً حقا؟ لكنه كأي فيلم عظيم لا يقدم الإجابة، الإجابة عندك أنت. 

تناوب الفيلم في أحداثه بين شباب أوبنهايمر ومراحل صناعة القنبلة وانفجارها والمرحلة الأهم محاكمة أوبنهايمر التي تم فيها سحب ترخيصه الأمني وتخوينه.

إنها حكاية بروميثيوس الذي ضحى بنفسه كي يهدي البشرية نيران الآلهة فأخذوها كي يحيلوا الأرض جحيماً، أعاد كريستوفر نولان وكيليان ميرفي أوبنهايمر إلى الحياة، وحكيا سيرة حياته المذهلة في فيلم من المرجح أن يترشح إلى الأوسكار عن عدة فئات، إنه فيلم سيصعب حقاً أن يتكرر.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    كريستوفر نولان

بطولة

كيليان ميرفي،
روبرت داوني جونيور،
مات ديمون،
إيميلي بلانت

وعلى الرغم من أنّ الرقم أقل بكثير من الرقم الذي حصل عليه فيلم "باربي" إلا إنه عند المقارنة، التي فرضت نفسها بشكل حتمي، فإن "أوبينهايمر" فيلم متماسك أكثر بكثير منه، والطريقة التي اختار نولان سرد الفيلم بها عن طريق خطين زمنيين كلا منهما يتبنى وجهة نظر مختلفة زادت من غموض الفيلم وأنقذته من الوقوع في فخ الملل والرتابة.

ذو صلة

لم يكن السرد هو الشيء الوحيد الجيد بالفيلم، فمن المستحيل الحديث عن "أوبينهايمر" دون ذكر شريط الصوت الذي يُعد أهم أسباب نجاح الفيلم، فكل ما تراه عيناك على الشاشة، تلتقط أذنيك كل المشاعر المصاحبة له.. وهو ما جعل من تجربة المشاهدة حدثًا جليلًا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة