مللت العالم الواقعي؟ غادر إذاً إلى عوالم أُخرى مع قائمة أجمل أفلام الخيال والفانتازيا

هل ضقت ذرعًا من هذا العالم الواقعي بأمراضه وحجره الصحي والتهديدات اليومية؟ في الحقيقة لست وحدك فالملايين حول العالم يشعرون بذلك أيضًا ويهربون إلى أحضان الفن والسينما والمسلسلات، وهنا نأخذك في رحلة ممتعة من أجمل أفلام الخيال والفانتازيا.

“دون حرق للأحداث”! سنتكلّم في هذا المقال عن عدّة أفلامٍ تجري أحداثها في عوالم فانتازيا خرافيّة أو في عوالم غريبة وغير مألوفة، نرحلُ معها بعيداً عن الواقع في تجارب فريدة ومميّزة.

لعشاق بوليوود … أفلام فانتازيا هندية ربما لم تشاهدها من قبل

بانتظار عودة ابنته من العالم الحقيقيّ، يقوم أحد ملوك العالم السُفلي ببناء متاهة تصل العالم الخياليّ بشخصيّاته الغريبة والمخيفة مع العالم الواقعيّ في إسبانيا في ظلّ حكم الديكتاتوريّة الفاشية، من هنا تبدأ قصة الفيلم الذي يصوّر وحشيّة السلطة ودمويتها بعينيّ طفلة تأخذنا معها إلى عالمها المليء بالجنيّات والوحوش الخرافيّة.

يتميّز هذا الفيلم عن باقي أفلام الرعب والغموض بعمق شخصيّاته والدلالات السياسيّة والدينيّة التي يحتويها، وبقصّته الإنسانيّة التي تصوّر انعكاس العنف والخوف على خيالات الأطفال وعوالمهم المثيرة للدهشة، وهو من كتابة وإخراج المكسيكيّ “جييرمو ديل تورو” الذي اعتبره النُقّاد من أوسع المخرجين خيالاً وأكثرهم ذكاءً في بناء عوالم الفانتازيا.

وقد اشتهر الفيلم بالمؤثرات التصويريّة الـ“CGI”والمكياج والديكورات الجذابة والمتقنة، إضافة إلى موسيقاه التصويريّة التي ألهمت مؤلفي موسيقا أفلام الرعب حول العالم وأضفت طابع الغموض والشاعريّة للفيلم، ما يجعله رحلة متكاملة إلى عالم ساحر وخاطف للأنفاس.

إن كنت من المهتمين بتاريخ الحضارات القديمة والعادات القبليّة من الوشوم والأقراط الغريبة إلى الأضحيات البشريّة والمعابد الوثنيّة وخطر الحيوانات المفترسة، فعليك حتماً مشاهدة هذا الفيلم!

تقع أحداث الفيلم في أمريكا الوسطى في فترة تدهور حضارة المايا، وهو من إخراج الممثل وصانع الأفلام الأمريكيّ “ميل غيبسون” الذي أراد على حدّ تعبيره “تصوير مغامرة إنسانيّة بأبطال من لحم ودم عوضاً عن الآلات، وتغيير الأسلوب المتّبع في أفلام المغامرة والحركة، الذي تتغلب فيه مؤثرات الصورة وتقنيات الذكاء الصنعي على جودة القصّة وعمق الشخصيات”.

حيث استعان “غيبسون” بخبراء مختصّين بتاريخ حضارة المايا أثناء كتابة نصّ الفيلم الذي استوحت معظم شخصيّاته من الأساطير والكتب التاريخيّة وتمّ تصويره بلغة المايا اليوكاتيّة، كما عرض مشاهداً حقيقيّة لحيوانات مثل التابير والنمر الأسود.

ورغم احتواء الفيلم على الكثير من مشاهد العنف والدماء التي تصوّر همجيّة القبائل البدائيّة إلّا أنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على عظمة حضارة كانت الأولى من نوعها في مجالات الطب والعلوم والفلك وغيرها، قبل وصول المستكشفين الإسبان وانهيارها الأخير.

عندما تجلس الشخصيات في هذا الفيلم لتتناول الطعام سيمكنك الجلوس معها حول المأدبة، عندما تستقلّ القطار ستستقلّه معها مُستسلماً إلى الموسيقا محدّقاً بالمناظر التي تراها عبر النافذة، حتى عندما تطير هذه الكائنات بأجنحتها الخرافيّة ستطير معها! هي ساعتان وخمس دقائق من المتعة الخالصة، فيلم “أنمي” تسبر معه أغوار الخيال والغرائبيّة إلى أبعد حدّ.

يروي الفيلم قصة “كيهيرو” الفتاة ذات العشر سنوات التي تجد نفسها في عالم الأرواح المستوحى من الفلكلور اليابانيّ الشعبيّ والتحدّيات التي تقابلها في محاولتها العودة إلى العالم الحقيقي، وهو من تأليف وإخراج ورسوم صانع الأفلام الياباني “هاياو ميازاكي” الذي عُرفت أفلامه بتفاصيلها المُتقنة والسّاحرة، ولقّبه النُقّاد بـ”أب الأنمي”.

الفيلم من إنتاج استوديو غيبلي اليابانيّ، وقد تصدّر قائمة الأفلام الأعلى ربحاً في اليابان كما صنّفته صحيفة “نيويورك تايمز” كثاني أفضل فيلم في القرن الواحد والعشرين، وحاز على جوائز عديدة منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحرّكة عام 2003 والتي رفض “ميازاكي” استلامها بسبب موقفه الرافض للغزو الأمريكي للعراق في وقتها.

الجزء الأخير من سلسلة «Star Wars» الجديدة.. رائدة فانتازيا الخيال العلمي عبر التاريخ

تتقاطع عدّة حكايا من أزمان وأماكن مختلفة لتروي لنا قصّة متكاملة، فمن الواقع إلى الخيال ومن الماضي إلى الحاضر يصل الفيلم بين مصائر الشخصيات طارحاً تساؤلات جدليّة عن جدوى الأفعال الفرديّة والأثر الذي تتركه في مسيرة الحضارة الإنسانيّة والوعي البشري.

يُعدّ هذا الفيلم من أفلام الدراما والخيال العلميّ إلّا أنّ تشابك قصصه وشخصيّاته يقدّم أكثر من ذلك بكثير، فهو من الأفلام التي يمكن لها أن تُضحكك وتُبكيك، تخطف أنفاسك في مطارداتٍ شاحنة وتأخذك في قصص حُبّ شاعريّة، جامعاً بين التراجيديا والكوميديا والخيال العلمي يحاول الفيلم إيصال رسالته: “حياة الإنسان ليست ملكه وحده، إنّما هو مرتبطٌ مع الآخرين”.

الفيلم مستوحى من رواية بنفس الاسم للكاتب الإنكليزيّ “ديفيد ميتشل”، وهو ثمرة تعاون بين ثلاثة مخرجين هم الأمريكيتان “ليلي” و”لانا واتشوسكي” والألماني “توم تايكور” ومن بطولة عدد من الممثلين من مختلف الجنسيّات.

تجتمع طفلة بعمر الخمس سنوات مع شاب يائس بميول انتحاريّة ليشتركا في تأليف قصّة مثيرة عن الحياة والحبّ والألم، بشخصياتٍ تجمع بين العمق والبساطة العذبة تدفعك للضحك والبكاء معاً؛ متابعاً سير الأحداث في عالمين واقعيّ وخيالي يؤثّر كل منهما على الآخر ويساهم في تشكيل أحداثه بأسلوب مرهف وساحر.

تساهم تفاصيل هذا الفيلم من الأزياء المبتكرة والمكياج المُتقن ومواقع التصوير الغريبة في جعله يبدو كحلم جميل يساعدنا على تصديقه أداء الممثلين العفوي والسينماتوغرافيا الجذابة منذ اللحظات الأولى، وهو من إخراج الهنديّ “ترسيم ساين” الذي شارك أيضاً في كتابته.

هو فيلم يستحقّ المشاهدة، نسمع قصّته بصوت شخص بالغ ونراها بعينيّ طفلة، ما يجعلنا نتسائل هل يكون الراوي أم المُستمع صاحبها الحقيقيّ؟

قد يكون هذا الفيلم المثاليّ لهذه الفترة، فالبلدة التي يعيش فيها البطل مُحاطةٌ بسورٍ سحريّ يُمنع على أحدٍ تجاوزه!

بين ساحرات الغابة الشريرات، والقراصنة غريبيّ الأطوار والنجوم المتساقطة من السماء تدور أحداث هذه القصّة؛ التي تختلف عن قصص الفانتازيا المشابهة بكونها تحمل طابعاً من الجدّية وتجمع بين الرومانسيّة وخفة الدم والمغامرة على حدّ سواء، كما أنّها تصلح للكبار والصغار كما صرّح مخرج الفيلم “ماثيو فون” بقوله: “مللت من مشاهدة أفلام يحبّها أطفالي بينما أكرهها وأردت أن أصنع للبالغين فيلماً للأطفال، وللأطفال فيلماً للبالغين”.

الفيلم من بطولة عدد من نجوم السينما مثل روبرت دي نيرو وميشيل فايفر، وهو مستوحى من رواية بنفس الاسم للكاتب الإنكليزيّ “نيل غيمان”، إلّا أنّ “فون” أحدث تغييرات كبيرة على القصّة أثناء صناعة فيلمه الأمر الذي لاقى استحسان النُقّاد الذين اعتبروا أن الفيلم تفوّق على الرواية الأصليّة.