لوحات فريدا تحكى قبل أن ترسم في فيلم Frida
5 د
آلام وليست أحلام، هكذا شبهت فريدا لوحاتها وهذا بالظبط ما قدمته المخرجة “جوليا تيمور” والممثلة الجميلة “سلمى حايك” في فيلم Frida (فريدا).
فريدا، تلك الفنانة التي واجهت آلامها ومعاناتها بالألوان والفراشات، هي رسامة مكسيكية ولدت في ٦ يوليو ١٩٠٧ في إحدى حواري المكسيك وسط والدها الفنان المهاجر الألماني اليهودي ووالدتها التي من أصل مكسيكي.
أُصيبت بشلل أطفال في السادسة من عُمرها وتعرضت لحادث كبير عام ١٩٢٥ ولهذا السبب كل لوحات فريدا تُحاكي واقعها المؤلم فهي تعد من الرسامين السرياليين رغم رفضها لتلك الكلمة، تزوجت من الفنان الشيوعي دييجو ريفيرا عام ١٩٢٩ وتوفيت في ١٣ يوليو ١٩٥٤.
فيلم Frida
كيف حكت جوليا تيمور لوحات فريدا؟
تعمدت جوليا أن تجعل مشهد الافتتاحية نفس مشهد الختام وكأن فريدا في الطريق لمعرضها تتذكر قصة حياتها رغم عدم وجود راوي، فتشعر أنك بداخل قلب فريدا المريضة، تتألم معها وتفرح لها لأنها أخيرًا وبعد معاناة تتخلص من تلك الحياة المؤلمة.
عاشت فريدا مع والدها الفنان المختلف ووالدتها ربة المنزل التقليدية وأختها، حينها كانت تدرس فريدا وتحيا حياة جيدة إلى أن حدث لها حادث في طريقها للعودة إلى المنزل عام ١٩٢٥ أدى إلى وجودها في فراش لعام، كان يوجد أعلى الفراش مرآة كبيرة فمن هنا بدأت حياة فريدا الفنية فكانت ترسم الوجه التي تراه كل يوم -وجهها-.
لم تكتفِ جوليا بأن تظهر تلك القصة في فيلمها بل قدمت خطوات فريدا الصغيرة في بداية الرسم بعد أن عادت من المستشفى، رسمت فريدا قدمها ثم قامت برسم فراشة صغيرة على الجبيرة التي التف جسدها بها كي لا تبكي أمام حبيبها الذي يهجرها في مشهد يجعلك تؤمن بقوة الرسم مرة وقوة فريدا مرات.
في تلك الفترة ولمدة عام رسمت فريدا كثير من الـ self portraits وفور وقوفها على قدميها -رغم تأكيد الدكاترة استحالة وقوفها- قررت أن تبيع لوحاتها فلاجئت لدييجو ريفيرا الفنان الذي يوجد في مدرستها لتأخد رأيه وتركت له إحدى لوحاتها الأولى وهي:
في عام ١٩٣٢ حملت فريدا ولضعف جسدها بسبب الحادثة وشلل الأطفال اجهضت وترك هذا الإجهاض أثرًا في فريدا لسنوات فحينها رسمت إحدى أشهر لوحاتها “Henry Ford Hospital 1932”.
والتي تحمل ألم لا تحتمله عين ولا يحتمله عقل وقد أظهر الفيلم جزءًا صغيرًا من تلك المعاناة ولكنه كان أكثر من كافٍ ليشرح ما شعرت به فريدا.
في عام ١٩٣٤ تعرضت فريدا للإجهاض مرة آخرى وللخيانة عدة مرات من زوجها وأيضًا إلى الحنين إلى عائلتها مما جعلها تفقد عقلها في لوحات جميلة والذي جعل جوليا تفقد عقلها في عدة دقائق من الفيلم تضع فيهم لوحات فريدا على شكل هلاوس جميلة وهي What The Water Give Me 1931.
تلك اللوحة التي شرحتها فريدا لطليقة دييجو قائلة “زوج طعن زوجته ٢٠ طعنة فحين سأله القاضي عن السبب قال إنها مجرد قرصات صغيرة”.
واتبعت تلك اللوحة لوحات أكثر فجيعة مثل My Grandparents, My Parents and Me 1936.
لوحة Memory of the Heart 1937 وفي وسط معاناة فريدا مع دييجوا عام ١٩٣٨ انتحرت صديقة فريدا، حينها لم تكن فريدا بجواراها وحين طُلب منها رسم صديقتها رسمتها وهي تنتحر من البرج وجثتها هامدة مليئة بالدماء على الأرض.
في عام ١٩٣٩ قام ديجو بخيانة فريدا مع أختها الصغرى وتلك كانت من أكبر الصدمات في حياتها فقالت فريدا: “تعرضت لحادثتين في حياتي الأولى حادثة الباص والآخرى ديجو، ديجو كان الحادثة الأسوأ”.
ولكن رغم انهيار فريدا نفسيًا فتلك المرحلة كانت من مراحل ازدهارها فنيًا فقامت برسم لوحات تحاكي شعورها غير المستقر وهي:
واحدة من أهم لوحات فريدا وأكثرها انتشارًا، قامت برسمها فريدا وقت طلاقها وهي في باريس وحيدة فرسمت نفسها بقلب سليم تمسك يدها وهي بقلب محطم.
والأكثر ألمًا هي self-portrait with cropped hair 1940
حيث رسمت فريدا نفسها في البدلة التي ظهرت بها في صورة زفاف أختها وقد قصت شعرها، في اللوحة فريدا تجلس على كرسي تلبس بدلة وحولها شعرها المقطع وقد عرضت جوليا تلك اللوحة بشكل جميل حيث وضعت فريدا على الكرسي وهي تقص شعرها ثم جعلتها تخرج من نفسها تنظر في مرآة وترى اللوحة في إحدى الكدرات الجميلة.
رجعت فريدا إلى ريفيرا عام ١٩٤٠ حين كانت تعاني من الغرغرينة وقطعت أصابع قدمها. ظلت تعاني من المرض والشلل الذي أدى إلى قيامها باكثر من ١٩ عملية جراحية منهم واحدة قطعت فيها قدمها.
“لماذا أحتاج قدمين وأنا أمتلك جناحات لأطير بها” -فريدا
أدى كل ذلك إلى هلوستها وكرهها لجسدها وعبرت عن ذلك في لوحاتها.
ظلت فريدا تحتضر لأربعة أعوام وفي تلك الفترة لم تستطع أن ترسم سوى الفواكه في كتابها الصغير على السرير.
حضرت فريدا معرض أحلامها في دولتها المكسيك على سريرها وهنا ترجع جوليا تيمور المخرجة إلى ذلك المشهد الذي وضعته في الافتتاحية.
تجعلك تذهب مع فريدا المعرض وتسمع كلمات ريفيرا التي تكون بمثابة عزاء على خيانته له.
“أعمالها لاذعة وناعمة، قوية كالحديد ورقيقة كجناح فراشة، محبوبة كالابتسام وقاسية كمرارة الحياة” – دييجو ريفيرا
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.