أفضل أفلام هيث ليدجر: الفارس الأسود الذي طغت شهرته على “باتمان” نفسه

هيث ليدجر.. هو تارة الشرير الذي استطاع أن يُخيفنا بحق، والذي أحببناه في نفس الوقت، وتارة هو الفتي الوسيم ذو الكبرياء، والتي كرهت حبيبته فيه أنّها لا تكرهه أبدًا، وتارة هو البريء المُطارد من الشرطة، كروبن هوود ولكنه استرالي هذه المرة، إنّه هيث ليدجر الذي ترك لنا إرثًا قيّمًا لنشاهده، وهو الذي رحل عن العالم في أوج مجده بينما كان عمره 28 عامًا فقط، والذي وصل إليه على مدي 11 سنة من الإتقان. في هذا المقال سنعرض أفضل 10 أفلام للقدير الراحل هيث ليدجر.

لا يخفى على الجميع أنّ شهرة هيث ليدجر الحقيقية جاءت بعد وفاته الصادمة، والتي لم تمهله الفرصة كي يرى حصاد مجهوده في تحفته الفنية وإبداعه الخالص في شخصية الجوكر في فيلم الفارس الأسود عام 2008، والذي نال عنه جائزة الأوسكار لأحسن ممثل في دور مساعد بعد وفاته. ذلك الممثل الذي يملك أدوات مهنته ببراعة، واستطاع أنّ يجسد مُختلف الأدوار بنفس العفوية، وهو الذي كان يُضيف للدور من تلقاء نفسه، ويُعطي بُعدًا واقعيًا للشخصيات والأحداث. دعونا نتعرف على أفضل أفلامه التي قدّمها في تاريخه الفنّي القصير.

كان أحد الأدوار اللافتة للنظر في مسيرة هيث ليدجر الفنية، دور سوني في فيلم Monster’s Ball أو كرة الوحش في عام 2001، مع العظيمين بوب ثورنتون الذي يقوم بدور والد سوني، وهالي بيري التي حصلت على جائزة الأوسكار عن دورها في هذا الفيلم. في الفيلم نرى كيف يُعاني سوني من قسوة والده حارس السجن السكير، والذي يُعامله معاملة سيئة، وكيف ألحق سوني الأذى بنفسه نتيجة لذلك.

يُقال أنّ دور سوني تمت كتابته خصيصًا حتى نكره شخصية ثورنتون منذ البداية، وهو دورٌ صغير بالفعل لكنه درامي ومؤثر، وجعل المشاهدون يتعاطفون مع سوني، ذلك الفتى سيء الحظ الذي وُلد لأب شرير وقاسي مثل ثورنتون.

______________________________________________________________________________________________

في هذا الفيلم نرى من هيث ليدجر جانبًا آخر لم نراه من قبل، فيُمثل في فيلم حكاية فارس عام 2001 شخصية ويليام ثاتشر، الفتى المُتمرد الذي يحاول الحصول على لقب فارس، ويُغامر بخوض المبارزات مع فرسان حقيقين حتى يتغلب عليهم، وفي أثناء ذلك يجد نفسه واقعًا في الحب بدون أي ترتيب لذلك.

ظهر هيث ليدجر في هذا الفيلم في دورٍ يليق بفارس حقيقي، فرأيناه شجاعًا، واثقًا، عنيدًا، ساخرًا، وذو ابتسامة ساحرة. أشاد النّقاد بدوره في الفيلم، ورأوا فيه كل مواصفات بطل شباك التذاكر والذي هو في نفس الوقت مُمثل بارع وفريد من نوعه.

____________________________________________________________________________________________________________

عن قصة حقيقية لفيلم وثائقي، يدور هذا الفيلم عن محترفي لعبة الـ Skateboard أو المُنزلقون على ألواح التزلج في جنوب كاليفورنيا في فترة السبعينات، المكونين من ثلاثة أشخاص وصاحبهم سكيب (هيث ليدجر) الذي صنع لهم هذه الألواح في البداية وهو من شكّل هذا الفريق، ليكونوا من أوائل البارزين في هذه الرياضة الغير مألوفة. أحد الأفكار الهامة التي يطرحها الفيلم هي قيمة الصداقة، وتأثير الشهرة والمال على علاقة الأصدقاء ببعضهم.

رغم أنّ دوره كان محدودًا، وأنّ تركيز الفيلم كله كان على أعضاء الفرقة الثلاث بينما هم ينزلقون بمهارة على أي شيء يرونه أمامهم تقريبًا، إلّا أنّ هيث ليدجر وضع بصمته الخاصة على شخصية سكيب، أضاف لها من رؤيته، واستطاع أن يُملك زمام أمرها، فظهر ذلك في أدائه الصادق لشخصية بمثل ذلك الشغف، والسعي للنجاح، حتى أنّ مظهره الخارجي تبدل بصورة قد لا تعرفه فيها.

____________________________________________________________________________________________________________

سكون من العسير أن نصدق أنّ فيلم (10 أشياء أكرهها بشأنك) الصادر عام 1999 هو الفيلم الثالث فقط في مسيرة هيث ليدجر الفنّية، وذلك للأداء الجذّاب الذي أداه ليدجر لدور (الباد بوي) أو الفتى السيء، بشكل لا يجعل من يشاهده يكرهه أبدًا. في هذا الفيلم الرومانسي الموجه بصفة أكثر للمراهقين والذي صار أيقونة من أيقونات التسعينات، نرى كايت (جوليا ستايلز) الفتاة الجادة المتحفظة، التي يحاول باتريك (هيث ليدجر) أن يكسب قلبها ليستطيع مواعدتها، حتى تتمكن أختها الصغرى من مواعدة شاب آخر في نفس المدرسة وفقًا لتعليمات والدهما الرافض لفكرة المواعدة خوفًا على بناته، لهذا اشترط على الفتاتين هذا الشرط الذي كان يبدو مستحيلًا.

يُمكننا التنبوء بأحداث الفيلم بسهولة لبساطة فكرته، فنعرف أنّ كيت ستقع في غرام باتريك الذي كان يخدعها، والذي سيحبها بدوره. شاهد هذا الأداء الساحر لهيث ليدجر وهو يُغني can’t take my eyes off you

بقى أن نعرف أن قصة الفيلم مستوحاة من مسرحية ترويض الشرسة لشكسبير.

____________________________________________________________________________________________________________

هذا الفيلم الأسترالي لم يحظ بشهرة واسعة على الرغم من أداء هيث ليدجر المُتمكن فيه من شخصية الشاعر المُدمن والعاشق. عنوان الفيلم بمعنى (كاندي) أوحلوى يرمز لشيئين، كاندي اسم صديقة (هيث ليدجر)، وهي الممثلة التي وقع بغرامها، وكاندي هي قطعة الهيروين الحبيبة لدى دان (هيث ليدجر). الفيلم من انتاج عام 2006، وشاركته البطولة النجمة الأسترالية آبي كورنيش.

الفيلم يروي معاناة دان وكاندي اللذان أدمنا معًا، وحاولا الإقلاع معًا، ولكنهما لا يعرفان طريق الخلاص من هذا المُخدر اللعين. برع هيث ليدجر في دوره وهو يحاول أن يُخفي إدمانه في البداية، وبعدها بينما يحاول أن يُقلع. ذكر النّقاد أنّ ملامحه في هذا الفيلم كانت تنطق بكل شيء يشعر به بدون أن يقوله، وأنّ أدائه لهذه الشخصية كان مُبهرًا، لدرجة أن بعضهم ألمح أنّ ربما لهيث ليدجر تجربة مشابهة لما مرّ به في الفيلم، جعلت انفعالاته كلها حقيقية بهذا الشكل الذي ظهر به.

____________________________________________________________________________________________________________

في فيلمٍ حصد الكثير من الجوائز، منها ثلاثة جوائز أوسكار، وترشيح لخمسة آخرين من بينهم جائزة أحسن ممثل في دور رئيسي عام 2005 لهيث ليدجر، كان لابد أن يكون فيلم جبل بروكباك علامة مهمة في تاريخه القصير. الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة بنفس الاسم صدرت عام 1997 للكاتبة آني برولكس. ويتناول الفيلم قصة حب مثلية الجنس بين اثنان من رعاة البقر في فترة الستينيات، وكيف كانا حريصان على إخفاء هذه العلاقة، وكيف اضطُرا إلى مواجهة زوجاتهما والمجتمع ككل بعدها.

الفيلم يحمل اسماءًا كبيرة، فصديق هيث ليدجر في الفيلم والذي رُشح لأوسكار أحسن ممثل مساعد هو جيك جالنهيل، بينما شاركتهما البطولة  النجمتان ميشيل ويليامز وآن هاثاوي. وأخرج الفيلم المخرج التايواني الذي أخرج أفلامًا رائعة مثل The Life of Pi آنج لي.

__________________________________________________________________________________________________________

هذا الفيلم يُعد واحدًا من أغرب الأفلام على الإطلاق، وهو قصة وإخراج تيري جيليام الذي صنع الفيلم غريبًا كحُلم. وهو آخر أفلام هيث ليدجر، ومات تقريبًا في منتصف الفيلم قبل عرض الفيلم بعام كامل ، ولكن جيليام حلّ هذا الأمر بطريقة فريدة من نوعها زادت من غرابة الفيلم أكثر، وهي أنّه أحضر ثلاثة ممثلين كبار ليقوموا بمشاهده المتبقية فيه، وهم: جوني ديب، جاد لو، وكولين فاريل.

تدور قصة الفيلم حول مسرح منوعات متنقل، عقد صاحبه رهانًا مع الشيطان، وفيه يقوم بإمتاع المشاهدين بطريقة غير مألوفة من خلال مرآة سحرية، ويقوم بتخييرهم ما بين نعيم الجهل، وعذاب المعرفة.

برع هيث ليدجر في دوره القصير في الفيلم، والمُختلف عن كل ما قدّمه قبلًا، ونجح الفيلم نجاحًا معقولًا عند صدوره عام 2009، وإن كان قطاع كبير من الناس لم يفهموه كُليًا.

____________________________________________________________________________________________________________

في عام 2005 قدّم هيث ليدجر فيلمًا مُهمًّا شاركه فيه البطولة النجم مات ديمون، يحكي قصة الأخوان جريم الألمانيّان اللذان عاشا في القرن التاسع عشر، وقاما بتجميع تراث عدد كبير من القصص الشعبية الألمانية وضمّها في مُجلّد واحد يحوي قصص شهيرة جدًا انتشرت في العالم كله، مثل قصص سندريلا، وبياض الثلج أو سنووايت، وليلى ذات الرداء الأحمر والذئب، وغيرها من الأعمال التم تم تنقيحها فيما بعد لتكون مُناسبة للأطفال.

الفيلم عرض قصة الأخوان جريم ولكن بشكل فانتازي ساخر، وهو ما لم يُعجب النّقاد اللذين توقعوا قصة واقعية أكثر، الفيلم من إخراج تيري جليام المخرج صاحب الأفلام العجيبة، وشاركتهم البطولة نجمة إيطاليا الحسناء مونيكا بيلوتشي.

____________________________________________________________________________________________________________

جسّد هيث ليدجر في هذا الفيلم عام 2007 شخصية المُلحن الأمريكي وكاتب الأغاني والمُطرب أيضًا، بوب ديلان، وهو الذي اشتهر شهرة واسعة في الستينّات. ويعرض الفيلم تصور مختلف لسيرته الذاتية، حيث تم تجسيده في أكثر من شخصية وبأكثر من صورة، فنجد مثلًا كريستيان بيل، وكيت بلانشيت، وبين ويشو، بالإضافة إلى هيث ليدجر طبعًا وشخصيتان آخرتان، كلهم جميعًا يؤدون شخصية بوب ديلان في مراحل عمرية، وتجارب ذاتية مختلفة.

لعب هيث ليدجر دور بوبي وهو يقوم بدور ديلان في مرحلة مؤلمة من حياته ومليئة بالغضب والحزن معًا، وهي انفصاله عن زوجته سارة في منتصف السبعينات. وبالرغم من أنّه وصل لآفاقًا عالية جدًا في مجال الفنّ الغنائي الشامل وقتها، إلا إنّه فقد العاطفة الصادقة، والدفء العائلي الذي كان ينعم بهما من قبل.

____________________________________________________________________________________________________________

في الفارس الأسود وهو فيلم من أفلام السوبر هيروز، وتحديدًا الرجل الوطواط أو بات مان، لم يكن بات مان الذي يقف في جانب الخير هو البطل، بل كان الجوكر الشرير وصاحب الكاريزما العالية هو بطل الفيلم بحق. آمن كريستوفر نولان مخرج الفيلم بهيث ليدجر في هذا الفيلم رغم اعتراض الكثيرين، رأى امكانياته التي لم تُكتشف بعد، وعرف أنّ بداخله طاقة رهيبة تبحث عن مخرج لها، فأهداه شخصية الجوكر التي اختلفت كثيرًا عن الجوكر الذي قدموه فنّانين كُثر.،فهو أكثر واقعية ويبدو كرجل حقيقي، مُخيف طبعًا لكنه حقيقي ،شديد الذكاء وشديد القسوة.

ترك نولان لهيث ليدجر شخصية الجوكر ليلعب بها كما يُريد، فظهر  بلكنة غريبة، وبنبرة صوت مختلفة، هادئة وقاتلة، وحركة لاإرادية تصدر من فمه تُزيده توحشًا وتُزيدنا رعبًا، ذلك الساخر، اللامبالي، نراه كالوحش المجنون يُمكنه أن يفعل أي شيء.

حسنًا فعل هيث ليدجر بهذا الأداء العظيم، كان طريقًا قصيرًا ذلك الذي خاضه، ولكنه كان مُشرّفًا، وختامه مسكٌ كما يقولون.