هل يحقق مسلسل كوفيد 25 ما فشلت مسلسلات رمضان 2021 في تحقيقه هذا العام؟

بعد انقضاء أول أسبوع من رمضان، استوعب الجمهور كل الأعمال الرمضانية وحدد كل منّا مسلسله المفضل الذي يتابعه بشكل يومي وينتظر حلقاته يوماً بعد يوم..

ولكن تشهد دراما رمضان 2021 صراعاً للبقاء لم يسبق له مثيل، فتخرج العديد من المسلسلات من قلوب معجبيها بعد عدة صدمات في طريقة العرض والتناول، مشاكل بين فريق العمل، توقف بعض الأعمال خلال عرضها، وربما مشاهد مفتعلة تستفز عقل المُشاهد فيقرر عدم استكمال المسلسل.

فلماذا خيب الجميع توقعات الجمهور بهذا الشكل أكثر من أي عام مضى؟ وهل تستمر خيبة الأمل لدى المشاهد طوال شهر رمضان أم أن هناك مسلسلات أخرى لم تفقد حماس مشاهديها؟

أقرأ أيضًا: كيف تكتب المحتوى التسويقي المنوط بتحقيق أهداف الحملة الإعلانية؟

يشهد هذا العام تغيراً سيئاً غير مسبوق في الدراما المصرية، وبعد أن أصبح عدد المسلسلات الرمضانية أقل بكثير من المعتاد عليه سنوياً، توقع الجميع أن هذا يعني أن المسلسلات المعروضة هي صفوة الاختيارات وأحسنهم.. ولكن ما حدث هو العكس تماماً.

بدأ الأمر قبل رمضان بأيام عندما تم إصدار قرار لوقف مسلسل الملك وتفاجئ الجميع بمن فيهم طاقم العمل بهذا الخبر الذي أصدرته شركة الإنتاج مدركة في اللحظات الأخيرة أنه يحتاج للكثير من العمل قبل العرض.

وخرج المسلسل من السباق الرمضاني، فتوجه حماس وتركيز الجمهور لمسلسلات أخرى يمثلها كبار الأبطال مثل مسلسل نجيب زاهي زركش لـ يحيى الفخراني ولكن الجمهور صُدم بعد عرض الحلقة الأولى لأن المسلسل غامض وغير مفهوم بالمرة كما أن طريقة الحوار المباشرة مستفزة وغير مبررة.

كما الحال في مسلسل نسل الأغراب بطولة أحمد السقا وأمير كرارة والذي كان من المتوقع منهما أن يقدما شيئاً يحترم عقلية المشاهد ووقته، ولكنه بدلاً من أن يقدم حبكة درامية جيدة أصبح مادة خام للسخرية والكومكس على وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي فشل طاقم العمل ولم يحقق الهدف المرجو من المسلسل فكان العمل ملئ بالأخطاء.

نزولاً بالتوقعات نرى في مسلسل وكل ما نفترق دراما خالية من الدراما!

فمن شاهد أول حلقة أدرك أن كاتب هذا المسلسل لم يراجع ما كتبه بالمرة أو ربما كتبه وهو نائم! المسلسل ملئ بالتناقضات والأخطاء الغير مفهومة كما أنه يتعامل مع المشاهد بوصفه يعرف ما يعرفه الأبطال، فيترك خطوطه الدرامية مفتوحة في كل اتجاه.

كما أثارت الحلقة الـ 13 جدلاً كثيراً على وسائل السوشيال ميديا عندما ظهرت ريهام حجاج في دور صعيدية بـ قُصة! تحارب البلطجية بثمر الفاكهة والخس فيقعون أرضاً منهزمين!!

لم يحترم المسلسل عقلية المُشاهد منذ لحظة بثه ومنذ الحلقة الأولى، ولم تكن مجرد أخطاء عابرة بل هي كارثة في صناعة الدراما.

وأيضاً بعد مشكلة ريهام حجاج مع أيتن عامر خلال عرض المسلسل لم يستطع أن يستمر الجمهور في تشجيع المسلسل ومشاهدته بعد كل ذلك.

نأتي لمسلسل ضد الكسر والذي يشكي البعض من قصصه المتداخلة دون أي رابط بينهما فقط لحشو الأحداث ومدّها بمزيد من الوقت.

وحتى مسلسل الطاووس الذي يتناول قضايا هامة كالاغتصاب قد تعرّض لمشاكل عديدة وكاد أن يتوقف عن البث لولا تأثير السوشيال ميديا الذي أحبه وارتبط به للغاية.

وعلى جانب آخر، توقف تصوير مسلسل عالم موازي بطولة دنيا سمير غانم بسبب إصابة طاقم العمل بأكمله بفيروس كورونا

حالة نحس عامة تصيب مسلسلات رمضان 2021 لتخرج واحدة تلو الأخرى من ماراثون رمضان ويتبقى القليل من الأعمال التي تحترم عقلية مشاهديها ولم يصبها النحس.. بعد!

على جانب آخر، تقرر عرض مسلسل كوفيد 25 من بطولة يوسف الشريف بدءً من 16 رمضان، وذلك لأن المسلسل 15 حلقة فقط

ارتفعت توقعات المشاهدين في المسلسل خاصة بعد خيبة أملهم في معظم مسلسلات  السنة.

وكون المسلسل يتكون من 15 حلقة فقط جعل المشاهد يؤمن بأنه لا بد أن يكون تجربة مشاهدة عظيمة، فخير الكلام ما قل ودل! وربما دل هذا على خلو المسلسل من مَط الأحداث وتطويلها بشكل مباشر حتى تكفي لـ 30 حلقة.

ويبدأ عرض مسلسل كوفيد 25 يوم الأربعاء المقبل وسيتم عرضه الساعة 12:30 صباحاً ويُعاد في 7:00 صباحاً و 11:30 صباحاً.

مسلسل كوفيد 25 من بطولة يوسف الشريف، وأحمد صلاح حسنى، وآيتن عامر، وإدوارد، وايناس كامل، وراندا البحيرى، وميدو عادل، وأمير صلاح الدين، وميرنا نور الدين، وديانا هشام، وإسلام جمال، وزكى فطين عبد الوهاب، وعماد رشاد وغيرهم من النجوم ومن تأليف إنجى علاء وإخراج أحمد نادر جلال ومن إنتاج سينرجى.

يحكي مسلسل كوفيد 25 شخصية “يوتيوبر” يتابع ويحاكي تطور وباء كورونا في شكل خيالي ودراما اجتماعية ما بين الواقع وتخيل التطور القادم لفيروس كورونا في السنين المقبلة، وكيف ستتمكن الأبحاث العلمية واللقاحات من مواجهة الوباء.

يتبقى أيام قليلة للانتهاء من تصوير مسلسل كوفيد 25 والذي مقرر عرضه على قناة الحياة وأون، وقريباً سينتهي التصوير داخل ديكور مجمع طبي تحت إشراف المخرج أحمد نادر جلال، ليتم عرضه بدءً من 16 رمضان.

لا نعلم ما الذي يمكن أن يتخيله المؤلف لتطور هذا الفيروس وكيف سيتمكن من تصور العالم في السنوات القادمة في ظل وباء فيروس كورونا، وكيف يمكن للدراما أن تساعد الجمهور في التفاعل مع قصة واقعية حدثت بالفعل ونعيشها كل يوم.

ويبقى السؤال: هي هل سينقذ المسلسل ما تبقى من حماس للمشاهدين بدراما رمضان؟

أم أنه سيكون خيبة أمل أخرى تضاف إلى المشاهدين الذين انتقوا بدقة ما يشاهدوه بعد كل ما حدث في المسلسلات الأخرى؟

أقرأ أيضًا: من تتبع كوفيد 19 إلى بورصة العطور ومحاضرات تعليمية.. أحدث تطبيقات الأسبوع الثاني من أبريل 2020