تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف تساعدك الفكاهة على تعلّم اللغات؟!

الفكاهة
فرح صلاح الدين
فرح صلاح الدين

6 د

تبدأ بمشاهدة فيديو مضحك على يوتيوب في الساعة الثامنة مساءً وبينما تضحك وتضحك تجد أن الشمس بدأت تشرق. لا بدّ أن حصل معك هذا الأمر ولو مرةً على الأقل وإن لم يكن بمشاهدة فيديوهات مضحكة فبصحبة جلست معهم وبدأتم بالضحك وتكرر السيناريو السابق. للضحك تأثير غريب على عقولنا لكن هل سبق لكن أن فكّرت بأن تُسخّر الفكاهة لتعلّم لغةٍ جديدة؟

تختلف أنواع الفكاهة ويتغير مفهومها عبر المناطق الجغرافية والمعتقدات والثقافات المختلفة، كما ترتبط بالشخص نفسه ومستوى تعليمه وذكائه. تعتمد أحياناً على لغة الجسد وتعابير الوجه والمواقف التي يوضع فيها المؤدي، ويُعتبر هذا النوع الأشمل والذي يتّفق أغلب الناس حول العالم على أنه مضحك ومسلٍّ وكمثال عليه نجد مستر بين وتشارلي شابلن؛ وفيما قد يسليك هذا النوع  فإنه لن يفيد فعلياً بتعلّم اللغة لأنه لا يعتمد عليها في أغلبه، ما ستحتاجه هنا الفكاهة التي تقوم بشكل أساسي على استخدام اللغة مثل الجناس أو ما يعرف في الإنكليزية بالـ”Pun” (حين يتشابه لفظان في الكتابة ويختلفان في المعنى) أو ثقافة البلد. سنتحدّث في مقالنا اليوم كيف تستغلّ هذا النوع أفضل استغلال سواء كنت أنت من يتعلم اللغة أو كنت مدرّساً لها.


كيف تساهم الفكاهة في تعلّم اللغات؟

يضمن استخدام الفكاهة في تعلّم اللغات عدداً من الفوائد للمتعلّم، إذ أنها لا تسهم في تقوية مفردات الشخص فحسب لكنها تعمل على تحسين جوانب عدّة ومنها:


الجانب اللغوي:

  1.     تعلم الكلمات بشكل أسرع.
  2.     تعلم الكلمات ضمن السياق.
  3.     تعلم اللفظ الصحيح من متحدّث أصلي يتكلم بلغته الأم.

الجانب الثقافي:

  1.     التعرّف على المجتمع بشكل عام.
  2.     الاعتياد على المفاهيم الخاصة بالأفراد ومعتقداتهم وكيف يتعاملون معها.
  3.     فهم الاختلافات الثقافية والتقليل من أثر الصدمة الثقافية التي قد تحدث عند الاختلاط بالمجتمع الجديد لأول مرة.

لم عليك استخدام الفكاهة؟


لم عليك أن تعتمد على الفكاهة بينما تتعلم لغةً جديدة؟

  1.     تحسّن الفكاهة من حفظك للكلمات، إذ أنها تسهم في دعم الذاكرة طويلة الأمد وبالتلي تحسّن من قدرتك على تخزين الكلمات.
  2.     تزيد من قدرتك الإنتاجية، إذ أن تعلًم اللغة لم يعدّ واجباً عليك أداؤه بل أصبح وقتاً ممتعاً تقضيه وأنت تضحك.
  3.     تدفعك الفكاهة للتركيز إذ أنك تصبح مضطراً إلى الاستماع والتركيز حتى تفهم النكتة والسياق.

لم عليك أن تستخدم الفكاهة بينما تُعلّم لغةً جديدة؟

  1.     تسهم الفكاهة في التخفيف من جو التوتر الصفي وتجعل طلابك أكثر استرخاء وتدفعهم لأن يشاركوا أكثر إذ أنه وبانخفاض توترهم يصبحون أقل قلقاً من ارتكاب الأخطاء.
  2.     تزيد من طاقتهم، إذ نعلم جميعاً كمدرسين سواء في المدرسة أو المعاهد أن الطلاب غالباً ما يكون لديهم حصص تعليمية أخرى أو مهام مختلفة تتطلب مجهوداً عقلياً، ولذا يعدّ استخدام الفكاهة في الغرفة الصفية أمراً منعشاً ومحفزاً، وسيدفعهم الضحك إلى إعادة شحن طاقتهم والتركيز أكثر مع ما تقوله.
  3.     ستدفع الطلاب لأن يستمعوا لك بإنصات أكبر وسوف تحّسن من قدرتك على إيصال المعلومات.

كيف تستطيع دمج الفكاهة في عملية التعلّم؟


كيف تستطيع دمج الفكاهة في عملية التعلّم كمُتعلّم؟

  1.     تابع عروضاً كوميديّة: أو ما يُعرف بعروض الستاند-آب كوميدي تعتمد هذه العروض بشكل كبير على نكات مرتبطة بالثقافة والمواقف الحياتية والأمور التي قد تواجهك يومياً خلال احتكاك مع اللغة ومتحدثيها. 
  2.     تابع مسلسلات وأفلاماً كوميديّة: بدل أن تعيد مشاهدة مسلسل (Friends) للمرة العاشرة مع ترجمة عربية، جرّب استخدام ترجمة إنكليزية ثمّ حين تعيده للمرة الحادية عشر اطفئ الترجمة واعتمد على ما تتذكره. حاول كتابة بعض الجمل التي تسمعها واستخدم بعضها في محادثاتك القادمة. وبالطبع الأمر ينطبق على أيّ مسلسل أو فيلم تفضله واللغة التي تريد تعلمها، حتى أنه بات بإمكانك تحويل اللغة الناطقة إلى أي لغة لكن نصيحتنا لك أن تبحث دوماً عن مسلسلات وأفلام لغتها الأم هي اللغة التي تتعلمها.
  3.     استخدم التنافر: ونقصد هنا الجمل التي تحوي كلمات بأحرف متنافرة كقول الشاعر:

 وقبر حرب بمكان قفرٍ           وليس قرب قبر حرب قبرٌ.

تُعرف هذه الجمل في اللغة الإنكليزية بـ “Tongue-twister”، وبإمكانك إيجاد العديد منها في اللغة التي تتعلمها. كما أن فائدتها لا تنحصر بكونها مسلية وممتعة للحفظ بل تساعدك أيضاً في تقوية عضلات النطق ما سوف يساعد في تحسين مخارج حروفك واعتيادك على الأحرف الغريبة.


كيف تستطيع دمج الفكاهة في عملية التعلّم كمعلم؟

  1.     عرض الفيديوهات: اختر مشاهداً تتعلق بموضوع درسك من عروض أو مسلسلات أو أفلام واعرضها على طلابك؛ سيكون من الرائع أن تجري استقصائاً لتكتشف ما يتابعه طلابك من برامج وإن كنت محظوظاً فستجد نسخةً منها ناطقة باللغة التي تدرّسها.
  2.     قصّ القصص الشخصيّة: مهما سخرنا من أساتذتنا الذين يبدؤون بالحديث عن سيرة حياتهم خلال الدروس إلا أننا فعلاً نشعر بالفضول ونصغي لما يقولونه لأننا غالباً لا نتخيّل أن لهذا الشخص حياة أخرى خارج الفصل الصفيّ، وينطبق الأمر ذاته على طلابك لكن هنا عليك أن تختار القصص بعناية وأن تختار تلك المسلية منها والتي تتعلق بما تدّرسه ثمّ تقصها باللغة التي تعلّمها. (بإمكانك أن تؤلف قصصك أيضاً!).
  3.     تضمين نصوص مضحكة: تسمح بعض المعاهد أو الصفوف بأن يختار المدرّس النصوص التي سيقرأها طلابه، إن كان هذا الأمر متاحاً لك فاستغل الفرصة لاختيار كتب وقصص قصيرة وحتى نصوصاً شعريةً مضحكة وهكذا لن تبقى مهمة قراءتها عبئاً على الطلاب بس سيتحفزون لفعل ذلك وقد يطلبون منك توصيات بمزيد من النصوص.
  4.     أضف بعض الفكاهة إلى الوظائف وأسئلة الاختبار: لا تكتف بالوظائف التقليدية والأسئلة المملة، الهدف من الاثنين هو التعلّم وأن يستفيد الدارس؛ إضافتك لأسئلة مضحكة وغريبة سيسهم في تحفيز الطلاب لأداء الوظائف ولتقليل جو التوتر في فترة الامتحانات.
  5.     حدد يوماً في الأسبوع يخصص للفكاهة: بإمكانك أن تجعله خاصاً بالطلاب بأن يحضروا مواد مضحكة إلى الصف ليقرؤها، أو أن يكون يوماً مخصصاً لقراءة نصوص تختارها بنفسك.

أمور خاطئة ترتبط باستخدام الفكاهة في عملية التعليم:

  1.     عرض مقاطع طويلة.
  2.     ألا يرتبط المقطع بشكل مباشر مع موضوع الدرس.
  3.     ألا يكون إدخالك للفكاهة مبنياً على خطة عمل وألا تُحضّر مقياساً لاختبار مدى نجاحك ومدى تحقُق نتائج العملية. عليك أن تتابع دائماً النتائج لترى ما إن كانت طريقتك تنجح أم عليك التعديل عليها.
  4.     الاعتقاد أن الطلاب سيفهمون الدعابات لأنهم يفهمون اللغة المستخدمة والكلمات المتضمنة في المقطع.
  5.     الاعتقاد أن ما يضحكك سيضحك الآخرين.
ذو صلة

ابحث دوماً عما قد يثير اهتمام طلابك وتذكّر أنه ليس بالضرورة أن يقهقهوا لك بأعلى صوت بل ما تريده جذب اهتمامهم وتأمين جو خال من التوتر وتشجيعّهم على محاولة التحدّث والتعبير عن النفس. وإن أردت أن تحسن من روح دعابتك ينصح خبراء الكوميديا وملوك الستاند-أب كوميدي بالكثير من التدريب ومتابعة العديد من العروض والتدرّب أمام المرآة.

في النهاية تذكّر كم من عبارة تحفظ لمشاهد من أفلامك ومسرحياتك العربية المفضلة! وكم كان سهلاً عليك تذكرها وإعادة استخدامها في مواقف مختلفة. والآن حان الوقت لتستغل ذلك كأداة تساعدك على تعلّم وتعليم اللغات كي لا تعلق في المرحلة التي يبدأ فيها شعور الملل والعجز وفقدان الأمل من تعلّم اللغة والتحدّث بها بطلاقة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة