قبل أكثر من 1000 عام من قيام الرومان بذلك.. اكتشف العلماء أول من أنتج الفولاذ الصلب في أوروبا!

3 د
اكتشف علماء الآثار أدلّة على إنتاج الفولاذ من قبل الحرفيين المحليين في العصر البرونزي الأخير في شبه الجزيرة الأيبيرية، قبل أكثر من قرن من انتشار إنتاج الصلب في روما القديمة
تمّ الاكتشاف من خلال تحليل نقوش معقّدة عمرها 2900 عام على آثار حجريّة، والّتي لم يكن من الممكن صنعها إلا باستخدام أدوات فولاذية، بالإضافة إلى إزميل حديدي "محفوظ جيداً بشكل مذهل" يعود تاريخه إلى حوالي 900 قبل الميلاد.
تشير النتائج إلى أن تعدين الحديد، بما في ذلك إنتاج وتقسية الفولاذ، ربما كان تطورات محلية للمجتمعات الصغيرة اللامركزية في أيبيريا، وليس بسبب تأثير عمليات الاستعمار اللاحقة.
اكتشف علماء الآثار مؤخّراً أدلّة على أنّ الحرفيين في العصر البرونزي في شبه الجزيرة الأيبيرية لديهم القدرة على إنتاج الفولاذ لأكثر من 1000 عام قبل أن تصبح الممارسة منتشرة في روما القديمة. أصبح هذا الوحي ممكناً من خلال تحليل نقوش معقّدة عمرها 2900 عام وُجِدَت على نصب حجرية كان من الممكن صنعها فقط باستخدام أدوات فولاذية.
لا يمكن استخدام الحجر الرّملي الصّلب المصنوع من الكوارتز والمُستخدم في صنع الأعمدة الصّخرية أو اللّوحات باستخدام الأدوات البرونزيّة أو الحجريّة. وخلص الباحثون إلى أنّ الحرفيين المحليين قاموا بتقسية الفولاذ قبل قرن من انتشار هذه الممارسة في روما القديمة. يُقصَد بالتقسية عملية المعالجة الحرارية للفولاذ لجعله أمتن وأكثر مقاومة للكسر.
قام الباحثون بتحليل إزميل حديدي "محفوظ جيداً بشكل مذهل"، اكتُشِف في أوائل القرن الحادي والعشرين من موقع يسمى Rocha do Vigio في البرتغال، وقد وجدوا أنّه يحتوي على ما يكفي من الكربون ليكون صلباً (أكثر من 0.30٪). وجد الفريق أيضاً تمعدناً للحديد داخل موقع المستوطنة، ممّا يشير إلى أن الحرفيّين ربّما يكونون قد حصلوا على الموادّ محلياً.
يشير الاكتشاف إلى أنّ تعدين الحديد، بما في ذلك إنتاج وتقسية الفولاذ، ربما كان تطورات محلية للمجتمعات الصغيرة اللّامركزية في أيبيريا، وليس بسبب تأثير عمليات الاستعمار اللاحقة.
لمزيد من التّحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها، عمل الباحثون مع أحد عمّال البناء المحترفين لتقليد النّقوش القديمة باستخدام أدوات مصنوعة من موادّ مختلفة، بما في ذلك البرونز والحجر ونسخة طبق الأصل من الفولاذ المقسّى للإزميل الذي يبلغ عمره 2900 عام من أجل صنع منحوتات تجريبية تشبه الأصلية.
ووفقاً للنتائج، كانت الآلة الفولاذية هي الوحيدة القادرة على نحت الصخر. كان على الحداد أن يحدّدها كل خمس دقائق، مما يشير إلى أنّ الحرفيين من العصر البرونزي الأخير يعرفون كيفية صنع الفولاذ الغني بالكربون والصلب.
حتى هذا الاكتشاف، كان أقدم سجل للفولاذ المقوى في أيبيريا من العصر الحديدي المبكر (800 إلى 600 قبل الميلاد).
ربما بدأ إنتاج الفولاذ على نطاق واسع للأسلحة والأدوات خلال العصر الروماني، حوالي القرن الثاني بعد الميلاد، على الرغم من أن المحتوى الكربوني المنخفض للأشياء المحفورة يشير إلى جودتها المتواضعة. لم يتعلم الحدادون في جميع أنحاء أوروبا حتى أواخر العصور الوسطى كيفية تحقيق درجات حرارة عالية بما يكفي لصنع فولاذ عالي الجودة.
في الختام، يلقي هذا الاكتشاف الرائد ضوءاً جديداً على قدرات الحرفيين في العصر البرونزي في شبه الجزيرة الأيبيرية. تشير الدلائل إلى أن إنتاج الفولاذ على نطاق صغير كان يحدث قبل وقت طويل مما اعتقدنا سابقاً، وأنّ السّكان المحلّيين لديهم المهارات والمعرفة لإنتاج فولاذ مقوّى عالي الجودة. هذا الاكتشاف له آثار كبيرة على فهمنا لتطور علم المعادن وتأثيره على تطور المجتمعات البشرية في العالم القديم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

2 د
العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.
كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.
يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.
كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.
يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.

كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.
تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.

يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.