دبابير آسيوية تغزو بريطانيا.. كيف يتعقب العلماء هذه الظاهرة العجيبة؟

يستخدم العلماء تقنيات مبتكرة لتتبع ومكافحة الدبور الآسيوي الغازي (Vespa velutina) في بريطانيا. إذ يهدد هذا المفترس الرئيسي الأنواع المحلية والاقتصادات الريفية وربما سلامة الإنسان. لذا تكثف فرق الحكومة والخبراء جهودها لمنع الدبور من إقامة وجود دائم في المملكة المتحدة.

قام فريق متخصص مؤخرًا بتمشيط النباتات الكثيفة بالقرب من White Cliffs في دوفر، باستخدام أدوات تشذيب التحوط للتنقل في التضاريس في بحثهم عن الدبابير الآسيوية.  إذ تشكل هذه الحشرات الغازية، التي تصل عبر العبّارات أو الشاحنات أو الرياح الجنوبية القوية، مخاطر كبيرة. الدبابير الآسيوية قادرة على قتل البشر بأعداد كبيرة بما فيه الكفاية، وإتلاف المحاصيل، وتهديد الأنواع المحلية.

وحثت الحكومة البريطانية الجمهور على الإبلاغ عن مشاهدات هذه الدبابير، خاصة بعد العثور على 72 عشًا وتدميرها في عام 2023، خاصة في مقاطعة كينت. كانت هذه زيادة حادة عن السنوات السابقة عندما تم اكتشاف عش واحد أو اثنين فقط.

يبلغ طول الدبابير الآسيوية أكثر من ثلاثة سنتيمترات، وهي أكبر من الدبابير المحلية ونحل العسل ولكنها أصغر من الدبابير المحلية. وهي لا تشكل خطرا أكبر على صحة الإنسان من الدبابير المحلية، ومع ذلك يشعر الخبراء بالقلق من قدرتها على البقاء على قيد الحياة في فصول الشتاء البريطانية إذا ظلت درجات الحرارة دافئة بما فيه الكفاية.

وشدد نيكولا سبنس، كبير مسؤولي صحة النباتات والنحل في ديفرا، على أهمية التقارير العامة المبكرة لتمكين اتخاذ إجراءات سريعة ضد هذا التهديد. كان الدكتور بيتر كينيدي، عالم البيئة السلوكية في جامعة إكستر، جزءًا من جهود وحدة النحل الوطنية (NBU) للقضاء على الدبابير. وفي العام الماضي، استخدموا علامات الراديو الإلكترونية لتتبع الحشرات. يتم إغراء الدبابير بالطعم، ويتم التقاطها، وتبريدها في الجليد، وتزويدها بعلامات الراديو. بمجرد إطلاق سراحهم، يقودون الفريق إلى أعشاشهم عبر الإشارات المرسلة.

على الرغم من التكلفة العالية للوسم الراديوي، فقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها. ومع ذلك، لا تزال الأساليب التقليدية قيد الاستخدام. يتضمن ذلك تمييز الدبابير بالألوان واستخدام التثليث بناءً على أنماط طيرانها لتحديد موقع أعشاشها. وأوضح بيتر ديفيز، مدير التسليم الميداني في البنك الوطني الأوكراني، هذه العملية وأشار إلى أن الظروف الجوية ستؤثر على نشاط الدبابير وأعداد أعشاشها.

تم الإبلاغ عن الدبور الآسيوي لأول مرة في أوروبا في عام 2004، ومن المحتمل أنه وصل إلى فرنسا مع الفخار المستورد من الصين. ومنذ ذلك الحين، انتشر في العديد من الدول الأوروبية. حدثت أول رؤية بريطانية في عام 2016 في جلوسيسترشاير. وقد حالت الاستجابة السريعة من جانب السلطات دون إنشائها، ولكن احتمال حدوث غزوات مستقبلية لا يزال قائما.

إن الجهود المتضافرة التي يبذلها العلماء والوكالات الحكومية والجمهور ضرورية لمنع الدبور الآسيوي من الحصول على موطئ قدم في بريطانيا. لذا تعد طرق التتبع المتقدمة واليقظة العامة أمرًا أساسيًا لحماية الأنواع المحلية والاقتصادات الريفية وصحة الإنسان من هذا المفترس الغازي.