لكل شيء أول.. تعرف على أصحاب السبق والريادة في إنجازات الأوسكار
8 د
شهد تاريخ جوائز الأوسكار -منذ إقامتها في 1929 وحتى الآن- العديد من الإنجازات المُسجلة بأسماء المبدعين والأفلام، يمكن تقسيم تلك الإنجازات إلى نوعين رئيسيين، أولهما قائم على التكرار العددي -أي الأرقام القياسية- مثل الممثلين والأعمال الأكثر ترشحاً أو فوزاً بالأوسكار، لكن الأرقام القياسية عاجلاً أو آجلاً تتحطم على أيدي الآخرين، أما النوع الثاني فهو يعتمد على السبق الزمني وهو النوع الأبقى، فمهما تكرر الإنجاز في الحاضر أو المستقبل سيبقى عملاً مُحدداً أو مُبدعاً بعينه هو صاحب السبق فيه.
يعتقد البعض أن السبق الزمني في تاريخ الأوسكار كان من نصيب الأعمال والمبدعين المشاركين في حفل الجوائز الأول عام 1929، وأن أول مرة في كل شيء قد تمت في هذا العام، لكن تلك نظرة قاصرة وغير صحيحة، يكفي التدليل على ذلك أن ترشيحات الأوسكار للعام الحالي 2018 تضمناً إنجازاً غير مسبوق!
تستعرض أراجيك فن معكم عبر الفقرات التالية قائمة بمجموعة من الأشخاص والأعمال أصحاب الريادة والمُسجلة باسمائهم الإنجازات -وأحياناً المفارقات- غير المسبوقة في تاريخ الجائزة العريقة، أو ما يمكن أن نطلق عليه “الأوائل في تاريخ الأوسكار”.
اقرأ أيضاً: لماذا الأوسكار هي الجائزة الأهم في السينما؟
أول ترشيحين أوسكار عن أداء نفس الشخصية
اشتهر الممثل الكلاسيكي بينح كروسبي بتجسيد شخصية “الأب شاك أومالي” التي قدمها في فيلمين هما Going My Way عام 1944 وفيلم The Bells of St. Mary’s عام 1945، وقد رُشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيسي عن كلاهما ليصبح بذلك أول ممثل يتلقى ترشيحين للأوسكار عن أداء نفس الشخصية، لكنه فاز بواحدة فقط منهما عن الفيلم الأول Going My Way.
أول جائزتي أوسكار لشخصية سينمائية واحدة!
تصنف شخصية زعيم العائلة الإجرامية “فيتو كورليوني” -من الثلاثية السينمائية The Godfather– ضمن قوائم أشهر وأنجح الشخصيات في تاريخ السينما العالمية، لكن هناك إنجاز آخر غير مسبوق يتعلق بجوائز الأوسكار مُسجل باسم تلك الشخصية الشهيرة والمثيرة.
نال الممثل مارلون براندو جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي عن تجسيده لشخصية فيتو كورليوني بالجزء الأول من الثلاثية عام 1972، بعد عامين فاز روبرت دي نيرو بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساند عن تجسيده لنفس الشخصية -بمرحلة الشباب- ضمن أحداث الجزء الثاني، ليصبحا معاً بذلك أول نجمين في تاريخ السينما يحصلان على جائزة الأوسكار عن أداء نفس الشخصية، وهو الإنجاز الذي لم يتكرر حتى اليوم.
أول جائزة أوسكار واحدة عن ثلاثة أعمال!!
تنفرد الممثلة جانيت جاينور بإنجاز غير مسبوق في تاريخ جوائز الأوسكار ولن يتكرر مرة أخرى، حيث حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية عن ثلاثة أفلام دفعة واحدة هم Sunrise: A Song of Two Humans، 7th Heaven، Street Angel جميعهم تم إنتاجهم ما بين عامي 1927: 1928، لكن في وقت لاحق تم تعديل لوائح الأكاديمية وأصبحت جائزة الأوسكار تُمنح عن فيلم واحد فقط.
أول ترشيحين من نفس الفئة في عام واحد
تضمنت الدورة الثالثة لجوائز الأوسكار حدثاً فريداً من نوعه؛ حيث تلقى الممثل جورج أرليس ترشيحين لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيسي عن أدواره في فيلمي Disraeli وThe Green Goddess ليكون بذلك أول سينمائي يتلقى ترشيحين من نفس الفئة في عام واحد، في النهاية -بعدما نافس ذاته وآخرون- فاز بالجائزة فعلياً عن فيلم السيرة الذاتية التاريخي Disraeli.
أما في فئة أفضل ممثلة رئيسية فقد كان هذا الإنجاز من نصيب نورما شيرر التي تلقت في عام 1930 ترشيحين من نفس الفئة عن فيلم Their Own Desire وفيلم The Divorcee وقد فازت بها عن الفيلم الثاني وهي جائزة الأوسكار الوحيدة التي حظيت بها طوال مسيرتها الفنية.
أول الفائزين بجائزتي أوسكار في عام واحد
يُصنف فيلم السيرة الذاتية التاريخي The Story of Louis Pasteur -إنتاج 1936- كأحد أفضل الأفلام الكلاسيكية في تاريخ السينما، قد كان ذلك الفيلم البوابة الذهبية التي دخل كاتبيّه شيريدان جيبني وبيري كولينجز من خلالها إلى تاريخ الفن السابع؛ إذ نالا عنه جائزة الأوسكار لأفضل قصة أصلية Best Writing, Original Story وأفضل سيناريو Best Writing, Screenplay ليصبحا بذلك أول مبدعان يحصلان على زوج من جوائز الأوسكار في عام واحد.
أول الفائزين بجائزتي أوسكار متتاليتين من نفس الفئة
تمكن المخرج جون فورد من حفر اسمه بحروف مضيئة في تاريخ الفن من خلال أعماله الخالدة في الذاكرة، بالإضافة إلى ما حققه من إنجازات غير مسبوقة من أبرزها تصنيفه كأول صانع أفلام ينال جائزة الأوسكار لأفضل مخرج مرتين على التوالي عن فيلمي The Grapes of Wrath عام 1940 وفيلم How Green Was My Valley عام 1941.
يشتهر النجم الكلاسيكي سبنسر تريسي بأنه الممثل الأكثر ترشحاً للأوسكار بموجب تسع ترشيحات، لكن هذا ليس الإنجاز الوحيد المُسجل باسمه؛ إذ أن الإنجاز الأكثر أهمية -وإن كان أقل شهرة- يتمثل في كونه أول ممثل ينال جائزتي أوسكار لأفضل ممثل رئيسي وكذلك أول ممثل يفوز بالجائزة مرتين على التوالي؛ كان ذلك في عامي 1937، 1938 عن فيلمي Captains Courageous وBoys Town على التوالي.
لم تفز الممثلة لويس رينر طوال مسيرتها الفنية إلا على جائزتي أوسكار فقط ومن خلالهما استطاعت تخليد اسمها في تاريخ الفن السابع، إذ صارت بذلك أول نجمة تنال جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية مرتين على التوالي، أولهما عن فيلم The Great Ziegfeld عام 1936 والثانية عن فيلم The Good Earth عام 1937.
أول جائزة إخراج “نسائية”
احتكر الرجال جائزة الأوسكار لأفضل مخرج منذ تقديم الجائزة للمرة الأولى في عام 1929 ولمدة 80 عاماً، حتى قدمت المخرجة الأمريكية كاثرين بيجلو فيلمها الأشهر The Hurt Locker واستطاعت من خلاله التمرد على الهيمنة الذكورية، لتدخل بذلك التاريخ السينمائي من أوسع أبوابه بصفتها أول مخرجة في التاريخ -والوحيدة حتى الآن- تفوز بجائزة الأوسكار من فئة أفضل إخراج.
أول الفائزين بالأوسكار عن عملهم الأول!
يمكن القول بأن الممثلة شيرلي بوث هي الأوفر حظاً بين نجمات هوليود؛ حيث أنها لم ترشح للأوسكار إلا مرة واحدة فقط عن فيلم Come Back, Little Sheba -إنتاج عام 1952- وتمكنت من الفوز بها، لكن ليس هذا ما يبرهن على حظها الوفير، إنما أن هذا الفيلم كان أول عمل سينمائي تقدمه بعد فيلم قصير وحيد بعنوان Strawhat Cinderella عام 1949، لتصبح بذلك أول ممثلة تفوز بالأوسكار عن أول تجاربها السينمائية.
حقق المخرج ديلبرت مان -بعد أعوام قليلة- إنجازاً مماثلاً لما حققته شيرلي بوث ولكن في فئة الإخراج، حين فاز بجائزة الأوسكار عن أول أعماله السينمائية وهو فيلم Marty عام 1955، والمفارقة الغريبة والقاسم المشترك بين الإنجازين هو أن أصحابهما لم ينالا إلا جائزة أوسكار وحيدة طيلة مشوارهما الفني.
أول ممثلة تفوز بالأوسكار عن فيلم ناطق بغير الإنجليزية
تمتلك النجمة الإيطالية صوفيا لورين تاريخاً فنياً حافلاً بالإنجازات، من بينها تصنيفها كأول نجمة سينمائية تحصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية عن فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، كان ذلك عن فيلم Two Women -عنوانه الأصلي La ciociara- من إنتاج عام 1960 وكان ناطقاً باللغتين الإيطالية والألمانية.
أول جائزة شرفية في تاريخ الأوسكار
يقلل البعض من قدر جائزة الأوسكار الشرفية لكن الحقيقة أن تلك الجائزة ذات قيمة خاصة؛ إذ تمنحها الأكاديمية عادة -بشكل استثنائي- للجهات أو الأشخاص المساهمين في تطوير صناعة السينما، وقد تم تقديم جائزيتن من هذا النوع ضمن حفل الأوسكار الأول، ذهبت الأولى للمُبدع تشارلي شابلن لإنجازاته في التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج في فيلم The Circus، أما الثانية كانت لشركة Warner Bros. لتقديمها فيلم The Jazz Singer وهو أول فيلم ناطق في تاريخ السينما.
اقرأ أيضاً: الفائزون بالأوسكار للإنجاز الخاص Special Achievement Award من البداية حتى الآن
أول فيلم أجنبي يفوز بجائزة تنافسية
كانت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي ناطق بغير الإنجليزية لفترة طويلة عبارة عن جائزة شرفية تمنحها الأكاديمية بشكل مباشرة للأفلام الأبرز والأكثر نجاحاً في كل عام، لكن الأوضاع اختلفت ابتداءً من حفل توزيع الجوائز الثلاثين الذي أقيم في عام 1957، حيث أصبحت تلك الفئة جائزة تنافسية رسمية ونالها آنذاك الفيلم الإيطالي The Nights of Cabiria للمخرج فريدريكو فليني ليصبح بذلك أول فيلم يحوز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي بصورة رسمية.
أول فيلم يفوز بكامل الترشيحات
تمكن فيلم The Lord of the Rings: The Return of the King -إنتاج 2003- وهو الجزء الثالث والختامي لسلسلة الأفلام الشهيرة The Lord of the Rings من تحقيق إنجاز دائماً ما كان مُستبعد الحدوث؛ حيث تمكن من حصد جميع جوائز الأوسكار التي رُشح إليها، يزيد عدد الترشيحات -وبالتالي الفوز- من حجم الإنجاز المُسجل باسمه أنه كان مُرشحاً لإحدى عشر جائزة مختلفة.
أول فيلم يفوز بكل الجوائز الرئيسية
تضم قائمة جوائز الأوسكار مجموعة كبيرة ومتنوعة من الجوائز تغطي كافة فروع صناعة السينما، لكن تبقى هناك مجموعة جوائز هي الأبرز والأكثر أهمية وعادة ما تكون محط الأنظار وتشهد منافسة شرسة، تشمل تلك الفئات جوائز الأوسكار لـ”أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل سيناريو، أفضل ممثل رئيسي، أفضل ممثلة رئيسية”.
رغم تاريخ جائزة الأوسكار المديد لم ينجح سوى ثلاثة أفلام فقط في حصد تلك الفئات الخمس، هم فيلم One Flew Over the Cuckoo’s Nest عام 1975 وفيلم The Silence of the Lambs عام 1991، لكن يبقى السبق والريادة في هذا الصدد من نصيب الفيلم الكلاسيكي It Happened One Night الذي تم إنتاجه في عام 1934.
اقرأ أيضاً: أقوى 15 منافسة على جائزة أفضل فيلم في تاريخ الأوسكار
أول فيلم كوميكس ينافس على جائزة أفضل فيلم
كان يُنظر إلى مجموعة أفلام الأبطال الخارقين -المستوحاة من الكوميكس- باعتبارها مجرد أفلام هزلية للمتعة فقط لا تحمل أي قيمة فكرية أو فنية، لكن الأمر اختلف كثيراً خلال العقدين الماضيين -خاصة في أعقاب تقديم الثلاثية الشهيرة The Dark Knight- ولم يعد غريباً رؤية هذا النوع من الأفلام مُدرجاً ضمن قوائم الترشيحات لبعض فئات جوائز الأوسكار.
يبقى الإنجاز الأكبر والأحدث في هذا الصدد من نصيب فيلم Black Panther -المُنتمي لعالم مارفل السينمائي MCU- الذي ينافس على سبع جوائز أوسكار من بينها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، ليصبح بذلك أول فيلم من ذلك التصنيف السينمائي يتلقى ترشيحاً للجائزة الأبرز بين جوائز الأوسكار.
اقرأ أيضاً: تاريخ أفلام الكوميكس مع جوائز الأوسكار بين الترشيح والفوز
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.