تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

جولدن جلوب وجوائز الإيمي.. هل تستحق إليزابيث ديبيكي الفوز بجوائز 2024؟

جولدن جلوب وجوائز الإيمي إليزابيث ديبيكي أراجيك فن
ساندي ليلى
ساندي ليلى

15 د

إن الإنسان هو وبالفطرة مخلوق ساع بلا كلل نحو الكمال عالماً أنه لن يناله، لكنه يحاول قدر وسعه الاقتراب منه التلميذ يبذل جهده لينال مراتب عالية في مدرسته، والعالم يحلم باللحظة التي سيتوج جهده وخبرته بمصافحة ملك السويد وتسلم جائزة نوبل المرموقة وهكذا دواليك.

إن كل البشر على اختلاف مهنهم وطباعهم يرغبون بحق بتلك اللحظة التي يقال لهم فيها شكراً لكم كنتم رائعين، وعالم الفن السابع ليس ببعيد عن هذا بأي حال لذا فقد أوجد مجموعة متنوعة من الاحتفاليات التي تكلل في كل عام الأفضل سواء من مخرجين أو ممثلين أو حتى فنانين؛ فالفيلم الحائز على أوسكار مثلاً يمتلك ما يميزه عن غيره إنه فيلم رائع بشهادة وجود جائزة عريقة أسطورية في جعبته. 

رغم أن الأوسكار تقتصر على السينما إلا أنها لا تزال حتى يومنا هذا الجائزة الأرفع والأهم التي يترقب العالم -ورغم كل الجدلية حولها- نتائجها لكن لعالم الشاشة الصغيرة أوسكار خاص به هو الإيمي التي تتخصص في تكريم الأعمال التلفزيونية ويعتبرها الكثيرون النسخة التلفزيونية من الأوسكار.

كذلك الجولدن جلوب الذي يمتد اهتمامه إلى السينما والتلفاز على حد سواء، في الواقع يعتبر الجولدن جلوب الطريق الذهبي المفضي للأوسكار؛ إذ أنه وفي 90% من الوقت ينال الممثل الأفضل جولدن جلوب لينال أوسكار مستحقة لاحقاً بعدها.

لقد قلنا كثيراً أن هذا العام كان مميزاً بحق سينمائياً لكنه وبشكل مطابق كان مميزاً تلفزيونياً أيضاً؛ لقد شهدنا هذا العام نهايات أسطورية لمسلسلات رائعة؛ رافقتنا منذ أعوام وبدايات مبشرة لمسلسلات استطاعت منذ اللحظة الأولى جذب الأنظار إليها.

إضافة إلى مجموعة مذهلة من الممثلين الذين أبهرونا في مختلف الأعمال بأداء مذهل لفت أنظار النقاد والجمهور على حد سواء، ولا شك أن الأسترالية الرائعة إليزابيث ديبيكي كانت شمساً ساطعة من الموهبة الاستثنائية والحضور الطاغي وتألقت بحق في أكثر المسلسلات جدلية The Crown حيث استطاعت "ديبيكي" إعادة الحياة لشخصية أسطورية لم يخفت الموت من سحرها أميرة ويلز ديانا الزوجة الأولى للملك الحالي تشارلز.

لم يكن ترشيح ديبيكي مفاجئاً بأي حال فهي ممثلة رائعة أتقنت دورها لكننا وفي "أراجيك فن" نمتلك أسباباً تجعلنا مقتنعين أن إليزابيث ديبيكي ستكون الفائزة بالجولدن جلوب وجوائز الإيمي المرتقبة لأسباب نشاركها معك عزيزي القارئ.. هل تتفق معنا؟

  •  أداء أسطوري ساحر 

إن الأداء التمثيلي هو وبلا شك أهم أدوات الممثل الذي مهما بلغت جاذبيته وشعبيته سيرحل طي النسيان لو لم يقدم أداءً قوياً يرسخ في ذاكرة المشاهد.

وهو ما رأيناه في إليزابيث ديبيكي التي أذهلتنا بحق، منذ أول ظهور لها بشخصية ديانا كانت إليزابيث راقية رقيقة حزينة تذكرنا بشكل مؤلم بتلك الأميرة النقية التي فارقت العالم مبكراً للغاية.

لقد كانت ديبيكي مقنعة بحق بدور ديانا خاصة أنها تجسد دورها في آخر أيام حياتها وقد نجحت في منحنا تجربة مؤثرة عاطفية ممتعة بحق، إذ جسدت دور ديانا السعيدة والأم المحبة المليئة بالبهجة في رحلة رائعة مع أطفالها وديانا المحطمة الخائفة التي تعاني بشدة من تطفل الصحافة عليها.

لقد كان دور ديانا الأم هو أبرز وأجمل ما قدمته ديبيكي لنا إذ كانت تلك المشاهد التي جمعت بين ديانا وطفليها في آخر إجازة يقضونها معاً رائعة بحق وقد رأت ديبيكي أن مشاهد الإجازة كانت الأفضل بالنسبة لها حيث عبرت عن ذلك بقولها "أفكر بها دومًا كصورة خيالية من نوع ما وما شعرت به من بعض الصور أنها كانت سعيدة بحق وإن كان هذا صعباً في بعض الأحيان بسبب التغطية الصحفية نحن نعلم تاريخياً أن هذا كان صعباً جداً على أطفالها وهو أمر مفهوم أي شخص يرغب في الحصول على إجازة عائلية لطيفة لا يرغب في ملاحقة المصورين، يجب أن يكون للمرء الحق في الخصوصية وقد سلب هذا منهم حتى في تلك العطلة".

لكن أهم وأبرز تحد وقع على "ديبيكي" كان تجسيد اللحظات الأخيرة في حياة ديانا لقد كانت المشاهد بأكملها تنطق بالوداع كان الموت هناك هائماً منتظراً ليحصد روحها كان هناك تيار ثقيل من الألم والحزن لأننا كنا نعرف كيف ستنتهي القصة.

كانت تلك المشاهد التي سبقت موت الشخصية من أفضل وأجمل ما رأيناه من ديبيكي التي كانت أبعد ما يكون عن الابتذال والعواطف السخيفة كانت راقية هادئة أم قلقة تريد فقط الاتصال بطفليها غير العالمة أنها المرة الأخيرة وامرأة متوترة من ملاحقة الصحفيين التي لا ترحم.

لقد استطاعت ديبيكي وبدون نطق كلمة واحدة إيصال كل تلك المشاعر المتناقضة للمشاهد باستخدام تعابير وجهها ولغة جسدها ونجحت في إعادة إحياء آخر لحظات ديانا بأداء أسطوري رائع حتى أنها وفي بعض المشاهد بدت نسخة طبق الأصل عن ديانا الحقيقية ذلك بفضل قدرتها الرائعة على تقمص مشاعر الشخصية وإعطاء الكمية المناسبة من المشاعر دون الوقوع في فخ الابتذال والفراغ الأمر الذي جعلها محط أنظار العالم كله. 

لقد نال الموسم الأخير من "التاج" الكثير جداً من الانتقادات والاعتراضات لكن أقسى النقاد قلباً لم يستطع التغاضي عن الأداء الرائع لديبيكي التي عبرت ومنذ أول لحظة عن حماسها الشديد لتجسيد الشخصية في مقابلة مع برنامج Good Morning America عام 2020 بقولها :" عندما طلب مني بيتر مورغان القيام بدور ديانا شعرت بالإرهاق الشديد وكان لدي القليل جدًا من الوقت لتقبل الفكرة، أظن أنني في الواقع متحمسة للغاية للقيام بهذا إنها شخصية مهمة جدَا وكانت إنسانة رائعة وبالتالي فإن فكرة الولوج إلى أعماقها كانت شاقة لكن مثيرة للغاية".

كان من الممكن جداً أن يحقق العمل فشلاً ذريعاً خاصة بعد الاتهامات المتوالية بتشويه صورة العائلة الملكية وحقيقة تركيزه على أيام ديانا الأخيرة لكن طريقة تقديم الحبكة وكذلك الأداء التمثيلي الساحر من إليزابيث ديبيكي أنقذ الموسم بكل تأكيد.

لقد نجحت إليزابيث في سحر ألباب أولئك الرافضين للعمل بقدر ما سحرت محبيه؛ لقد كانت ممثلة ذكية بارعة حساسة استطاعت أن تكون على قدر التحدي الصعب وأن تقدم أداء لا يمكن أن ينسى وسيخلد حتماً في ذاكرة التلفاز، وبالتأكيد يرشحها بقوة للفوز بالجولدن جلوب أو جوائز الإيمي لهذا العام.

  •  بذلت جهوداً حقيقية لتكون أفضل ديانا ممكنة 

كانت ديانا ولا تزال شخصية تاريخية مؤثرة تركت أعمق أثر ممكن في قلب كل من أحبها وفي قلب النظام الملكي البريطاني الذي خسر الكثير من شعبيته بعد موتها.

لقد جسدت كثير من الممثلات دور ديانا في أعمال مختلفة متنوعة آخرهن كريستين ستيوارت التي جسدت دورها في فيلم Spencer من إخراج بابلو لارين والذي دارت أحداثه في الأيام الأخيرة من زواجها من تشارلز، إضافة إلى أعمال أخرى جسدت ديانا كرمز ملكي كأميرة الشعب لكن أي منهم لم يحاول اختراق أعماق شخصيتها وتقمص روحها المتناقضة الرائعة كما فعلت إليزابيث ديبيكي.

لم تكن إليزابيث أول من جسد ديانا في "التاج" حتى، إذ أن الممثلة إيما كورين جسدت هذا الدور في الموسم الرابع وقد كانت رائعة بلا شك لكنها لم تكن مناسبة لأداء دور ديانا الأكبر سناً لقد فضل صناع العمل استبدال الممثلين بدلاً من اللجوء لحيل الذكاء الإصطناعي غير مضمونة العواقب.

في الواقع كان مبتكر المسلسل بيتر مورغان ينوي دومًا أن تلعب ديبيكي دور ديانا الأكبر حيث كتب في رسالة إلكترونية حديثة: " لقد كانت مجموعة من الأشخاص متمثلة في شخص واحد بالنسبة لي، إذا رفضتنا فلن يكون أمامي أي خيار سوى كتابة العرض بشكل مختلف".

لقد كان إصرار بيتر في محله إذ أن إليزابيث كانت مقنعة للغاية وبارعة بحق في تقمص الشخصية الشهيرة حتى أن شكلها الحقيقي اختفى تماماً تحت لمسات المكياج البارع والشعر المستعار الأنيق الذي أحدث فرقاً كبيراً لكن التغيير والتشابه لم يتوقف عند التغير الجسدي.

إذ أن ديبيكي بذلت جهداً جباراً لتعرف كيف كانت ديانا حقاً وقد قرأت أكواماً من الوثائق والأبحاث والصور وشاهدت الكثير من مقاطع الفيديو، لقد كان اتقان لهجة ديانا المميزة وطريقة كلامها الناعمة الأرستقراطية شديد الأهمية صوتها ولهجتها جزء منها سيعيش للأبد من خلال المقابلات الكثيرة التي أجرتها خلال حياتها.

ولا تنسى أن إليزابيث ديبيكي أسترالية أي أن إتقان لهجة ديانا البريطانية الفاخرة كان صعباً عليها لكنها وببراعة حقيقية نجحت في تقمص الصوت الناعم المميز لديانا ليضاف هذا إلى مجموع العوامل التي جعلتها متقنة تماماً للشخصية.

إضافة إلى ذلك كان عليها أيضاً إتقان مشيتها ولغة جسدها الفريدة التي كانت طريقة للولوج إلى أعماقها النفسية من خلال توضيح سلوكها الجسدي خاصة تلك الطريقة الخجول التي تنظر بها إلى العالم من خلال رموشها كدلالة على انعدام الأمان والخجل الشديد الذي يكتنفها أثناء زواجها من تشارلز.

السلوك الذي تغير تماماً عقب طلاقها منه وبرز من خلال لغة الجسد خاصة تلك اللحظات التي تبتعد فيها عن الكاميرا كأنما تحاول أن تكون أصغر حجماً بشكل ما؛ جهد جبار بذلته إليزابيث لإعطاء أدق صورة ممكنة عن ديانا. 

في الواقع كان هناك شيء مشترك بين ديانا وإليزابيث؛ إنه القامة الفارعة إذ أن طول ديبيكي يبلغ حوالي 6 أقدام وبوصتين لذا فقد كانت مدركة لكيفية شعور ديانا كامرأة طويلة القامة.

وقد عبرت عن ذلك بقولها: "أعرف ما يعنيه أن تشعر أنك ترغب في الوصول إلى المستوى نفسه مع الناس الآخرين في كل مرة تدخل فيها غرفة ما أنت أكثر الأشخاص وضوحاً ولمعاناً سواء عند دخولك إلى افتتاح مصنع لقطع غيار السيارات أو عندما تكون حول أناس يعانون بحق للحظة، هناك شعور يراودك أن الجسد يحاول عدم التعويض عن ذلك، لقد أذهلت بشكل خاص بمقطع فيديو شهير لديانا وهي تتحدث مع رجل أعمى تركع إلى مستواه تمنحه وجهها ليشعر به يبدو الأمر مثل كيف لا تستطيع أن تغرم بشخص كهذا مع كل هذا الضعف والتلقائية".

لقد بذلت ديبيكي جهوداً مذهلة بلا شك كي تستطيع تجسيد ديانا كأميرة وشخصية عامة وأيضاً ديانا الأم والزوجة والحبيبة وتلك المرأة الإنسانية التي أحبها العالم كله وتألم لفراقها.

في الواقع بشكل أو بآخر أدت ديبيكي دورين منفصلين ديانا خلف الأضواء وديانا أمام الأضواء وكل منهما أدته ببراعة مذهلة لقد استطاعت ديبيكي أن تدخل إلى أعماق روح ديانا وأن تفهم ألمها وحبها ودوافعها، ولم يقتصر أداؤها على حقيقة أن ديانا كانت ضحية لعلاقة تشارلز وكاميلا بل أرادت أن تجسد ديانا الحقيقية الإنسان والمرأة الرائعة أيضاً.

  •  أحبت ديانا بصدق وتفهمتها تماماً 

كانت ديانا أميرة خارجة من قصص ديزني محبوبة لطيفة إنسانية، لقد أغرم بها البريطانيون والعالم كله بشدة وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر رؤية وجهها الشفاف النبيل في أي مناسبة.

كانت ديانا شعلة من الحب والإنسانية، لا تنسى أنها كانت من أوائل الذين نزعوا غطاء الكراهية والخوف الذي أحاط بمرضى الإيدز لقد جلست معهم وصافحتهم بلا أي خوف أو قلق مثبتة أن هؤلاء البؤساء لا ينقلون مرضهم بالتنفس واللمس.

 عندما تتكلم ديانا العالم بأكمله ينصت لها وإليزابيث ديبيكي أحبت ديانا أيضاً ووجدت فرصتها في إظهار هذا الحب عَبر تجسيد شخصيتها بإتقان خيالي ليس على صعيد الشكل الخارجي فحسب بل تعمقت في شخصيتها وحاولت فهم دوافعها ومشاكلها وروحها البريئة القلقة.

حيث قالت ديبيكي في إحدى المقابلات:" أعتقد أن الأميرة ديانا بالطريقة التي حاولت تمثيلها هي شخص يحاول أن يجعل الناس يشعرون بالارتياح، ديانا الخاصة بي هي شخص لم يتم الاستماع له جيداً ولم يتم منحه مساحة كبيرة لتتم رؤيته في ضوء معين".

لم تكن ديانا مجرد أميرة أخرى، لقد كانت رمزاً بصرياً قوياً تخطى سحرها حدود المملكة إلى العالم كله حتى الآن وبعد وفاتها يستحيل أن تجد شخصاً لا يعرف اسمها وشكلها المميز.

نرشح لك: بعد فيلم Killers of the Flower Moon.. هل تستحق ليلي غلادستون الأوسكار؟

لقد كانت ديبيكي أمام تحد حقيقي فهي لا تمثل شخصية عامة شهيرة فحسب بل تمثل شخصية أحبتها بشكل شخصي وتركت أثراً في حياتها كطفلة صغيرة هناك في أستراليا، لم تقبل ديبيكي تجسيد ديانا المرأة المحطمة في حبها فقط بل أرادت أن توصل روحها الطيبة النقية والبهجة التي تتركها في كل مكان تواجدت به وذلك السحر الذي خلدها لأعوام طويلة.

لقد أرادت أن تفهم ديانا تماماً وأن تدرس تفاصيلها لا كأميرة بل كإنسان من لحم ودم، الجهد الذي أخرج لنا أداء أسطورياً يفوق الوصف وقد أوضحت ديبيكي تأثير ديانا عليها في مقابلة مع Modern Luxury Manhattan عام 2020 حيث صرحت:" إنها رمز، شخص سحري لقد بدأت أفهم بشكل عميق كيف كانت وما زالت موجودة بشكل عميق في الوعي الجماعي، أعتقد أنه من المذهل أنني ومنذ سن السابعة كنت أتذكر شخصاً لم يكن له تأثير فعلي على حياتي عندما كنت طفلة في أستراليا، ومع ذلك كنت مدركة تماماً لوجودها في العالم أتذكر رؤية وجهها في المجلات، كانت والدتي تعرفها جيداً كما أعتقد أن الكثير من النساء القريبات من عمرها عرفنها جيداً كذلك لقد تابعنها عن كثب لأنها كانت تمثل شيئاً إنسانياً بشدة ورمزياً بشدة".

إن من ينكر تأثير ديانا على العالم فهو وبحق شخص جاهل لقد عرفت إليزابيث ديبيكي ومنذ طفولتها سحر ديانا، لم تعلم تلك الطفلة الأسترالية أنها وبعد أعوام ستجسد دور هذه المرأة الساحرة الجميلة، لعل هذا الافتتان والإعجاب كانا محفزين لها لبذل كل جهد ممكن لفهم ديانا وتقديم كل ما بوسعها لإذهال العالم كله بأداء جبار فاق التوقعات حتى أنك وللحظات كالحلم ستشعر أن مَن تراه على الشاشة هي ديانا الحقيقية لا تلك الممثلة الأسترالية الرائعة إليزابيث ديبيكي.

  •  ساحرة جميلة بأناقة خلابة 

عندما تشاهد صورًا لإليزابيث ديبيكي سيصعب عليك أن تصدق أنها نفس الشخص الذي تراه في المسلسل بشعر مستعار قصير ومكياج احترافي وملابس بسيطة أنيقة أصبحت ديبيكي النسخة الحية من أميرة ويلز الراحلة.

إن إليزابيث امرأة جميلة للغاية لكنها ومع تلك اللمسات الاحترافية استطاعت أن تجسد ذلك الجمال الخلاب البسيط الذي جعل ديانا أميرة الشعب؛ كانت ديبيكي تشع سحراً وجاذبية ونجحت في التقاط ذلك السحر الجبار الذي نجحت ديانا في فرضه على العالم كله لينصت لها.

لم يكن جمال ديانا هو الشيء الوحيد الذي يميزها، إذ أنها وخلال أعوام حياتها القليلة امتلكت حساً عالياً بالموضة وكانت رمزاً للأناقة النسائية سواء بالفساتين الأنيقة الخلابة أو حتى ببلوزات الصوف الفضفاضة التي كانت مغرمة جداً بها لا شك أنك سمعت عن الأسعار الخيالية التي تباع بها فساتينها آخرها فستان ارتدته الراحلة عام 1985 في إيطاليا بيع بملبغ خيالي تجاوز المليون دولار فقط لأنه كان ملكاً لديانا.

في الواقع يعد مسلسل The Crown واحداً من أغلى عروض Netflix إذ أن أغلب الميزانية تم إنفاقها على الأزياء التي صممتها إيمي روبرتس التي كانت مهمتها شاقة بحق خاصة مع ظهور ديانا التي كانت أزياؤها وما تزال شهيرة بقدرها، لكن أكثر المشاهد المنتظرة من ديبيكي كان ظهور الفستان الذي أجمع العالم على تسميته فستان الانتقام.

والذي ارتده ديانا عقب انتشار اعتراف تشارلز بخيانتها واعتبر رداً مفحماً من ديانا للعائلة الملكية بأسرها في الموسم الخامس من المسلسل ارتدت ديبيكي فستاناً طبق الأصل من الفستان الشهير في مشهد أعاد للأذهان الذهول الذي اكتنف العالم لدى رؤيته للمرة الأولى حتى أن المشهد أصبح أكثر مشاهد المسلسل شهرة وشعبية يبدو أن هناك سحراً ما يحيط بهذا الفستان دوناً عن غيره. 

وقد تحدثت ديبيكي عن هذا المشهد بقولها :" عندما ارتديت الفستان فهمت سبب الاهتمام؛ إنه أمر مهم للغاية وقوي للغاية ولكنه أيضاً أثار شيئاً في داخلي كممثلة لا أستطيع حقاً شرح الأمر إنه أمر لا يصدق أن يمثل هذا الفستان لحظة في التاريخ وأن تمثل هذه اللحظة حياة كاملة لإنسان؛ لقد كان يوم تصوير هذا المشهد يوماً كبيراً بالنسبة لي".

لقد أدركت ديبيكي ما غفل عنه العالم؛ إن حياة ديانا لا تقتصر على فستان أسود جريء إنها أكبر من هذا بكثير لقد كان هذا الفستان صرخة احتجاج من امرأة جميلة مخدوعة لكن ديبيكي استمتعت بلا شك في استعراض أبرز إطلالات ديانا التي لا تزال حتى يومنا هذا أنيقة خلابة، لم يقلل الزمن من سحرها؛ ذلك السحر الذي ترك أثراً كبيراً أبديا في قلوب كل العالم.

  •  أثبتت موهبتها أمام عمالقة الفن السابع

تحدثنا كثيراً عن موهبة "ديبيكي" الرائعة التي سمحت لها بتقديم أفضل تجسيدًا ممكنًا، لديانا موهبة أثبتت نفسها أمام ممثلين يعدون من عمالقة الصناعة خاصة الرائعة إيميلدا ستانتون التي أبدعت في تقديم شخصية الملكة إليزابيث الثانية في فترة الشيخوخة بأداء نال استحساناً واسعاً.

إضافة إلى جوناثان برايس الذي قدم شخصية الأمير فيليب دوق إدنبره بطريقة بدا فيها نسخة طبق الأصل عنه وليزلي مانفيل التي قدمت أداء جباراً لفت الأنظار إليها بدور الأميرة مارغريت شقيقة الملكة الصغرى التي أبدعت بحق في الموسم الأخير خاصة.

 لا ننسى طبعاً الأداء الرائع لدومينيك ويست الذي أبدع بدور الأمير تشارلز وقدم مع ديبيكي ثنائية فريدة، كان دومينيك رائعاً لدرجة أن البعض وجده تشارلز أفضل من تشارلز الحقيقي. 

رغم كل هذه الأسماء العملاقة، إلا أن إليزابيث طغت عليهم جميعاً بحضورها الآسر وجاذبيتها الطاغية وتلك الموهبة الاستثنائية الهائلة، كانت إليزابيث البطلة الحقيقية للتاج والتي لم يستطع أحد التغاضي عن أدائها المذهل رغم كل الانتقادات التي وجهت للعمل سواء على صعيد القصة أو الكتابة أو حتى الأداء التمثيلي.

إلا أن إليزابيث ديبيكي امتلكت حصانة قوية تمثلت في موهبتها الفذة التي طغت على الشاشة وترفعت فوق كل الانتقادات والاعتبارات الموهبة التي رشحتها لأعرق جوائز التلفزيون والتي نأمل بحق أن تنالها كجولدن جلوب أو جوائز الإيمي، لكن هذا العام يشهد منافسة قوية لذا فإن فرص إليزابيث مرهونة بقدر محبة النقاد والجمهور لها وتقديرهم لموهبتها.


منافسة مذهلة هذا العام  

كما قلنا في بداية هذا المقال كان هذا العام عاماً أسطورياً في عالم الفن السابع ولهذا فإن توزيع الجوائز سيكون حدثاً مثيراً للغاية فالمنافسة شرسة في جميع الفئات خاصة فئة الدراما التي تضم أعمالاً أسطورية مثل Succession و The Bear وغيرها الكثير.

في الواقع لو وقعت إليزابيث في نفس الفئة أفضل ممثلة رئيسية مع سارة سنوك بطلة Succession لتضاءلت فرص فوزها بكل تأكيد فسارة قدمت في الموسم الأخير دور العمر خاصة في الحلقة الثالثة التي حملت اسم Connor's Wedding فقد كانت سارة وبحق أسطورية في هذه الحلقة.

نرشح لك: “نهاية جنونية تتوج موسمه الأخير”.. ماذا تقدم دراما Succession من قلب عالم الأموال والسلطة؟

لكن إليزابيث انضمت إلى فئة أفضل ممثلة مساعدة لتتنافس مع نخبة من ألمع نجمات هوليوود أبرزهن الأسطورة السينمائية ميريل ستريب التي نالت ترشيحها الـ 33 لتدخل التاريخ مجدداً بهذا الرقم القياسي في عدد الترشيحات حيث ترشحت ميريل عن دورها اللطيف في مسلسل هولو الشهير Only Murders in The Building إضافة إلى الرائعة هانا ويدنغتون التي أغرمنا بها بدور ريبيكا في مسلسل Apple + الرائع تيد لاسو وكريستينا ريتشي بدور ميستي في مسلسل Yellow Jacket الذي حقق نجاحاً كبيراً.

إضافة إلى جاي سميث كاميرون التي أضاءت مسلسل Succession بدور جيري اليد اليمنى للطاغية لوغان روي ولا ننسى طبعاً الجميلة آبي إليوت بدور الشيف ناتالي بيرزاتو في مسلسلThe Bear الرائع، لا شك أن المنافسة ستكون شديد بحق؛ إذ أن جميع الممثلات المرشحات لفئة أفضل ممثلة مساعدة رائعات موهوبات مذهلات بحق وأن كل واحدة منهن قدمت كل ما بوسعها لتقديم دورها بأفضل شكل ممكن لكن واحدة منهن فقط مَن ستنال الجائزة المرموقة وتثبت أنها كانت الأفضل هذا العام.

ذو صلة

ترشح لك: كيف تصنع “بودكاست مشاغب” على طريقة مسلسل Only Murders in the Building؟

لقد قدمنا نحن "أراجيك فن" رؤيتنا الخاصة التي تجعلنا مقتنعين بأحقية إليزابيث ديبيكي لربما تختلف معنا عزيزي القارئ وربما لا تصيب توقعاتنا، لكن حتى ولو لم تنجح "ديبيكي" بنيل جولدن جلوب أو إيمي فإن اسمها سيخلد طويلاً جداً كالممثلة الرائعة ذات الموهبة الخيالية التي أعادت أشهر أميرات العالم للحياة ببراعة قل نظيرها!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة