بعد تتويج ثلاثيتها “تحت الوصاية” و”ماما” و”تشارلي شابلن” في 2023.. مصممة الأزياء ريم العدل تتحدث عن الكواليس مع أراجيك
5 د
قلمٌ سحري يرسم لوحات فنية على قماش الواقع، وبين سطور الحكايات المتلألئة، تتألق ريم العدل كشمس الإبداع في عالم تصميم الأزياء. تعبّر عن إبداعها بأسلوبٍ ساحرٍ ومتقن، فتنسج قصصًا فريدة تعكس رؤيتها الفنية المتميزة داخل مصر وفي كل ركن من أنحاء العالم.
تشعر بأنها جزء من كل شخصيةٍ تُبصر النور على الشاشة بفضل قلمها السحري. تُؤمن بقوة قصصها وقدرتها على إلهام الجميع، فهي تحرص على أن يكون لكل قطعةٍ أزياء توقيع فريد يروي قصةً خاصة ويعبر عن شخصية مرتديها.
ما يزيد عن 40 عملًا فنيًا يحمل بصمتها الفنية وحسها الراقي، تركت خلالها بصمة لامعة في عالم الفن والجمال. ريم العدل، صانعة الحكايات الفنية برؤيتها الخاصة تجاه ملابس الأبطال وفقًا لعوالمهم وحكاياتهم، فنانة تترك أثرًا استثنائيًا في قلوب الجمهور وفي تاريخ فنّ الأزياء؛ إذ توجت ثلاثيتها "تحت الوصاية"، و"ماما"، و"تشارلي شابلن" بالتلفزيون والسينما والمسرح بالنجاحات في 2023.
حضور عالمي
أحدث أعمالها الفنية التي عملت على تصميم أزيائها، وحازت على إشادات عالمية الروائي "ماما" من بطولة الفنانة مي الغيطي ودانيال شريف وتأليف وإخرج ناجي إسماعيل، بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد، خلال فعاليات دورته الأخيرة خلال شهر مايو الجاري.
كذلك الاحتفاء الكبير الذي حصل عليه مسلسل "تحت الوصاية" من بطولة منى زكي ونخبة أخرى من الفنانين، مع عرضه في الثلث الأخير من شهر رمضان الماضي؛ إذ أدى لتحرك برلماني حقيقي لتعديل قانون الوصاية على النطاق المحلي، فيما أشادت به صحف عالمية أبرزهم Guardian.
هذا الحضور العالمي لم يكن بالجديد على ريم العدل والتي تميزت من قبل بمشاركتها المتميزة كمستشارة الأزياء الخاصة بالجزء الواقعي في مسلسل "مارفل" الشهير Moon knight خلال العام الماضي، والتي دومًا ما توصفها بالتجربة "المثمرة والعزيزة على قلبها".
تصميم الأزياء VS السوشيال ميديا
لكن نجاح أحدث أعمالها الدرامية "تحت الوصاية" لم يُكرر نجاح ما سبقه من أعمال، بل توصفه ريم العدل ضمن حديثها الصحفي لـ "أراجيك فن" بأنه الأكثر رعبًا بالنسبة لها؛ قائلة: "بالتأكيد، كنت أتوقع نجاحًا للمسلسل الذي قمت بالعمل عليه، ولاسيما وأنك كنت تعمل مع فريق فني محترف ومخرج ذو وعي عميق مثل محمد شاكر خضير".
تتابع: "إلا أن المفاجأة الآن تكمن في حجم الحب والتقدير الذي يحظى به طاقم العمل بأكمله، حتى المشاركين الذين يعملون خلف الكاميرا. فقد أثار دهشتي العثور على بعض المتابعين يبحثون عن أسماء الفنيين المشاركين من التتر، ثم ينثرون الإشادات والمديح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مصمم الأزياء ومهندس الديكور ومدير التصوير".
تضيف: "نجاح لم يُحقق مثيله من قبل، لكنني شعرت بحالة ردود أفعال مختلفة أيضًا عند عرض مسلسل "وش وضهر" والتعليقات المتدفقة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بشأن تفاصيل الشخصيات في طنطا. ولكن الآن، مع مسلسل "تحت الوصاية"، ازدادت هذه الحالة أشد تعاظمًا".
"فقد تلقيت ردود أفعالٍ مذهلة من شخصياتٍ لم تكن تعرفها من قبل، سواء عَبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال المكالمات الهاتفية من أشخاصٍ يتحدثون إليك ويناقشونك في تفاصيل شخصيات المسلسل"..كذلك تصف ريم العدل اَلية تعرفها إلى اَراء المشاهدين، لافتة إلى أن السوشيال ميديا أدى لزيادة وعي الجمهور بمجال تصميم الأزياء مقارنة بالأزمنة السابقة.
كواليس مسلسل تحت الوصاية
أمًا على صعيد التحضير لتصميم أزياء شخصيات مسلسل "تحت الوصاية"، تشير ريم العدل أنه لم يتدخل أي من الممثلين في الاستايل أو التصميم، موضحة أن كل فريق العمل محترفين ومهنين يقدرون مسؤولية كل شخص بحسب مهامه في العمل.
نرشح لك: لعبت دور آميت في مسلسل فارس القمر.. الفنانة صبا مبارك تتحدث لأراجيك فن
تشير إلى أن صعوبة العمل على هذا المسلسل تكمن في تجربة التعاون مع النجمة منى زكي لأول مرة بمسيرتها المهنية، والتي قلقت منها في البداية ولكنها سرعان ما أصبحت الأقرب لقلبها، كذلك العمل على المشروع كله وخلق عالم فريد خاص به.
غاصت في عمق رحلة اكتشافٍ مدهشة، حيث سرت بخطوات واثقة في أرجاء دمياط وعزبة البرج. كانت لها جلساتٌ عديدة ومناقشاتٌ مثمرة مع أهل تلك المناطق بحسب وصفها. ومن هناك، بدأت تتشكل صورةٌ لا تقدر بثمن عن طريقة عملهم، كيف يجتهدون ويبذلون مجهوداتهم الجبارة لبيع غلة تعبهم في مزادٍ متجدد.
تعيش تفاصيلها ومن خلال هذه التجربة العميقة، تستمد قوتها وإلهامها، فأصبحت قادرةً على نقل تلك الحقيقة المجسدة في أعمالها الفنية بأمانة وصدق. وهكذا، استطاعت رسم لوحةٍ مشرقة بألوان الواقع والحياة. أصبحت تلك العزبة ودمياط تمتد في خيالها كملاذٍ للمشاعر والمعاني ورسم تفاصيل الشخصيات الرئيسية للحدوتة.
المسرح الغنائي
قبل أن تحلق ريم العدل في أجنحة المجد مع مسلسل "تحت الوصاية"، كان لها محطاتٌ مختلفة في عالم الفن خلال نفس العام، حيث تألقت بريقها على خشبة المسرح الغنائي في عروض "تشارلي شابلن" والتي سبقتها بمشاركتها قبل عامين في مسرحية "كوكو شانيل" مع النجمة شريهان.
وهنا يتساءل الجميع: أيهما يشكل التحدي الأكبر بالنسبة لك؟ هل تصميم الأزياء لشخصياتٍ تاريخيةٍ تحظى بمرجعيةٍ تاريخية في ذهن المشاهدين، أم التجسيد المبتكر لشخصياتٍ مستمدة من النصوص الدرامية؟
تجيبنا ريم العدل بأن الشخصيات الجديدة تنساب على لوحةٍ فارغة، وبالتأكيد، إنها الأصعب بلا شك. فقد ألاحظ أن التحدي الحقيقي يكمن في تجسيد شخصياتٍ مبتكرة، فتحتاج إلى الاستناد إلى قليل من المعلومات والمؤشرات لتصورها بكل تفاصيلها وعمقها. لكن النوع الاَخر فعلى الرغم من مرجعيتها التاريخية، إلا أن كل ما يلزم هو فهمك العميق لكيفية رسم تلك الشخصيات في الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها بصورة واقعية.
وعن صعوبات عملها على مسرحية "تشارلي شابلن" على وجه الخصوص، تقول إنه يكمن في التحضير الجيد لعدة إطلالات تاريخية يظهر بها الفنانين على المسرح؛ أي التغيير ما بين كل هذه الملابس وسهولة حركة الممثلين وقيام الاستعراضات بها ضمن العرض.
وبسؤالها عن أعمالها المقبلة، تجيب مصممة الأزياء المتميزة ريم العدل معبرة عن حماسها تجاه مشاريعها الفنية المقبلة؛ إذ تنتظر عرض مسلسل "سفاح الجيزة" مأخوذ عن قصة حقيقية ومفترض عرضه على منصة "شاهد" خلال الموسم الدرامي المقبل، كذلك تنشغل بالتحضير لفيلم جديد يشترك ببطولته نخبة من الممثلين العرب المتميزين؛ ياسمين رئيس وأسماء جلال وأحمد خالد صالح.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
