رحلة الدراسة في ألمانيا تبدأ هنا!
إن كنت تبحث عن الجمع بين التعليم عالي الجودة والخبرة العملية في المجال المرغوب، بالإضافة إلى الخبرة الثقافية، فألمانيا هي الخيار الأمثل. ما ذكرناه سابقًا يعدُّ السبب الرئيسي وراء قدوم آلاف الطلاب الأجانب سنويًا من جميع أنحاء العالم إلى ألمانيا. وحسب إحصائيات شتاء 2018/2019 وصل عدد الطلاب الأجانب في ألمانيا إلى 394,665 طالبًا.
إن كنت تخطط للسفر إلى ألمانيا بقصد الدراسة لابد أولًا من التعرف على أهم الأسباب التي قد تدفعك للقيام بذلك:
ليس من الغريب أن نسمع أن العديد من الجامعات الألمانية متواجدةٌ ضمن تصنيف أفضل 100 جامعةٍ حول العالم نظرًا لجودة التعليم الذي تقدمه الجامعات الألمانية. فيما يلي نستعرض أفضل خمس جامعاتٍ ألمانيةٍ والتي تدخل قائمة أفضل 100 جامعةٍ حسب تصنيف :Times Higher Education THE:
أهم ما يميّز الدراسة في ألمانيا هو أنها مجانية في الجامعات الحكومية بالنسبة للطلاب الدوليين والأوربيين أيضًا. ربما تتساءل لماذا التعليم مجانيٌ في ألمانيا؟ الإجابة في الحقيقة مثيرةٌ للانتباه، يعتقد الألمان أنه لا يجب معاملة التعليم على أنه سلعةٌ تجاريةٌ، بل على العكس يجب توفيره للجميع بما يضمن الرفاهية والنمو لدى السكان. من ناحيةٍ أخرى، أدركت الحكومة الألمانية أنه بمجانية التعليم يتم استقطاب العقول الذكية وهذا ما يضمن ازدهار البلاد.
حاولت الحكومة الألمانية منذ زمنٍ ليس ببعيدٍ فرض رسومٍ رمزيةٍ على الطلاب بما يعادل 1000 يورو لكن سرعان ما قامت احتجاجاتٌ مناهضةٌ لهذا الإجراء وسرعان ما تم إلغاء هذا التشريع عام 2014.
اليوم هناك عدد قليلٌ من الجامعات الخاصة الألمانية ممن تفرض الرسوم الدراسية على الطلاب. فيما يلي قائمة بأهم الجامعات الحكومية المجانية:
تجدر الإشارة إلى أن منطقة بادن فورتمبيرغ Baden-Württemberg جنوب شرق ألمانيا هي الولاية الوحيدة التي تفرض رسومًا على الطلاب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي وتبلغ القيمة حوالي 3000 يورو سنويًا.
تعتبر قضية إيجاد مسكنٍ من أكثر القضايا صعوبةً بالنسبة للطالب الأجنبي في ألمانيا، وذلك لصعوبة التعامل مع السكان المحليين وعدم المعرفة بأفضل المناطق للاستئجار. قبل كل شيءٍ يجب تحديد ميزانيتك الشهرية لاستئجار المكان وهل تريد العيش وحيدًا أم برفقة أحدهم في الشقة وبعد ذلك لا بدّ من تحديد المنطقة (ربما بالقرب من جامعتك). بعد ذلك لا بد من تحديد الوثائق التالية لإتمام عقد الإيجار:
الآن وبعد معرفتك بالوثائق اللازمة لاستئجار المكان لا بد من البدء بعملية البحث عن المسكن، فيما يلي قائمة ببعض مواقع الإنترنت الألمانية المتخصصة بهذا الأمر:
وفي حال أردت الاستئجار بنفسك دون العودة لهذه المواقع يمكنك إخبار أصدقاءك ومعارفك أنك بحاجة لمسكنٍ، وفي هذه الحالة لن يقلق المالك من إيجاد مستأجرٍ جديدٍ وستكون الضمانة أكبر بالنسبة له.
الآن نأتي إلى النقطة الأهم وهي كلفة السكن، تختلف الكلفة بالطبع بين المدن الصغيرة والكبيرة، بين الضواحي ومركز المدينة. عمومًا تتراوح كلفة إيجار غرفةٍ بين 290 و 560 يورو شهريًا ويزداد هذا الرقم في المدن الكبيرة مثل: كولونيا وميونيخ وهامبورغ وفرانكفورت. أما في حال رغبتك باستئجار شقةٍ كبيرةٍ فتبلغ الكلفة حوالي 1300 يورو شهريًا، أما الشقة المكونة من غرفةِ نومِ واحدةٍ يبلغ إيجارها حوالي700 يورو في المدن وينخفض هذا المبلغ إلى حوالي 530 يورو خارجها.
أما عن تكلفة المعيشة، تعتبر ألمانيا من الدول المعقولة التكاليف للمعيشة مقارنةً بنظيراتها من دول الاتحاد الأوربي وحتى تعتبر أرخص مقارنةً بدولٍ مثل: سويسرا والدول الاسكندنافية. فيما يلي جدول يوضح متوسط تكلفة المعيشة مع تفصيل المصروف:
المتوسط الشهري (باليورو) | مجال الاستهلاك |
323 | الاستئجار |
168 | الطعام والشراب |
42 | الملابس |
20 | المواد التعليمية |
94 | السفر والتنقل |
80 | التأمين الصحي والمستلزمات الطبية |
31 | التلفون، الإنترنت، التلفاز |
61 | الترفيه والنشاطات الثقافية |
819 يورو | المجموع |
الآن وقد تعرفت على ميزات وكلفة الدراسة في الجامعات الألمانية لا بد لك من التعرف على الشروط الواجب تحقيقها للتسجيل في إحدى الجامعات الألمانية وهي:
ملاحظة: هناك موعدان لبدء الدراسة في ألمانيا: بداية الشتاء وبداية الصيف. ينتهي التسجيل للالتحاق بالفصل الشتوي بحلول 15 يوليو، أما بالنسبة للفصل الصيفي فينتهي التسجيل في 15 يناير.
في حال قررت الدراسة في ألمانيا لابد لك من التقدم إلى السفارة الألمانية في بلدك للحصول على تأشيرة الطالب للسفر وذلك بعد حصولك على القبول الجامعي من الجامعة التي ترغب بالدراسة فيها. عمومًا تتلخص شروط الحصول على الفيزا الدراسية في ألمانيا كالتالي:
ملاحظةٌ هامةٌ جدًا: لزيادة فرصتك في الحصول على تأشيرة الطالب قم بفتح حسابٍ بنكي من نوع blocked account وهو نوع من الحسابات البنكية التي يستخدمها الطلاب الدوليون لإيداع أموالهم اللازمة لتكاليف السنة الأولى هناك. حسب بيانات عام 2020 على الطالب إيداع مبلغٍ إجمالي قيمته 10236 يورو في حسابه قبل السفر، أي بمعدل 853 يورو شهريًا.
بالنسبة للطلاب الأوربيون تُعتبر برامج الإيراسموس Erasmus + هي الأنسب لإيجاد التمويل المناسب للدراسة، أمّا فيما يخصّ الطلاب من جنسياتٍ أخرى من المفضل مراجعة قاعدة بيانات منحة الداد الشهيرة DAAD. في هذه القاعدة يمكن تحديد البلد والاختصاص المراد دراسته ولغة الدراسة وغيرها من البيانات الأخرى والبدء بالبحث. من ناحية شروط التقديم على المنح، فهناك العديد من المتطلبات العامة وهي:
يوفر هذا الخيار للطالب الأجنبي فرصة الاختلاط بالطلاب الدوليين والمشاركة في النشاطات الترفيهية في العطل الأسبوعية. يعد هذا الخيار أكثر اقتصادًا مقارنة بالإيجار حيث تبلغ تكلفة استئجار غرفة في السكن الجامعي حوالي 240 يورو.
غالبًا ما يلجأ الطلاب الأجانب للعمل إلى جانب الدراسة لتغطية بعض تكاليف الدراسة والمعيشة. في ألمانيا هناك خياران للعمل بالنسبة للطلاب الأجانب وهما:
تشمل الأعمال الجزئية المجالات التالية:
بالإضافة إلى ما سبق يمكن للطالب إيجاد عملٍ في الحرم الجامعي كالمكتبات ولجان التنسيق مع الطلاب الأجانب.
يعتبر التدريب فرصةَ عملٍ قصيرة الأمد حيث يمكن للطالب الالتحاق بشركةٍ ما في حال إظهاره بعض المهارات. تدوم هذه الفرص عادةً من عدة أسابيعٍ إلى 5 او 6 أشهرٍ وتعتبر غالبًا ذات مردودٍ قليلٍ لكن مفيدة جدًا في تكوين القاعدة الأساسية لخبرتك المستقبلية.
في كلا الحالتين لابدّ من معرفة قوانين العمل الخاصة بالطلاب الأجانب حيث يتم تحديد عدد الساعات المسموحة للطالب الأجنبي في الأسبوع للعمل وهي في الغالب 20 ساعةٍ. وتبلغ الفترة المسموحة بالعمل سنويًا 120 يومًا كاملًا. إذا أردت العمل لساعاتٍ أكثر عليك الحصول على إذن من وكالة التوظيف المحلية local employment agency ومكتب تسجيل الطلاب الأجانب foreigners’ registration office .
فيما يخصّ العائد المالي من العمل الجزئي فإن ذلك يعتمد إلى حدٍ كبيرٍ على خبرتك والمنطقة والقطاع الذي ترغب في العمل فيه، ولكن يبلغ المتوسط العام 9.17 يورو في الساعة. هنا من المهم جدًا معرفة أنّه في حال بلغ دخل الطالب من العمل الجزئي قيمةً فوق 450 يورو فإنه سيبدأ اقتطاع جزءٍ من الراتب كضريبة.
كما ذكرنا سابقًا فإن ألمانيا هي بلد العلم والابتكار والثقافة، يُضاف إلى ذلك أن الاقتصاد الألماني من أكبر الاقتصادات العالمية هذا ما يجعلها وجهةً ليس فقط للطلاب بل أيضًا لكافة المغتربين، حيث يلعب جمال الطبيعة الالمانية ووجود عشرات القلاع وجمال الهندسة المعمارية دورًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بجذب المغتربين.
إذا أردت الاندماج في الحياة الاجتماعية الألمانية فأول شيءٍ عليك تعلمه هو الالتزام بالمواعيد. بعد ذلك يمكنك البدء بتكوين صداقاتٍ مع الألمان. على الرغم من أن الألمان يبدون للوهلة الأولى غير ودودين، إلا أنهم وبعد تقربك منهم ستجد أنهم شعبٌ ودودٌ جدًا ومحبين للطلاب الدوليين، فهم يقدرون سفر هؤلاء من كافة بقاع العالم للحصول على العلم في بلدهم وهذا يجعلهم فخورين بأنفسهم وبالدور الذي تلعبه بلادهم في التعليم العالمي.
كطالبٍ أجنبيّ ستجد الكثير من النشاطات الترفيهية والمهرجانات الكبير وخاصة في المدن الكبيرة كبرلين وفرانكفورت وميونخ، ولعلَ مهرجان أكتوبر هو الأكثر شهرةً من بين المهرجانات هناك. يمتد هذا المهرجان من نهاية أيلول وحتى بداية تشرين الأول من كل عامٍ في مدينة ميونيخ. يتضمن هذا المهرجان العشرات من الفعاليات الترفيهية والألعاب وشرب البيرة والحفلات الموسيقية ويحضره الملايين من كافة أنحاء العالم لذلك قد يكون فرصةً لتكوين صداقاتٍ جديدةٍ هناك.
كغيرها من الجامعات تشترط الجامعات الألمانية على الطالب إبراز وثيقة التأمين صحي لدى التسجيل في الجامع للحصول على الإقامة. بالنسبة لمواطني الدول الأوربية فيحق لهم إجراء معاملة التأمين الصحي في بلدانهم قبل السفر وإظهارها للجامعة في ألمانيا، أما بالنسبة للطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي تبلغ تكلفة وثائق التأمين الصحي العام حوالي 80 يورو شهريًا.
عمومًا يضمن التأمين الصحي الإعفاء من تكاليف الأدوية والرعاية الطبية بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الطبية العامة والإقامة في المشفى. يمكنك الاطلاع على شركات التأمين ومختلف الخدمات التي تقدمها من هنا.
يفضل معظم الطلاب الدوليين البقاء في ألمانيا بعد إنهاء دراستهم وذلك للاستقرار والعمل والعيش فيها، هذا ما يؤكّد وجود رضى عام عن الحياة في ألمانيا وأنها بلدٌ آمنٌ. من ناحية التصنيف العالمي، تأتي ألمانيا في المرتبة 22 من أصل 163 دولة من ناحية الأمان وفقًا لتصنيفات مؤشر السلام العالمي لعام 2019.
عمومًا وفي الآونة الأخيرة ظهرت حقيقة أن ليس هناك بلدٌ محصنٌ ضد المشاكل والهجمات كما حدث في باريس وبروكسل وبرلين، ونتيجة للهجمات التي وقعت عام 2016 تمت زيادة إجراءات السلامة في الأماكن العامة والمواصلات وأماكن تواجد الحشود كالحفلات.
فيما عدا ذلك، تنحصر الحوادث الأمنية بحالات النشل والسرقة وبالأخص في الحفلات الجماعية، حيث يتواجد آلاف الناس، وبالتالي من المهم أن تظل دائمًا آمنًا وحذرًا في الحشود والمهرجانات. خلافًا لذلك، من المعروف أن ألمانيا آمنة ومسالمة تمامًا. ولزيادة الأمن والاحتياط لا بد لك عزيزي الطالب من الانتباه والنظر في النصائح التالية:
ربما التنسيق بين الدراسة والعمل بالإضافة إلى صعوبات اللغة هي أكثر الصعوبات التي تواجه الطلاب الدوليين الجدد في ألمانيا، لكن لا تقلق فقبلك الآلاف ممن مرو بهذه المرحلة وكلُ ما عليك فعله هو العمل والمثابرة والاستمتاع بهذه التجربة الفريدة. لا تجعل صعوبة التواصل مع الآخرين أو إيجاد الأصدقاء عائقًا أمامك، بل اجعل هذه الصعوبات ها وقودًا تُشعلُ به روح التحدي بداخلك لتقديم المزيد والنجاح والتألق.